783
0
بركي "قطاع الصناعة التقليدية استطاع خلق 452 ألف نشاط ومليون و200 ألف منصب شغل"
المدير العام للغرفة الوطنية للصناعة التقليدية و الحرف في حوار خصه لموقع بركة نيوز
يعتبر قطاع الصناعة التقليدية والحرف محركا رئيسيا للاستثمار والتنمية والتمكين الاقتصادي إلى جانب الحفاظ على الموروث الثقافي والهوية الوطنية، في هذا الإطار جمعنا حوار مع الاستاذ عبد الكريم بركي المدير العام للغرفة الوطنية للصناعة التقليدية و الحرف للحديث أكثر عن هذا المجال الحيوي و آخر مستجداته فيما يخص واقع الصناعة التقليدية في الجزائر و رقمنة بطاقة الحرفي، و كذا الإستراتيجية الجديدة المنتهجة من طرف الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية و الحرف للدفع بعجلة الإقتصاد الوطني.
حاورته : نزيهة سعودي
قبل الحديث عن مستجدات مجال الصناعة التقليدية و الحرف ، الأستاذ عبد الكريم بركي مدير عام للغرفة الوطنية للصناعة التقليدية و الحرف منذ سنة 2021، لو تحدثنا أكثر عن مسارك المهني في هذا المجال الحيوي ؟
استلمت المهام كمدير عام للغرفة الوطنية للصناعة التقليدية و الحرف بعدما مررت بمجموعة ولايات في قطاع الصناعة التقليدية و الحرف.
الغرفة الوطنية الهدف منها و مهامها الأساسية مرافقة الحرفي في مجموعة خدمات و تنظيم الصناعة التقليدية و الحرف على المستوى الوطني، كما تقوم بثلاثة مهام أساسية و رئيسية الأولى و هي مهمة إدارية بحثة وهي استخراج استصدار بطاقة المهنية للحرفي، واستصدار الوثائق والاحتفاظ ببنك المعطيات على مستوى الغرفة الوطنية في شكل بطاقة وطنية للصناعة التقليدية و الحرف.
مهام آخر و هو تنظيم الهيكل المنتخب على المستوى الوطني بجمعية عامة و مجلس وطني، و هذا الهيكل المنتخب الغرفة الوطنية تضع نفسها بينه و بين الادارة العمومية سواء على المستوى الوزاري أو المحلي، همزة وصل لحمل انشغالات و مطالب الحرفيين و نسعى لإيجاد الحلول لتسهيل الحياة اليومية للحرفي.
المهمة الثالثة مهمة خدماتية مرافقاتية للحرفيين سواء قبل اكتساب بطاقة الحرفي بمجرد يكون لهم مشروع لهم الحق في الاستفادة من دورة تكوينية على مستوى الغرفة سواء في تعلم الحرفة أو المهنة أو إنشاء المؤسسات الناشئة.
خدمات أخرى أثناء مساره من معارض و أبواب مفتوحة للتعريف بحقوقه و واجباته اتجاه كل إطارات الحرفي و حتى بعد مساره المهني نضمن له حقه على مستوى الضمان الاجتماعي و بعد التقاعد.
الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية مؤسسة عمومية تابعة لوزارة السياحة و الصناعة التقليدية، كما تعد شريك للسلطات المحلية و الوطنية لتنمية قطاع الصناعة التقليدية، هل يمكن إعطائنا لمحة وجيزة حول دور و مهام الغرفة ؟
الدور الاول للغرفة هو البطاقة الرقمية للحرفي فمنذ 1998 إلى نوفمبر 2023 كانت الغرف على المستوى الولائي تقدم بطاقة حرفي ورقية، لم يكن من شأنها تسهيل حياة الحرفي من جهة الشكل و المضمون حتى الاحصائيات غير الدقيقة ، فكان التفكير من الوزارة و الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية و الحرف و تماشياً مع تعليمات رئيس الجمهورية في رقمنة كل القطاعات بما فيها هذا القطاع.
لهذا تم فعلاً تفعيل بطاقة مهنية رقمية تسمح للحرفي أن تكون لديه بطاقة بشكل لائق و لها مواصفات البطاقة الهوية البيومترية و لها معلومات غير قابلة للتزوير لأن لديها قارئ سريع يوصلنا مباشرة للبطاقة الوطنية الموجودة على مستوى الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية عن طريق مسح ال QR code للتؤكد من هوية الحرفي بكل سهولة.
