2223
0
الصالون الدولي للتمور يعود في طبعته الثانية بحضور لافت لمختلف فاعلي شعبة التمور
تحت رعاية وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، اشرفت أمس الخميس، الغرفة الوطنية للفلاحة على تنظيم الصالون الدولي للتمور في طبعته الثانية لفائدة هذه الشعبة والمنتمين لها تحت شعار: " تمورنا .. أصالة واقتصاد مستدام"، وهذا بمشاركة عارضين من دول أجنبية ومحليين، بقصر المعارض الصنوبر البحري.
شروق طالب
وفي كلمة للأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري حميد بن ساعد، خلال إشرافه على افتتاح فعاليات الصالون الدولي للتمور، الذي خصها بالحديث عن أهمية هذه الشعبة كونها تعد من أهم صادرات الجزائر إلى اكثر من 90 دولة، وذلك بفضل الجودة المحلية وتنوع أصناف التمور التي تصل الى اكثر من 1000 صنف مما يجعل المنتوج الوطني أكثر طلبا عالميا.
كما كشف بن ساعد عن انطلاق قطاع الفلاحة في تنفيذ مشروع وطني خاص بتوسيع المساحات الزراعية للنخيل, وذلك لغرس مليون نخلة من كل الأصناف المقاومة للتغيرات المناخية والأمراض، مشيرا بأن الهدف من المشروع هو تثمين التمور باعتباره منتوج ذو خصوصية ويساهم في الرفع من الاقتصاد الوطني، هذا وبجانب برامج أخرى تعمل على مرافقة الفلاحين خاصة في مكافحة بعض الأمراض التي تصيب ثروة النخيل.
من جهته, أشاد الأمين العام لوزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية, الهادي بكير, بدور مثل هذه المعارض التي تسمح من رفع تحدي تنمية شعبة التمور من خلال التقاء مختلف فاعلي هذه الشعبة وذلك لتبادل الخبرات، بالإضافة إلى التسويق للمنتج الوطني وكذا التعريف بأصنافه.
كما اكد من جانبه، رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة محمد يزيد حمبلي على ان خصوصية منتوج التمور المحلي بفضل جودته اعطته صبغة دولية، بجانب كونه يعد اول منتج يصدر في المجال الزراعي، فضلا عن مساهمته في جلب العملة الصعبة.
وفي ذات السياق، ذكر ذات المسؤول بان السنوات الاخيرة عرفت اهتمام كبير بالجانب التكويني بالنسبة لشعبة التمور مما ساهم في تطوريها وكذا الوعي بأهمية إنتاج وتصدير التمور.
خدمات الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي في استمرارية النشاط الفلاحي
وفي هذا الصدد، كشفت ممثلة الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي عن سبب مشاركة الصندوق في الطبعة الثانية للصالون الدولي للتمور، والتي تتمحور حول التحسيس والتوعية بأهمية التأمين في النشاط الفلاحي بصفة عامة وفي النشاط الفلاحي الذي يتعلق بالنخيل وشعبة التمور بصفة خاصة، وذلك للمساهمة في استمراريته، فضلا عن العلاقة الوطيدة التي تربط الإنتاج الفلاحي بالاقتصاد الوطني.
واضافت بان الصندوق من خلال المعرض يعمل على التعريف بخدماته التي تتمثل في تأمين النخيل والتمور من مختلف المخاطر على غرار الفياضات، الحريق، العواصف والبرد، مشيرة على أن الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي ذو خبرة تتجاوز 100 سنة في قطاع التأمينات.
تقنية زراعة الانسجة لزيادة عدد النخيل وانتاج التمور
وفي الجانب الأكاديمي عرف الصالون مشاركة المعهد الوطني للبحث الزراعي، حيث أوضحت البيطرية وهيبة بوخاري بان المعهد تكمن مهامه في المساهمة في إعداد برامج البحث وتحديد آليات و تدابير تحقيقها، وكذا تنسيق نشاطات البحث على الصعيد الوطني بالتعاون مع الهياكل القطاعية و ما بين القطاعات لنشاطات البحث الزراعي، فضلا عن المشاركة في إعداد مخططات التكوين و التحسين لتلبية حاجيات البحث.
