الكاتب أيمن حولي ابن مدينة سطيف برزت موهبته من خلال مجموعته "دورة في مجرة"، لينتقل من الإبداع إلى تأسيس دار "رسائل للنشر والتوزيع، حول بدايته حاولنا من خلال لقائنا به تسليط الضوء على تجربته الأدبية وتطلعاته المستقبلية.
فؤاد بوجلدة
حول بدايته مع الكتابة، وما العوامل التي ألهمته لدخول مجال الأدب قال أيمن حولي "البداية كانت في الطور المتوسط، حين كنت أحاول الإبداع في حصص التعبير الكتابي، لاحظ أساتذتي موهبة الكتابة لدي، فأصبحوا يكلفونني بالكتابة في مختلف المواضيع والمجالات حتى تطورت".
دورة في مجرة ...عمق فلسفي وبعد نفساني
وعن باكورة أعماله الأدبية والرسالة التي أراد أن يبلغها يضيف أول كتاب لي عام 2018 بعنوان "دورة في مجرة"، كتاب ذو بُعد نفساني وفلسفي، قمت فيه بإسقاط المجرة بشساعتها وغموضها وعمقها على الذات الإنسانية وما تحمله من مشاعر، و الكتاب يمثل دورة داخل مشاعر الناس، وهو يعبر عن الكثير مني والقليل من كل قارئ".
أما عن رواية "أهل القمر" يقول الكاتب أنها تعكس مظاهر اجتماعية مستمدة من واقعنا، مركزة على السلوك الفردي ومدى تأثره بالظروف المحيطة به،حيث شبه الناس بالقمر لأن لكليهما جانبين: جانب مظلم وآخر منير.
أما عن الرسالة المتوخاة من الرواية يقول " هي أن المظاهر خدّاعة، ودائمًا ما تكون هناك تفاصيل مخفية"، وبخصوص روايته القادمة وفلسفتها "فتى النبوة"، يضيف الكاتب " - "فتى النبوة" هي تكملة لبعض ومضات "أهل القمر"، وتجمع بين المواقف الاجتماعية والخيال العلمي. إنها تجربة جديدة ورحلة شيقة ستنال إعجاب القراء بإذن الله".
شغف الكتابة وروح المقاولاتية وراء تاسيس دار رسائل للنشر والتوزيع
وعن تجربته في تأسيس دار "رسائل للنشر والتوزيع" و أهم التحديات التي واجهها، يؤكد محدثنا أن دار رسائل تأسست أواخر عام 2020، وكانت نتاجًا لشغفه بالأدب وروح المقاولاتية، يقول "أردت التعمق في المجالين من خلال الدار، وتقديم إضافة للوسط الأدبي، والحمد لله، تمكنا من صنع اسم في الساحة الأدبية في مدة قصيرة".
وفي سؤالنا عن واقع الأدب الجزائري اليوم، وتوجه الشباب نحو الكتابة، يضيف الكاتب "أن الساحة الأدبية الجزائرية وخاصة الشبابية خصبة وولادة للمواهب،عامًا بعد عام، نرى كتابًا جزائريين يحققون جوائز عربية وعالمية، رغم ذلك، لا تزال هناك نقائص وتهميش على المستوى الوطني. من المهم إيجاد وسائل لاحتواء المواهب الشبابية لتتمكن من النمو والتميز".
تتويج دار النشر بجائزتي علي معاشي ومالك حداد
خاض الكاتب تجربة المشاركة كمتحدث في تظاهرة Wikistage العالمية في سن الـ18 الذي يقول عنها "كانت حلمًا تحقق. أن تشارك منصة مع مبدعين عالميين يحفزك لبذل مجهود مضاعف لتصل إلى مستواهم، تعلمت الكثير من المتحدثين والحضور، وأتمنى أنني قدمت إضافة تليق بمكانتي".
وعن فوز دار رسائل للنشر والتوزيع بجائزتي علي معاشي يضيف" أشعر بفخر كبير كوننا دار النشر الوحيدة التي جمعت بين جائزتي "علي معاشي" و"مالك حداد"، ما يعكس نجاح الدار في تحقيق رؤيتها بدعم المواهب الشابة،
أطمح لتحقيق المزيد في المستقبل".
فيما يخص الجمع بين إدارة دار نشر ونشاطاته الأدبية والشخصية، يؤكد "لكل مقام مقال، من المهم ألا ينسى الإنسان نفسه وهو يسعى في الدنيا، لأن الدنيا لا تنتهي، لذلك، أقسم وقتي بين العمل وما أحتاجه لنفسي".
وختم الكاتب أيمن الحولي حديثه بتوجيه رسالة للشباب ناصحا إياهم بالمطالعة ثم المطالعة، لأنها تبني زادًا معرفيًا ولغويًا ثريًا، ثم الكتابة المستمرة للتطوير الذاتي، وأخيرًا اختيار الأساتذة والمرشدين المناسبين الذين يساعدون على تحسين العمل، لأن اختيار دار نشر ملائمة أمر أساسي أيضًا.