كما تسمح لنا البطاقة على مستوى الغرفة بدقة الاحصائيات و التعرف على مسار الحرفي في كل الولايات أينما تواجد، بالإضافة إلى حماية كل المعطيات و مسار مهني للحرفي عن طريق بطاقة وطنية تظم أكثر من650 ألف حرفي منذ نشأة المنظومة، منها 452 ألف حرفي ينشطون حاليا و 200 ألف مشطوبين لأسباب أخرى.
هي حركية كبيرة على مستوى بنك المعلومات بالغرفة الوطنية للصناعة التقليدية و هي أمانة كبيرة يجب الحفاظ عليها.
ما هي نظرتكم لواقع الصناعة التقليدية في الجزائر ؟
واقع الصناعة التقليدية و الحرف بعد مساري المهني في هذا المجال، فقد لعب هذا القطاع دورا هاما في الجانب الاقتصادي، سنوات 1990و 2000 انحصر مهام الصناعة و الحرف في المهمة الإدارية و استصدار بطاقة الحرفي و كل الملفات التي لها علاقة بمزاولة النشاط.
بعدها بمجرد فتح صناديق الدعم على مستوى الوزارة لتدعيم الحرفيين في 2005 سمحت لهم لاقتناء العتاد و هو دعم مباشر من طرف الدولة عن طريق ماكينات ليزاول نشاطه، الهدف منه مساعدة الحرفي للمحافظة على التراث و الهوية و التقاليد الجزائرية.
سنوات 2012 إلى 2013 كانت العمليات كبيرة على مستوى صناديق نشاطات الصناعة التقليدية على المستوى الوطني مما سمح بارتفاع تسجيل الحرفيين و هذا يحقق مناصب الشغل و خلق الثروة و امتصاص البطالة، لهذا واقع الصناعة التقليدية سنة 2023 استطاع خلق452 ألف نشاط و مليون و 200 ألف منصب شغل مباشر بالإضافة إلى مساهمة للدخل القومي الخام تقدر ب 350 ألف مليار دينار جزائري للدفع بالعجلة الاقتصادية.
سطرنا كذلك برامج للمساهمة أكثر، لأن القطاع بإمكانه المساهمة أكثر لأن له ميزة و هو خلاق للثورة و مناصب شغل بأقل الأثمان الممكنة، الحرفي لا يحتاج أموال كثيرة لفتح ورشة عكس بعض النشاطات الأخرى خارج قطاع الصناعة التقليدية.
ما هي استراتيجيتكم المستقبلية للنهوض بالصناعة التقليدية ؟
هناك مهمتين أساسيتين خارج المهمة الإدارية الأولى و هي تكثيف عمليات تنظيم الهيكل المنتخب لمرافقة الغرفة و إيصال مطالب الحرفي و نحن كإدارة يسهل علينا عملية التواصل مع 52 ألف حرفي.
مهمة أخرى من أجل المشاركة أكثر لقطاع الصناعة التقليدية ضروري تكثيف مجهوداتنا، حاليا على مستوى الغرفة الوطنية عدد الحرفيين المستفيدين سنويا من الدورات التكوينية لتقوية مهاراتهم يتجاوز 4000 حرفي.
تم استحداث آلية أخرى وهي تكوين المكونين على مستوى الغرفة الوطنية وغرف الصناعة التقليدية هذه العملية انطلقت منذ السنة الماضية بعدما كان التموين محصور للنخبة الحرفيين وعددهم قليل، العام الماضي تخرج أكثر من 338 مكون و هذه السنة تم تكوين أكثر من 400 مكون و هم بدورهم يؤطرون الحرفيين في تقوية مهاراتهم و كل ما هو جديد لنشاطاتهم.
على الحرفي أيضا مواكبة نشاطه و يكون على دراية بالتقنيات الحديثة للولوج إلى سوق العمل، هؤلاء المكونين دورهم جلب الجديد لمواكبة متطلبات سوق العمل.
بالحديث عن الدورات التكوينية، و أنتم مقبلون على دورة تكوينية جديدة في مجال تقوية مهارات وقدرات الحرفيين المكونين في مختلف الأنشطة الحرفية، لو تحدثنا عن أهمية مثل هذه الدورات الموجهة للحرفيين ؟
فيما يخص الدورات التكوينية، و من أجل مواكبة التحركات الجديدة و الانفتاح على العالم يجب أن يخضع الحرفي لدورات تكوينية للتعرف على البيع الالكتروني و يعطي أهمية التغليف و الجانب المواصلاتي، كلها أمور نأخذها بعين الاعتبار لتهيئة الحرفي لهذه التحولات .
