274
3
دحمون وسيلة دكتورة صيدلانية اقتحمت عالم الأدب
يعد عالم الأدب أحد أشكال التعبير عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية، التي تتيح له فرصة التعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر.
شروق طالب
وجزء من ما يمثلون هذا العالم على أرض الواقع كانوا حاضرين في أروقة الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، ولعل من بين الكتاب التي أتيحت لنا الفرصة لقاءهم، الكاتبة دحمون وسيلة التي خصت جريدة بركة نيوز بحوار للحديث عن بدايتها ومؤلفاتها.
كتب المنفلوطي كانت بداية الشغف
دكتورة صيدلانية متخصصة في علم الأحياء المجهرية دخلت عالم الكتابة منذ سنتين لكن في الأصل كان شغف الكاتبة يراودها منذ سن الطفولة، في تلك المرحلة التي تبرز عند الطفل هوايات ورغبات وكانت من بين اهم ميولات كاتبنا هي قراءة كتب الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي.
وكغريزة في الطفل المتمثلة في حبه للتقليد، ومن هنا بدأت أول محطات دحمون في مجال الأدب في سن لم يتعدى الحادي عشر سنة، لتقوم تلك الهاوية والمتأثرة بكتب المنفلوطي بأعداد وحفظ بعض الأشعار وكذا القيام بمحاولات لكتابة قصص، لتصبح هذه الاخيرة من هواية الى عادة تقضي بها أوقات الفراغ والملل، هذا وبجانب التأمل وطرح التساؤلات التي تراود كل طفل مما تشكل عندها حب الاكتشاف والتجريب.
والجدير ذكره بأن ما تأثرت به كاتبنا يعد نابغة في الإنشاء والأدب، حيث انفرد بأسلوب نقي في مقالاته وبشعر يتميز بالرقة في أبياته، كما قام بالترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة وإعادة صياغتها بأسلوب أدبي فذ، ألف العديد من الكتب التي كان لها صدى كبير على غرار كتاب النظرات و العبرات كما كتب أيضا عن الفضيلة.
عودة الشغف في فترة الحجر الصحي
انقطت دحمون عن الكتابة بسبب طبيعة دراستها العلمية هذا بجانب عملها كطبية مخبرية، ولكن شاءت الأقدار أن تعود إلى عالم الادب في فترة جائحة كورونا، وعلى الرغم من انشغالها في هذه الفترة باعتبارها جند من جنود الجيش الابيض، الا أن هذا كان سبب في عودتها واستغلال وقت المكوث في المنزل بسبب الحجر الصحي للانفراد بالتأليف.
حيث قامت دحمون بإخراج كل تلك الكتب والكراريس التي تحمل محاولات مرحلة الطفولة لتقوم بإعادة ترتيبها وتصحيحها ومن هنا عاد شغف الكتابة من جديد في مرحلة أكثر رزانة ، لتكتب قصص تحمل أجوبة لأسئلة براءة الأطفال في طرحهم وكذا تجاربها الخاصة التي خاضتها في فترة الجائحة.
بدأت دحمون بتأليف أول كتبها تحت عنوان "ومضات روح" وهو عبارة عن سلسلة نثرية تحتوي على مزيج يجمع بين الخواطر والقصص القصيرة وكذا مجموعة من التأملات التي كانت نتيجة تجربة جديدة تعيشها بهدف استخلاص أفكار، فضلا عن تجربتها في مواجهة حزن موت أقرب الناس بسبب تفشي فيروس كورونا.
سوق الفضائل عنوان يحمل وراءه قصص
وبالنسبة لثاني مؤلف فهو يعكس الأفكار التي تراود الأطفال وعادة ما تكون ذات معنى أكبر من كونها مجرد تساؤل بسيط بالإضافة إلى انها تعبر عن فطرة الإنسان السليمة، هذا وبجانب أن الكتاب يحمل أفكار المنفلوطي حول الفضائل والظواهر التي تفشت في المجتمع على غرار قطع صلة الرحم وانتشار الرذائل، كما يكشف المؤلف عن ثنائية الفضيلة والرذيلة التي تكون محل نزاع في النفس البشرية التي بدورها تميل بالفطرة إلى الفضيلة وتقاوم الرذيلة.
جاء المؤلف تحت عنوان سوق الفضائل وهي عبارة عن مجموعة قصصية تحتوي أربعة قصص مختلفة من بينها قصة صيحة الارحام التي خصتها دحمون للحديث عن المشاكل التي تكون بين أفراد الأسرة الواحدة، بتحليل مشوق في طابع سردي، المؤلف نشر من قبل دار فكرة كوم بنسخة ورقية ورقمية على التطبيق الخاص بالدار.
ولان كل كاتب له تجربته الخاصة في عالم الأدب له أيضا تحديات تواجه اما شخصية أو مالية، بخصوص دحمون فهي تعرضت لبعض التحديات في بداية التأليف في القواعد النحوية والصرفية وكذا في الأخطاء الإملائية مما جعلها تعيد لأكثر من مرة تصحيح المؤلف، فكان تحدي لها لتتعلم من جديد قواعد اللغة العربية وذلك لاكتساب لغة سلسلة في الكتابة.
في الاخير ختمت دحمون كلامها "بأن الإنسان في هذه الحياة يجب أن يجرب أي أمر يخطر على باله بهدف اكتشاف ذاته وميولاته، والتي تكون من خلال رحلة طويلة وهي رحلة التطوير التي ستشمل كل النواحي، مشيرة بان الإنسان هو مجرد عابر لابد عليه ان يفهم الغاية من وجوده بدون أن ينسى الاستمتاع برحلة التطور وحبذا لو استطاع كذلك ترك أثر طيب وراءه".