2555

0

الصحفي مسعود قادري ...تجربة إعلامية مميزة لمدير أول جريدة رياضية ناطقة بالعربية في الجزائر

 

الكاتب والإعلامي مسعود قادري، صحفي عمل لسنوات في جريدة الشعب، وكتب في مختلف أركانها، لكن تميزه كان واضحا في القسم الرياضي الذي أهله ليدير ويشرف على أول صحيفة رياضية باللغة العربية في الجزائر المستقلة "المنتخب".

زهور بن عياد

في لقاء جمعنا بالإعلامي القدير  عميد الصحافة الرياضية مسعود قادري، صحفي أمضي حياته بين القلم والأوراق ليجسد في لوحة رائعة شغف الكتابة وعشق الصحافة الذي يلازم المرء من بدايته حتى رحيله، حاولنا الوقوف عند أهم المحطات الفاصلة في مسيرته.

 بداية الإلتحاق بجريدة الشعب

عن بدايته في مجال الصحافة يتحدث الإعلامي قادري عن نجاحه في مسابقة نظمتها جريدة الشعب، ليلتحق بطاقمها في 3 ماي 1973، حيث عمل في القسم الدولي حوالي سنتين، بالإضافة إلى مساهمته في الأركان الآخرى منها الرياضة.

في سنة 1975 نظمت الجزائر الالعاب الجامعية والمدرسية المغاربية الرابعة، وكانت عبارة عن تحضير للألعاب المتوسطية، وهناك كان يعمل كصحفي في القسم الدولي نهارا، وليلا ينتقل بين الملاعب في إطار التحضير للحدث المتوسطي.

بعد الإنتهاء من الألعاب المتوسطية، التحق بقسم الشباب والرياضة سنة 1975، وأصبح رئيسا للقسم ،كما كان يشرف على صفحة أسبوعية علمية في جريدة الشعب، كما أشرف على قسم المنوعات والقسم الثقافي لفترات مختلفة، فضلا عن مساهماته ركن  وقفات ولحظات تأمل، وهي أعمدة  تعبر عن رأي الصحفي في الحياة العامة.

المساهمة في إنشاء أول عنوان رياضي بالعربية

استمر الإعلامي قادري في إشرافه على القسم الرياضي حتى سنة 1985  حين قررت وزارة الاعلام تنفيذ تعليمات جبهة التحرير الوطني بإنشاء عناوين صحفية جديدة وكان من المساهمين في لجنة التحضير لانطلاق "المساء" و"لوريزو".

و في اكتوبر من نفس السنة قررت الوزارة إنشاء أول عنوان رياضي في الجزائر، وكلف بمهمة والشروع في التحضيرلأسبوعية رياضية  باللغة العربية تحت إشراف الخبير معزوز رزيقي، بمشاركة  مجموعة من الصحفيين من جريدة الشعب ووكالة الأنباء الجزائرية.

انطلق العدد التجريبي  في 11 ديسمبر بمناسبة تأسيس جريدة الشعب من مطبعة الجريدة التي دشنت في نفس اليوم من سنة 1985.

شغل الصحفي مسعود قادري رئيسا لتحرير جريدة المنتخب تحت إشراف جريدة الشعب إلى غاية 1990، أين قررت الدولة فتح المجال للقطاع الخاص، وانفصلت العناوين وانفصل المنتخب عن الشعب وأصبحت مؤسسة مستقلة بذاتها، فعين مديرا عاما للمنتخب.

وفي ذات الصدد يقول محدثنا " كانت مؤسسة عرجاء لأن عدد العمال كان أكثر من المداخيل، رغم ان الجريدة كانت ناجحة من حيث المحتوى والإقبال ففي سنة 1990 بلغنا 180000 نسخة أسبوعيا،  وكان للجريدة مقروئية واسعة خاصة في الشرق الجزائري".

 وعن محتوى الجريدة وتميزها يقول "اهتممنا بكل الرياضات وكان لنا مراسلين في كل المدن، بما فيها تمنراست أدرار، وبها تعرفنا على مناطق في الجزائر من خلال المراسلين، إلى جانب تغطية نشاطات الشباب المختلفة سواء التي لها علاقة بالشباب والرياضة أو المتعلقة بالمجتمع المدني".

ويضيف "لكن لما انفصلت  المنتخب عن الشعب، كان سوء توزيع الإمكانيات المادية والبشرية وأنقذنا في ذلك المنحة التي قدمتها الدولة للصحفيين، وفي سنة 1995 كانت صناديق المساهمة تشرف على المؤسسات الإعلامية ولسوء الحظ كنا تابعين لصندوق البناء".

