2466
0
بريش يؤكد أهمية الجيوماتيك والاستشعار عن بعد لمواجهة آثار التحولات المناخية والكوارث الكبرى
شارك الدكتور عبد القادر بريش، بصفته أستاذ جامعي ونائب بالمجلس الشعبي الوطني وعضو لجنة الشؤون الاقتصادية والتنمية والصناعة والتجارة والتخطيط، وعضو الشبكة البرلمانية الجزائرية للبيئة والمناخ، في فعاليات الطبعة 16 للمؤتمر العلمي الدولي لتطبيقات الجيوماتيك والذكاء الاصطناعي الجغرافي جيو تونس 2024.
أجرت اللقاء من تونس: كريمة بندو / صور: بختة بن يمينة
وفي لقاء إعلامي جمعه بجريدة بركة نيوز التي غطت فعاليات المؤتمر، أكد أن مشاركته في الطبعة 16 من جيوتونس 2024، الذي تم تنظيمه من طرف الجمعية التونسية للإعلام الجغرافي الرقمي، برئاسة الدكتور محمد العياري، شكلت فرصة للاحتكاك واللقاء مع عدة مختصين من مختلف البلدان سواء العربية الإفريقية والأوروبية.
كما أكد بريش أهمية هذا المؤتمر لأنه يتناول عدة مواضيع بما فيها الأمن القومي الذي يشمل الأمن الغذائي والمائي والأمن السبراني، وهي مواضيع تكتسي أهمية كبرى في وقتنا الراهن.
التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي تتيح امتلاك بيانات واحصائيات دقيقة
وأشار بريش إلى أن المؤتمر تطرق أيضا إلى عدة انشغالات وقضايا تخص المنطقة المغاربية بما فيها الجزائر، تونس وليبيا، وعلى رأسها مسائل متعلقة بالجيوماتيك، والمسح الفضائي والجوي، وهنا أكد محدثنا على ضرورة الشراكة واجراء اتفاقيات بين هاته الدول لمواجهة آثار التحولات المناخية والكوارث الكبرى، ونظرا للامتداد الجغرافي والطبيعي لهاته الدول فلا يكفي أن تعمل كل دولة على حدة، بل يتوجب أن يكون هناك تنسيق وتعاون فيما يخص تبادل الصور الفضائية وتبادل المعطيات خاصة في المناطق الحدودية لمواجهة تحديات التغيرات المناخية لاسيما الفيضانات والحرائق والزلازل.
وأضاف بريش أن المؤتمر عرف مشاركة فعالة من عدة دول بما فيها المملكة العربية السعودية التي كانت ممثلة بجمعية الجغرافيا السعودية، بالإضافة إلى مداخلات وبحوث من ليبيا وتونس وعدة دول أخرى.
مؤكدا أن المؤتمر كان ثريا من حيث المداخلات والمعلومات القيمة، التي تبرز أهمية موضوع الجيوماتيك وكل ما يتعلق بعملية الاستشعار عن بعد، وتوظيف البيانات باستخدام التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي والتي تتيح امتلاك بيانات واحصائيات دقيقة متعلقة بالمجال الترابي، وبالجانب البشري وبالموارد الطبيعية، وكيف نتمكن من التصدي للتغيرات المناخية وتحقيق التنمية المستدامة، مشددا على أهمية هذه المواضيع والقضايا.
الطبعة المقبلة من المؤتمر ستكون في الجزائر
من جهة أخرى، قال محدثنا أنه يأمل أن تكون الطبعة المقبلة من المؤتمر العلمي الدولي لتطبيقات الجيوماتيك والذكاء الاصطناعي الجغرافي، في الجزائر، مؤكدا أنه سيحرص على التعاون مع جمعية جزائرية مختصة في الجغرافيا والاستشراف، وهي حسبه جمعية نشطة بقوة في هذا المجال، مضيفا أنه سينسق معها من أجل احتضان الطبعة المقبلة بحول الله في الجزائر.