ومن جانبها كشفت الأستاذة الباحثة ياطة جميلة عن آخر التقنيات التي قام بها فريقها لتطوير تقنية زراعة الانسجة "culture in vitro", وذلك لإنتاج اكبر عدد من الشتلات النسيجية لنخيل التمر، بهدف الحفاظ على هذا النوع من الإجهادات الحيوية والغير الحيوية، مشيرة بان هذا العمل جاء نتيجة لأكثر من عشر سنوات من البحث، بحيث تتميز هذه الطريقة بكونها موثوقة وقابلة للتكرار، مع معدل تنوع منخفض لا يتجاوز 5%.
واضافت بان هذه التقنية تسمح بالإكثار من عدد الأشجار النخيل بما في ذلك الأصناف النادرة وكذا المقاومة لمرض البيوض وهو عبارة عن نوع من الفطريات المجهرية التي تصيب النخيل، بالإضافة إلى توفير إنتاج ذو جودة عالية دون تسبب في خطر التلوث.
كما اوضحت بان عند نقل الشتلات النسيجية لزراعتها فإن المزارع لا يواجه صعوبة في الغرس وذلك بفضل سهولة التعامل معها حتى من قبل الغير مختصين مع إمكانية نجاح تقدر بنسبة 100%، هذا بجانب انها توفر نظام جذري متطور جيدًا يبدأ بطرح الثمار في السنة الثالثة بعد الزرع.
شركات التحويل والتصدير تكتسي أروقة الصالون الدولي للتمور
شهد المعرض الدولي للتمور في طبعته الثانية حضور ملحوظ في عدد شركات إنتاج وتصدير التمور، وفي هذا الصدد كان لنا لقاء مع مسير شركة غزال الحاج غزال، حيث اوضح بأن الشركة تقوم بتسويق وتصدير أنواع مختلفة من التمور الى مختلف بلدان العالم على غرار الافريقية، الآسيوية، والأوربية، من موقعها القاطن في جنوب الجزائر بمنطقة نطيوس ولاية بسكرة، والتي يعود تأسيسها إلى سنة 1968 من قبل الأب غزال مصطفى.
وعن مشاركة الشركة يقول غزال "بان هدفنا يمثل في زيادة إنتاجنا لمشاركة العالم الطعم الفريد لتمورنا لنوع دقة نور بصنفيها المكيفة وطبيعة، مشيرا عن رغبته في جلب متعاملين اقتصاديين من مختلف دول العالم لمثل هذه المعارض وذلك نظرا لمساهمتهم في التعريف بالمنتوج المحلي وكذا في زيادة الشركات الدولية والتصدير.
وفي ذات السياق، أوضح عابد لياس مدير شركة "عابد لياس" من ولاية عنابة، بان شركته تنشط في مجال تحويل المنتوجات الغذائية تخصص تمور الطبيعية والمعالجة، هذا وبالإضافة الى التصدير الذي يشمل عدة دول من مختلف مناطق العالم.
حضور المجتمع المدني
كما شارك المجتمع المدني أيضا في أروقة الصالون الدولي للتمور، وفي هذا الاطار يذكر قاصبي عمار من جمعية نخلة بولاية غرداية بان الجمعية مختصة في تحويل بقايا النخيل وكذا النخيل الميت إلى مختلف المنتوجات على غرار العاب الأطفال، الأواني المنزلية، بالإضافة إلى تحويل نواة التمر إلى علف للحيوانات وكذا بقايا النخيل تستعمل كسماد لنباتات، بجانب أن الإنسان القديم في ولاية غرداية كان يقوم بصناعة منزله كاملا من خشب النخيل.
وأشار بان كل هذه التحويلات لبقايا النخيل تدخل في التراث المادي لولاية غرداية، للحفاظ عنها فإن الجمعية تقوم بتقديم تكوينات للأطفال في كيفية الحفاظ على النخيل كشجرة لها أهمية غذائية وخصوصية حضارية بالنسبة للمنطقة.