بمناسبة عيد المهندس الزراعي العربي أصدرت الأمانة العامة لإتحاد المهندسين الزراعيين العرب بيانا هذا نصه:

"في مثل هذا اليوم من كل عام ( التاسع من شهر  سبتمبر) يحتفل المهندسون الزراعيون ومنظماتهم الوطنية على امتداد الساحة العربية ,بذكرى تأسيس ستة منظمات هندسية زراعية
وطنية , كانت موجودة في عام 1986 ، أول اتحاد للمهندسين الزراعيين العرب، استضافت تأسيسه جامعة الدول العربية بدعوة مقدرة من نقابة المهن الزراعية المصرية .

وقد أقر المؤتمر العام للاتحاد، الذي اصبح يضم جميع المنظمات المؤسسة للمهندسين الزراعيين في الوطن العربي،  تسمية هذا التاريخ : عيدا للمهندسين الزراعيين على امتداد الوطن العربي
تحتفل به منظماتهم , وتكرم فيه القيادات التي ساهمت بفاعلية في دعم اتحادها , سواء بالمساهمة
في نشاطاته أو في دعم وحدته وتطويره , أو في تحقيق إنجازات مهمة في تنمية وتطوير الزراعة العربية لتحقيق أمن غذائي عربي مستدام، باستثمار الموارد الطبيعية العربية وبالخبرات الهندسية الزراعية العربية، التي أثبتت جدارتها في تحقيق المهام المطلوبة للوصول إلى التكامل العربي.

وفي مثل هذا اليوم يتناقش المهندسون الزراعيون في وسائل الإرتقاء بمهنة الهندسة الزراعية وتطوير كفاءة عمل الزملاء،  ويتابعون أساليب تحسين المساهمة في التنمية الزراعية على مستوى منطقتهم، أو على المستوى العربي، تحقيقا لهدف سام لإتحادنا، وهو التكامل الزراعي العربي .

ويتميز هذا العام بأن الأمانة العامة للإتحاد عملت على خلق اسس وقواعد جديدة لتفعيل وبعث العمل العربي المشترك وهذا بعد اجتماع المكتب التنفيذي الإستثنائي الدورة 91 بتاريخ 06 جويلية 2024 
وكذلك اللقاء التشاوري لرؤساء المنظمات الذي استضافته نقابة المهن الزراعية بجمهورية مصر العربية خلال يومي 07-08 أغسطس 2024.
                      
هاته اللقاءات التي اوصت بدعوه كافة المنظمات والاتحادات والجمعيات المهنية المنضوية تحت لواء اتحاد المهندسين الزراعيين العرب بضرورة وحدة الصف و العمل جنبا إلى جنب اكثر من أي وقت مضى وفق رؤية جديدة لتطوير عمل الاتحاد بما يتناسب وطموحات المهندسين الزراعيين على امتداد الوطن العربي وذلك باعتماد استراتيجية تتضمن ما يلي :

-1 تفعيل دور الاتحاد وضمان استمرار مشاركته ضمن مختلف الفعاليات والتظاهرات الدولية بالتنسيق مع كافة الهيئات والمنظمات والاتحادات العربية وغيرها من المؤسسات والمراكز البحثية والعلمية.

-2 بعث التعاون مع الهيئات التي تختص في مجال الاستثمارات الزراعية والخدمات الزراعية من اجل التمكن من الوصول إلى تحقيق وتجسيد مشاريع زراعية عربية مشتركة وتقديم خدمات تعود بالنفع على اتحاد المهندسين الزراعيين العرب.

-3 ضرورة مساهمة المنظمات الاعضاء بالاتحاد لتجسيد مشروع اعداد إنشاء قاعدة بيانات دقيقة تتضمن كافة المعطيات والإحصائيات المتعلقة بقطاع الزراعة في الوطن العربي وهذا بالتعاون
مع المراكز البحثية والمنظمات العربية.