من جهة أخرى لا يزال الحرفي يعاني من مشكل بيع منتجاته و تسويقها ، لهذا الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية تكثف مجهوداتها لاستغلال كل المناسبات الوطنية والدينية بهدف إعطاء الإمكانية للحرفيين لإبراز قدراتهم و بيع منتجاتهم و التعرف على الصناعة التقليدية الجزائرية لاقتناء منتجات مباشرة من الحرفي.
كما نستغل موسم الاصطياف و السياحة الصحراوية لتسمح للحرفي في الشمال و الجنوب لاستقبال الكم الهائل من السياح القادمين في هذه المناسبات.
هذه الاستراتيجية من شأنها تقوية الحرفي ليفكر في توسيع نشاطه و يستقطب يد عاملة لزيادة المنتوج و نقص البطالة و رفع الدخل القومي الخام بهذه الطريقة نساهم في العجلة الاقتصادية الوطنية.
و مذا عن اتفاقيات التعاون المبرمة بين الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية أومؤسسات أخرى ذات صلة بهذا المجال سواء محلية أو هيئات من دول أخرى كموريطانيا مثلا ؟
الاتفاقيات على المستوى الوطني أولا مثلاً مع المؤسسات الناشئة التي تسهل الحياة اليومية للحرفي لتسهيل عملية بيع المنتجات الخاصة بالصناعة التقليدية، إضافة إلى شريك معروف يسمح للحرفي أن يعرض اونلاين و يسوق منتجاته مجاناً، على غرار اتفاقيات أخرى مع هياكل الدعم التي تسمح للحرفي الأولوية للاستفادة من صناديق الدعم المباشر كلها اتفاقيات من شأنها تمكين الحرفي من الاستفادة من الميزات الموجودة في سوق العمل.
اتفاقيات على المستوى الدولي جرت منذ سنتين مع موريتانيا و السينغال هدفها تبادل الخبرات و الإمكانيات من دورات تكوينية في تقوية المهارات و كيفية إنشاء و تسيير المؤسسات، وهم مستعدون للدعم من خلال الدورات التكوينية بطريقة تنظم هيكل الصناعة التقليدية على المستوى الوطني، كما يفتحون المجال للمشاركة في أسواقهم و معارضهم المنظمة على مستوى دولة السينغال و موريتانيا.
مؤخرا عقدنا اتفاقية مع دولة إيطاليا لمشاركة الحزائر في المعرض الدولي الكبير في ميلانو، الحزائر ستخضر كضيف شرف لهذه السنة في الطبعة ال24، لدينا أيضا اتفاقيات مع كل هيئة تعطي امتيازات و تسهيلات للحرفي على المستوى الوطني.
نجد العديد من المشاريع و الشركات الناشئة تنشط في مجال الصناعة التقليدية و الحرف باختلافها و تنوعها ، ما رأيكم في هذه المبادرات التي تعمل في إطار دفع عجلة الاقتصاد الوطني ؟
هذه المؤسسات الناشئة أعطت دفع كبير لقطاع الصناعة التقليدية و الحرف، تسهل مهام الغرفة الوطنية و الغرف على المستوى الولائي، عوض تكثيف المعارض و الصالونات هذه المؤسسات أعطت الإمكانية أن حرفية في البيت في قرية بعيدة بإمكانها المشاركة و بيع منتوجها إلكترونيا و الدخول لسوق المادة الأولية دون التحرك من بيتها.
تم تسهيل المهمة بفضل المؤسسات الناشئة للحرفي ليستفيد من كل هذه الخدمات، بالإضافة إلى دورات تكوينية إلكترونية عن بعد، هذه المؤسسات الناشئة تقدم حلول سواء عامة أو خاصة مثل النشاطات التي تتطلب التكنولوجيات الحديثة.
لاحظنا عن طريق معارضنا هذه اللمسة التكنولوجية الجديدة، فالحرفيين أصبحوا يستعملون هذه المادة العلمية لتسهيل نشاطاتهم.
هذه المؤسسات الناشئة دفعت بعجلة كل القطاعات إلى الأمام هذا ما جعل السيد رئيس الجمهورية يستحدث وزارة كاملة للمؤسسات الناشئة لعلمه بدورها الفعال والناجح في الاقتصاد الوطني.
