أصدرت بلدية باتنة بيانين رسميين، تضمّنا جملة من الإجراءات التنظيمية والصحية العاجلة، المتعلقة بانتشار الكلاب الشرسة والضالة داخل المحيط الحضري، وظهور حالة مؤكدة لداء الكلب ببلدية تازولت المجاورة.

ضياء الدين سعداوي 

وأفاد البيان الأول، الصادر عن رئيس المجلس الشعبي البلدي نور الدين بلومي، أن هذا "جاء تطبيقًا للقرارين الولائيين رقم 2469 المؤرخ في 16 جويلية 2023، و1039 المؤرخ في 23 مارس 2025، ويقضي بمنع تربية الكلاب الشرسة – خاصة تلك المعروفة بعدوانيتها مثل "البيتبول"، "الروت وايلر"، و"الكان كورسو" – ومنع تجوالها داخل النطاق الحضري دون التقيّد الصارم بالإجراءات التنظيمية، من بينها الاستظهار الإجباري بالوسائل الوقائية، كالسلاسل والكمامات، ومنع تجولها في محيط المؤسسات التعليمية والمساحات العمومية".

أما البيان الثاني، فقد جاء أكثر تحذيرًا واستعجالًا، بعدما أثبتت نتائج التحاليل البيطرية تسجيل حالة مؤكدة لداء الكلب لدى قط بطريق تازولت، لتسارع البلدية إلى دعوة المواطنين للتبليغ الفوري عن كل الحالات المشتبه فيها، أو التعرض لعضات أو خدوش من طرف أي حيوان ضالّ، حفاظًا على السلامة العامة.

وأكدت السلطات المحلية أنّ كل شخص يربي كلبًا مطالب بالحصول على تصريح قانوني من الجهات المختصة، والامتثال لتوصيات الرقابة والمتابعة الصحية، مع الالتزام بعدم ترك الكلاب في الشوارع دون مرافقة أو إهمال.

وقد شدّد المجلس الشعبي البلدي على ضرورة تعاون المواطنين مع المصالح المختصة، في وقت تتصاعد فيه مخاوف السكان من انتشار الكلاب و القطط السائبة، التي تشكل تهديدًا مضاعفًا في الأحياء الشعبية ومحيط المؤسسات التربوية، حيث سُجلت خلال الأشهر الأخيرة عدة شكاوى من أولياء التلاميذ بشأن اعتداءات متكررة.

ويأتي تحرك بلدية باتنة في سياق وطني أوسع يهدف إلى تقليص مخاطر الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوان، وتعزيز شروط العيش الآمن داخل المدن، لاسيما في ظل التغيرات البيئية وتوسع العمران، ما يجعل التعامل الصارم مع هذه الظواهر أولوية قصوى.

نداء للمجتمع المدني

وفي سياق متصل، دعت السلطات البلدية المجتمع المدني والجمعيات الناشطة في مجال الرفق بالحيوان إلى المساهمة في توعية المواطنين، وتشجيع السلوك المسؤول في تربية الحيوانات، مع التأكيد على أنّ الهدف من هذه الإجراءات ليس التضييق، بل حماية الجميع، بشرًا وحيوانات، في إطار منظم ومؤطر قانونيًا.