توقف جريدة المنتخب بسبب الثقل المادي

عانت الجريدة  من ظروف صعبة بسبب شح المداخيل و التي كانت غالبا ما تأتي من الإشهار المقدم من الرهان الرياضي صفحة أسبوعيا، بالإضافة إلى ما تتحصل عليه من موارد المبيعات.

وعن ذلك يشير قادري "في تلك المرحلة دخلت البلاد في أزمة خاصة بعد تخلي المؤسسات الوطنية على الجمعيات والأندية الرياضية، كما أن إقبال القراء تراجع نتيجة الظروف العامة، ولكن لما قرر صندوق المساهمة حل الجريدة كانت مبيعاتها أحسن من الجرائد الآن ربما بثلاثة أضعاف".

حاول الصحفي رفقة بعض الإعلاميين ضخ الحياة في جريدة المنتخب، من خلال تأسيس المنتخب الجديد، ولكنه لم يستمر، وبقي يعمل كمراسل لبعض الجرائد العربية الرياضية،  وفي سنة 1998 التحق بمؤسسة البث الإذاعي والتلفزيوني  كمسؤول عن الإتصال إلى غاية  إحالته على التقاعد سنة 2012.

اكتسب خبرة من خلال معارض كثيرة للمؤسسة خاصة مع الفضائيات وتقنيات البث، و شغل رئيس تحرير مجلة فصلية "عالم البث" التي جمعت في أركانها مهندسين وخبراء وكانت توزع داخليا ولمختلف الهيئات العربية والإفريقية.

موسوعة رياضية تؤرخ لدورات كأس العالم

شارك الإعلامي مسعود قادري في مختلف دورات كاس العالم كصحفي لتغطية المباريات، وهنا يستذكر هذه المرحلة قائلا" حضرت دورات كأس العالم في إسبانيا والمكسيك وإيطاليا كما غطيت الألعاب الأولمبية في كوريا الجنوبية، إلى جانب الألعاب الإفريقية، ففي دورة كأس العالم 1982 في إسبانيا، كانت لنا فرصة الخروج من رحمة وكالة الأنباء ،اكتشفت أننا كنا متاخرين عن التكنولوجيا، وبعيدين عن الطرح الإعلامي، وكانت لي فرصة لجمع الوثائق المختلفة وهناك فكرت في تأليف موسوعة كأس العالم".

  استثمر الصحفي الكاتب كل الوثائق والكتب التي تحصل عليها لينطلق في تدوين موسوعة كأس العالم من سنة 1930 إلى غاية 2014.

الصحافة أخلاق  وإلتزام

عرج بنا محدثنا بمناسبة اليوم الوطني للصحافة  مستعرضا الممارسة الإعلامية في عهد الحزب الواحد، قائلا " كانت الرياضة هي المتنفس الوحيد وكان لنا نوع من الحرية  وكان للصحفي حق انتقاد الواقع لكن بالتزام، وكنا  كثيرا ما نتلقى رد فعل من البلدية أو الولاية، من خلال عمود الشعب".

ويضيف "فالصحفي يكتب دون المساس بالأشخاص، له الحق الكتابة عن الممارسة في المجتمع، وليس الحياة الشخصية، كما أن ركن بريد القراء كان يطرح مشاكل المواطنين ويعرف المسؤول عليها، هذه الخاصية الآن لا توجد لا في الصحافة المستقلة ولا العمومية، كما الصحف لها افتتاحية  و أعمدة رأي تعبر عن موقف الصحفي من الحدث،كانت التعاليق تبرز الايجابيات وتكشف النقائص، فالصحفي يعرف حدوده ويتفادي ذكر بعض المواضيع التي تتعرض مع أخلاقيات المهنة،فاليوم نجد الصحفي يمشي مع مسار الدولة لكنة يعمل ضد المجتمع".

وبالحديث عن واقع الصحافة اليوم يقول محدثنا "في الوقت الحالي هناك تعددية وهناك جهود جبارة من ناحية السلطة ورجال الاعلام ولكن هناك تجاوزات،لذلك على سلطة الضبط القيام بدورها، وإذا كان الإعلامي يكتب بدون صدى فما الفائدة من الكتابة وهنا تصبح الرسالة لا معنى لها، وربما الأمر متاح أكثر في الصحافة الالكترونية من خلال التعاليق".

ويختم محدثنا حديثه بدعوة السلطة لفتح مصادر الخبر أمام الصحفي لكي لا تكون وسائط التواصل الإجتماعي مصادر لأخباره وعلى النقابات الصحفية التركيز على الواجب بدل المطالبة بالحقوق فقط، منوها بضررة العمل على تحسين الظروف المادية للصحفيين".

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services