في إطار رقمنة قطاع السياحة و الصناعة التقليدية تم إدراج بطاقة مهنية رقمية للحرفيين الناشطين على مستوى الوطن، ما هي التسهيلات أو الاضافات التي أتاحتها هذه البطاقة ؟
أول تسهيل للحرفي عندما يسجل على مستوى غرفة الصناعة التقليدية، المطلوب منه تقديم البطاقة الهوية البيومترية و الشهادة لتقديم مؤهلاته في نشاط ما و العنوان الذي يريد أن يقيم فيه نشاطه.
ثاني أمر إيجابي هو عدم وجود مجال للخطأ في أي معلومة خاصة بالحرفي حتى على مستوى المستخدم سيقرأ و يطلع على المعلومات مباشرة، ليتم بعدها طبع البطاقة الالكترونية على مستوى الغرفة الوطنية لتحمل رقم وطني سيسمح للحرفي أن تكون له بطاقة واحدة فقط، و تسمح أيضاً بتتبع مساره المهني و تكون لدينا إحصائيات دقيقة حول الحرفيين المتواجدين فعلياً في سوق العمل.
مقبلين أيضاً على فتح منصة وطنية لقطاع الصناعة التقليدية من جهة أخرى تسمح للحرفي المشاركة و تغييرعنوان النشاط، كما يتم من خلالها طلب المشاركة في معرض أو تظاهرة وطنية أو دولية، وعرض معطيات إحصائية عن طريق المنصة، هذه البطاقة الرقمية تسمح له بالولوج للمنصة لتكون لديه دراية بكل الخدمات التي تقدمها الغرفة الوطنية أو الغرف على المستوى الولائي.
الكثير من الحرفيين يشتكون من تسويق منتجاتهم لاسيما بعض النساء الماكثات في البيت بالإضافة إلى مشاكل أخرى ، ما هي الحلول التي تقترحونها لضمان تسويق جيد لمختلف الصناعات التقليدية ؟
مهما اهتممنا بالعملية التسويقية لا يمكن للحرفي أن يسوق بطريقة مستمرة صحيح، نستغل موسم الاصطياف على مستوى 14 ولاية ساحلية و تكثف من الصالونات و الاعياد لإعطاء الإمكانية للحرفي للتسويق أكثر فهي فرصة لهم، بالإضافة إلى البيع الالكتروني لاسيما عقد صفقات مع هيئات و إدرات و متعاملين في الخارج.
إلا أن هذه النقطة تحتاج إلى دورات تكوينية في طريقة التعريف بمقومات الصناعة التقليدية الحزاىري و يساهم في بيع و تسويق وجهت الحزائر السياحية و كذا عقد صفقات للبيع بطريقة مستمرة، لهذا علينا تكثيف دورات تكوينية حول المشاركة و تسطير أهداف قبلية للمشاركة ليستفيد منها بطريقة كبيرة.
ما هي رسالتكم التي توجهونها للشباب الهاوين لهذا المجال ، خاصة و أنه هناك إقبال كبير لهذه الفئة على إتقان أو تعلم الحرف التقليدية ؟
من بين الأمور التي لاحظناه مؤخرا أن في قطاع الصناعة التقليدية لديناإقبال من طرف شباب، المشعل ينتقل من الحرفي الكبير إلى الحرفي الصغير بطريقة سهل، شريحة الشباب مقبلة بقوة خاصة الطلبة و المتخرجين اللذين لديهم شهادات جامعية هذا ما يساهم في زيادة مستوى المادة العلمية في حرفته و هذا ما يرفع من مستوى قطاع الصناعة التقليدية.
هناك أيضاً أساتذة جامعيين منهم متقاعدين أخذوا بطاقة الحرفي لممارسة النشاطات في الصناعة التقليدية، الناس أيضاً أصبحت تعي أن قطاع الصناعة التقليدية يمكن الولوج له بأقل الأثمان فهو قطاع منتج و خلاق للثروة أصبحت مهنة يمكن لهم العيش به.
ندعوا الحرفيين من خلال جريدة بركة نيوز إلى التوجه لغرف الصناعة التقليدية لتسهيل عملهم و نشاطاتهم بكل أريحية، و نحن نرافقهم قبل و أثناء و حتى بعد اكتساب البطاقة.