131
0
أسرانا في قبضة الصقيع: صرخة كرامة في زمن القهر

بقلم:سامي إبراهيم فودة
تظل القضية الفلسطينية علامة مضيئة على صمود الإرادة الإنسانية في وجه الظلم، ويبرز ملف الأسرى الفلسطينيين كأحد أهم معالم هذا الصمود. ففي زنازين الاحتلال، حيث تلتقي الجدران الباردة بالظلام الدامس، يعيش أسرانا تجربة مأساوية تتجاوز حدود المعاناة اليومية، لتصبح رمزًا لمعركة الكرامة والثبات. هذه المعاناة ليست مجرد نقص في المقومات الحياتية، بل هي مواجهة مستمرة مع سياسة قمع ممنهجة تهدف إلى كسر الإرادة وإخماد الأصوات الحرة.
المضمون:
الأسرى الفلسطينيون اليوم، بين قيود الحديد وظلال العتمة، يشهدون أصعب أيامهم في مواجهة ظروف قاسية. ليست الزنازين مجرد مساحات مغلقة، بل هي حلبة اختبار للصبر والعزيمة، حيث تتصارع روح الإنسان مع قيود الطبيعة والظلم. الحرمان من أبسط مقومات الحياة اليومية لا يضعهم أمام تحدٍ جسدي فقط، بل يحاول النيل من كرامتهم الإنسانية، في وقت يحتاجون فيه إلى الدعم الدولي والمناصرة الشعبية.
كل لحظة تمر على هؤلاء الصامدين هي شهادة على قوة الروح الفلسطينية، وعلى قدرة الإنسان على الصمود في مواجهة سياسات القهر والإهمال. المأساة الحقيقية تكمن في أن العالم يراقب، بينما تستمر هذه المعاناة، فتتفاقم الأمراض، وتتعرض الكرامة الإنسانية للتهتك، فيما يظل الأسرى نموذجًا حيًا للثبات والمقاومة.
في ختام يطور مقالي:
إن صمود أسرانا هو رسالة واضحة لكل العالم: الحرية ليست مجرد حلم، بل حقٌّ لا يمكن تجاوزه، والكرامة الإنسانية لا تقاس بالحديد أو الجدران، بل بعزيمة من لا يلين أمام الظلم. لذا، فإن الدفاع عن حقوق الأسرى ومناصرتهم في أوقات المحن ليس مجرد واجب أخلاقي، بل موقف إنساني وسياسي يعكس مدى التزامنا بالعدالة والكرامة. في قبضة القهر، يظل الأسرى أحياء في وجداننا، وأملنا في عالم لا ينسى صرخة الحرية مهما اشتدت عواصف البرد والظلم.