-4 تفعيل دور الاتحاد في المجالات التدريبية وتنمية الموارد البشرية من خلال مساهمة المنظمات الأعضاء بالاتحاد في برمجة دورات تدريبية تكوينية (حضوريا أو عن بعد ) لفائدة المهندسين الزراعيين وغيرهم من الفئات والشرائح المهتمه للاستثمار في القطاع الزراعي وذلك في مختلف التخصصات والشعب الزراعية بالتعاون مع المنظمات والهيئات العربية والدولية.

ويحتل العيد السادس والخمسين للمهندس الزراعي العربي هذا العام أهمية خاصة، كونه يأتي في
ظروف صعبة استثنائية تتطلب من اتحادنا ومنظماته وكافة المنظمات العربية الحكومية والأهلية،
التكيف معها أهمها :

التغير المناخي الحاد باتجاه الجفاف في منطقتنا العربية، مع عواصف غبارية تلقي بأثارها السلبية على الزراعة العربية وإنتاج السلع الاستراتيجية، وعلى الموارد المائية العربية، عصب الحياة ،  سواء من الأنهار والأحواض الدولية، أو من الأحواض الوطنية .
موجات الحر والجفاف المتتالية التي زادت عن معدلاتها الاعتيادية بشكل كبير في ظل انبعاثات عالية للغازات المسببة للاحتباس الحراري، أدى إلى حرائق بالغابات وزحف للصحراء على حساب الأراضي الزراعية، وأثرت على نشاط المجتمعات البشرية وخاصة
الزراعية وأدت إلى انخفاض كبير بالإنتاجية،  وأدى إلى انحسار السواحل العربية كما في مصر بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر على المدن الساحلية والدلتا ولهذه الظاهرة منعكسات خطيرة أدت الى شح في المياه العذبة في معظم الدول العربية، كما فقد المغرب العربي بسبب موجات الجفاف نسبة كبيرة من أشجار النخيل في واحاته مما يستدعي تكاثف وتعاون الخبرات الزراعية والخبرات البيولوجية والهندسية للاستفادة من التقنيات الحديثة للتغلب على الآثار السلبية، وإيجاد حلول سريعة لوقف خطر الجفاف على المنطقة العربية.
الفقد الكبير بالمساحات الخضراء نتيجة حرائق الغابات واستنزاف الأراضي الزراعية وتحويلها إلى منشآت صناعية أو سكنية،  ويساهم اتحادنا بالتعاون مع المنظمات المختصة في حشد الجهود بندوات ومؤتمرات تهدف للحفاظ على الموارد الطبيعية المتجددة، والاهتمام بالتنوع الحيوي والحفاظ على الذخيرة الوراثية والتنوع الحيوي من التدهور .

 النقص الحاد في حصص الدول العربية من الأنهار الدولية نتيجة الجفاف أولاً وعدم التزام دول المنبع بالاتفاقيات الدولية في هذا المجال . 
الزلزال المدمر الذي حل في شمال سورية والذي لم تعرف المنطقة بقوته منذ قرن مضى تسبب في دمار للأبنية السكنية وخاصة في الأحياء الفقيرة من محافظات حلب واللاذقية وادلب، وسقوط آلاف الضحايا والمفقودين تحت الركام ، كما أثر بشكل كبير في دمار أقنية الري الرئيسية التي تروي الحقول الزراعية وهدم عدد كبير من الآبار وأدى لخروجها من الاستثمار، مما انعكس سلباً على الإنتاج الزراعي، كما أدى الزلزال إلى نفوق في أعداد كبيرة من الثروة الحيوانية وتسبب في تلف الحبوب والمواد العلفية المخزونة .

الحرب العدوانية والهمجية التي يشنها الكيان الصهيوني المحتل على قطاع غزة وعموم الاراضي الفلسطينية ولمدة قاربت الأحد عشر شهراً ارتكب فيه جيش الاحتلال جميع أشكال الجرائم ضد الإنسانية (المحرمة دولياً)، حيث كان لهذه الحرب تداعيات سياسية
واقتصادية واجتماعية كان لها منعكس سلبي على الشعب الفلسطيني نظراً للحصار الذي يفرضه الكيان المحتل على عموم قطاع غزة وحرمان الأهالي من أسس العيش من سكن وايواء وغذاء وماء نظيف جعل سكان غزة مشردين في العراء بعد تدمير منازلهم ودور
العبادة والمدارس والمشافي وقطع المياه والكهرباء والمحروقات عن القطاع .

