في سياق تتزايد فيه الحاجة إلى إعادة الاعتبار للكفاءات الوطنية التي عملت في صمت، شهدت بلدية حاسي الڨارة صباح اليوم الأحد مبادرة ذات دلالات إنسانية ومجتمعية عميقة، تمثّلت في تكريم عائلة المرحوم الحاج امحمد علي، عميد الممرضين، من قبل المركب الرياضي الجواري الشهيد نفنوف علي بن عبد النبي، وذلك بمناسبة الذكرى الثالثة لوفاته.

الهوصاوي لحسن

 

 

ولا يندرج هذا التكريم في إطار الاحتفالية الظرفية بقدر ما يعكس قراءة واعية لأهمية ترسيخ ثقافة الاعتراف، خاصة تجاه منتسبي قطاع الصحة الذين شكّلوا على الدوام خط الدفاع الأول في خدمة المواطن، وأسهموا عبر سنوات طويلة في ضمان استمرارية المرفق الصحي بروح المسؤولية والتفاني.

وقد عُرف المرحوم الحاج امحمد علي بمساره المهني المتميّز، وبالتزامه الأخلاقي والإنساني الذي جعل منه مرجعًا لزملائه ومثالًا يُحتذى به في الانضباط ونكران الذات، وهو ما جعل ذكراه حاضرة بقوة في الوجدان المحلي رغم مرور السنوات.

 

 

وجرت هذه الوقفة بحضور إطارات المركب الرياضي الجواري بحاسي الڨارة، إلى جانب السيدة بلوبر عمورة، وممثلين عن الهلال الأحمر الجزائري، في مشهد يعكس تلاقي الفعل المؤسساتي مع البعد التضامني، ويؤكد أن حفظ الذاكرة المهنية هو أحد أوجه بناء الثقة بين المجتمع ومؤسساته.

 

 

وتبرز مثل هذه المبادرات، وإن بدت بسيطة في شكلها، كرسائل قوية في مضمونها، مفادها أن الاعتراف بالعطاء لا يسقط بالتقادم، وأن تكريم الرجال في حياتهم وبعد رحيلهم يظل فعلًا حضاريًا يعزّز قيم الوفاء ويمنح للأجيال القادمة نماذج حقيقية للعطاء الصادق.