116
0
السحور

نص/ حسن يافا
كانت ام احمد خارج الخيمه تحاول ان تجد ماء كي تطبخ للأولاد عدس…السحور بركه..حتى لو تسحرت العائلة كلها على صحن عدس…والحقيقة كل ما كان عند ام احمد من عدس يكفي فقط كي تطهوا صحن عدس واحد…والحمدلله نحن نجد ما نأكل على السحور…الله يكون في عون من ليس معهم وليس عندهم…
مشت ام احمد وهي تحمل وعاء من البلاستيك بين الخيم حتى وصلت الى برميل الماء الذي يعبئه الفتيان خلال النهار ماء للشرب…تأخذ منه كل عائله ما تحتاجه للطبخ والشرب فقط…فقط..هذا الماء ليس من اجل الاغتسال أو الغسيل..هناك ماء اخر في مكان اخر لذلك…تتيمم للوضوء…الله يحب اليسر ولا يحب العسر…
..يوم واحد بعد منتصف رمضان القمر كان شبه كاملا
وجعل هذا طريقها بين الخيام يسير..لم تتعثر بشيء…حدود الخيام وكل شيء كان واضح حولها…وساد المكان هدوء سرمدي…مضاف اليه خشوع من يقرأون القرآن في الخيام… نظرت ام احمد الى السماء وشكرت الله على مشيئته…
المعذبون في الارض يحبون الله…لماذا…الأمل..الماء…العدس…صحن عدس…الخيمه…الخيام…قمر منتصف الشهر القمري…الاولاد يتكومون بلا غطاء في الخيمه كي يكسروا جحود البرد…ركام البيت الذي لم يستطيع ان يصل لِما تحته من الضحايا احد…الله معنا…عند