إن الأمانة العامة للاتحاد تدين بغضب جرائم العدو الصهيوني الهمجية بحق أهلنا والمدنيين في قطاع غزة والضفة،  ونحيي مواقف الشعوب العربية والإسلامية واحرار العالم لوقوفهم
إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته وإدانة جرائم الاحتلال، وندين انحياز الدول العظمى الأعمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية للكيان الصهيوني الغاصب وصمت المؤسسات الحقوقية والانسانية والمنظمات الدولية المخجل، ونجدد الدعوة لتوجيه
الدعم بكافة اشكاله لأهلنا في غزة وعموم الشعب الفلسطيني والضغط بجميع الوسائل لوقف الحرب العدوانية وفتح المعابر وايصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وعاجل .

لقد كان للصراع بين أوكرانيا وروسيا تأثير كبير على واقع الأمن الغذائي العالمي وحسب تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة / FAO / فقد أدى هذا الصراع إلى تدهور كبير في حالة الأمن الغذائي العالمي باعتبار الاتحاد الروسي واوكرانيا من المنتجين والمصدرين الرئيسيين للحبوب وللسلع الغذائية الأساسية، حيث لهما ادواراً رائدة في امداد الأسواق العالمية بالصادرات من القمح والذرة والزيوت النباتية، ونظراً إلى تركيز سوق التصدير العالمي على المواد الغذائية، فقد أدى انخفاض الصادرات من هذين البلدين تأثيرات ملحوظة على ارتفاع
الأسعار العالمية والأمن الغذائي العالمي، وعلاوة على ذلك فقد أدى ذلك إلى ندرة الأسمدة في الأسواق العالمية، لأن الاتحاد الروسي يعد مصدراً رئيسيا للأسمدة وفي حين سجلت الأسعار
الدولية للسلع الغذائية منحى تصاعدي منذ اشتعال الصراع،  وكانت أسعار الحبوب والزيوت النباتية أشد تأثراً نظراً إلى الأدوار الهامة التي تؤديها كل من أوكرانيا والاتحاد الروسي في هذا
المجال.
 ومما نأسف له أشد الأسف هو استمرار التدخل الخارجي في الشؤون العربية واستمرار عوامل الفرقة والمنازعات في دول عربية عدة، مما ادى إلى إعاقة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومساهمة زملائنا فيها.
وأمام هذه الأحداث المتسارعة بادرت الأمانة العامة بتنفيذ برنامج علمي تضمن محاضرات وندوات نقاشية تناولت الحلول للمشاكل التي تواجه إنتاج الغذاء على المستوى العربي شارك
فيها أصحاب المعالي من الوزراء والسعادة من المدراء العامين لمنظمات عربية , وخبراء مسؤولين في القطاع الزراعي العربي، تابعوا المحاضرات بالحضور والنقاش المفيد، وعرضوا خبراتهم والمبادرات والنجاحات المتحققة في وزاراتهم، والمنظمات التي يديرونها وخططهم المستقبلية مما يبعث الأمل بتطور الزراعة العربية، وتجاوز معيقات زيادة الإنتاج
الزراعي .
اننا نتطلع إلى إجماع من القادة العرب وانهاء عوامل الفرقة، واتخاذ خطوات تكاملية عربية ودعم منظمات العمل العربي المشترك وخاصة العاملة في المجال الزراعي، باعتبارها منظمات
الأمن الغذائي العربي

إن الأمانة العامة للاتحاد تثق  أنه بجهود المنظمات الأعضاء وتكاملها، وبالتنسيق والتكامل مع بقية المنظمات المهنية العربية، سيحقق اتحادنا المزيد من النجاحات، والمزيد من التأثير
في القرار الفني العربي العربي .
وكل عيد وأنتم بخير الأمانة العامة