وعن المشاركة الجزائرية، أشاد بريش بالتمثيل الجزائري في الطبعة 16 من المؤتمر جيوتونس 2024، واصفا المشاركة الجزائرية بالقوية، وقال أنه كان له الشرف في هذه المناسبة للتعرف على أساتذة وباحثين ومختصين جزائريين من عدة جامعات جزائرية، بما فيها سطيف، باتنة، وجامعة هواري بومدين بالعاصمة، مضيفا أن الأبحاث المقدمة كانت مختصة في الجيولوجيا، واقتصاديات الموارد ومواضيع علمية دقيقة، كالأتربة النادرة وأهميتها في الصناعات وفي التكنولوجيات الحديثة التي قدمتها أستاذة من عنابة، وبفضل هذا المؤتمر تبادل الحديث مع الباحثين الجزائريين الذين قدموا بحوث علمية قيمة ومفيدة ، مؤكدا أنه أمر مشرف ويستحق الدعم والتشجيع، خاصة وأن الباحثين الجزائريين قدموا بحوث باستخدام أحدث التكنولوجيا، فيما يتعلق بالاستشعار وتوظيفه في الصور والخرائط، وعرض البيانات بدقة.
كما أكد بريش على أهمية تطوير هذا المجال، مشيرا إلى ضرورة الاشتغال عليه لأن مسألة الجيوماتيك تعد مسألة حيوية خاصة وأنها اقترنت اليوم بالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتوظيفها في إدارة المدن وفي المجال الصحي وفي مجال التصدي للكوارث الطبيعية، وأيضا في الجانب البشري والديمغرافي والتي تمكننا من معرفة طبيعة السكان، نمط المعيشة، الأنشطة الاقتصادية التي يمارسونها، مؤكدا أنه مجال حيوي لا يمكننا الاستغناء عنه خاصة في مجال السياسات العمومية.
المهام الدستورية للبرلماني
وفي سياق منفصل، أوضح النائب البرلماني بريش المهام الدستورية للبرلماني، والذي يتمتع بدور تشريعي ودور رقابي، والذي يتيح للبرلمانيين تقديم أو عرض مجموعة من القوانين، كما أن البرلمانيين يرافقون الحكومة في اطار التكامل ما بين المؤسسات التشريعية والحكومة والجهاز التنفيذي، والقوانين عندما يتم عرضها في البرلمان تكون مشاريع قوانين، حيث يعمل البرلماني على ما يسمى بجودة التشريع، وتحقيق ما يسمى الأمن القانوني، والوصول إلى قوانين تتضمن الجودة والاستقرار، ونسعى لمرافقة الحكومة وتسهيل عملية المصادقة على القوانين لأنها تهدف لتسهيل حياة الناس وحل الكثير من الإشكاليات، كما نسعى لإصلاح وتحديث وعصرنة بعض القوانين، وتكييف الترسانة القانونية.
أما الجانب الآخر الذي تحدث عنه النائب بريش، والخاص بمهام البرلمانيين، فيتعلق بالمسائلة والرقابة على نشاط الحكومة، وهذا متاح من خلال الأسئلة الشفوية والكتابية، لتأتي الحكومة ببيان السياسات العامة، وأيضا القيام بالخرجات الاستعلامية، وكذلك مناقشة مخطط عمل الحكومة إلى غيرها من الآليات المتاحة دستوريا والتي تمكن البرلماني بحكم أنه منتخب من الشعب وبحكم أنه يمثل دائرة انتخابية ولديه تواصل مع الانشغالات اليومية للمواطن، وهذا ما يمكنه من استخدام كل هذه المعطيات والمعلومات كمدخلات في مناقشته للقوانين ومسائلته للحكومة، إلى غيرها من المهام الخاصة بالعضو البرلماني.
في الأخير توجه البرلماني عبد القادر بريش بشكره الجزيل لجريدة بركة نيوز على تواجدها في الشقيقة تونس لتغطية فعاليات هذا الحدث العلمي الدولي الهام، مجددا امتنانه للجهد المبذول في هذا الإطار، كما توجه بالشكر الجزيل على اتاحة الفرصة له للحديث عن هذا المؤتمر العلمي، وذلك بغية تعريف القراء بالمعلومات وتبادل الأفكار، كما نقل تحياته من خلال هذا المنبر الإعلامي لكل قراء الجريدة.