66
0
الوحدة الإفريقية هي السلاح الأقوى لمواجهة ثلاثية الخطر
وزير الخارجية أحمد عطاف في ختام "مسار وهران 12"

أسدل الستار على أعمال الطبعة الثانية عشرة من "مسار وهران"، في ختام أعماله التي حظيت بمشاركة لافتة ومستوى وزاري رفيع.
ضياء الدين سعداوي
وجاء حفل الختام بكلمة لوزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف حذر فيها من "ثلاثية خطر" تهدد الأمن والإستقرار في القارة الإفريقية، داعياً في الوقت ذاته إلى تعزيز الوحدة الإفريقية كخيار استراتيجي لا غنى عنه.
زخم متجدد واهتمام دولي غير مسبوق
استهل الوزير عطاف كلمته بالترحيب بالحضور وتقديم الشكر لممثلي الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والدول الإفريقية الشريكة، معبراً عن "بالغ تقدير الجزائر" للحضور القوي والمشاركة البارزة التي أضاءت درب الحفاظ على الأمن في إفريقيا ، ولأول مرة منذ إطلاق المبادرة لفت عطاف إلى "المشاركة اللافتة" لممثلي دول من خارج القارة منتخبة لعضوية مجلس الأمن متمثلة في دول البحرين، كولومبيا، ولاتفيا، واصفاً إياها بـ"الدليل الأبلغ على الصدى الواسع والاهتمام المتزايد" الذي يحظى به المسار دولياً.
ثلاثية التحديات ،أجراس خطر تدق في القارة
وفي تشخيص دقيق لواقع القارة سلط عطاف الضوء على ما وصفه بـ"التحديات التي تبعث على القلق وتستوجب قرع أجراس الخطر" مجسدا إياها في "ثلاثية مهيمنة"تتمحور في التغييرات غير الدستورية للحكومات التي أصبحت "مشهداً مألوفاً" في إشارة إلى حالات التعليق الأخيرة لعضوية دولتين في الإتحاد الإفريقي و آفة الإرهاب التي "استفحلت" في الساحل الصحراوي حتى سيطرت على مساحات شاسعة ونصبت نفسها سلطة حاكمة.
و كذى ظاهرة التدخلات الخارجية التي "طغت" على أغلب بؤر التوتر حيث أصبحت "مفاتيح الفك والربط بأيدي الدخلاء الأجانب لا الفرقاء المحليين أصحاب الأرض والسيادة".
المناعة في الوحدة والحلول الذاتية
أمام هذا التأزم أكد وزير الخارجية الجزائري على الخلاصة المركزية التي أفرزتها نقاشات الدورة وهي "حتمية إعادة تموقع الإتحاد الإفريقي كفاعل محوري".ورفع عطاف شعار "مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية" من كونه "طموحاً مشروعاً" إلى مستوى "خيار إستراتيجي" يحمي القارة من مخاطر الاستقطابات الدولية التي "لا طائل منها سوى إعادة إنتاج الأزمات بصيغ أكثر خطورة".
وأكد على أهمية العلاقة التكاملية بين "مجلس السلم والأمن الإفريقي" و"مجموعة الأعضاء الأفارقة الثلاثة" في مجلس الأمن الدولي، مفنداً معادلة النجاح في ثلاث نقاط أولها وحدة مجلس السلم الإفريقي تصنع وحدة المجموعة الإفريقية في نيويورك ،أما الثانية فتتمثل في وحدة المجموعة الإفريقية في مجلس الأمن تمنحها وزناً ومصداقية أمام التجاذبات أما ثالثا فإن هذه الوحدة وحدها تكسب القارة "صوتاً نافذاً وقولاً فصلًا" في قضاياها.
الجزائر ترفع الراية وتستلهم الدرس
وذكر عطاف بأن "الحفاظ على وحدة الصف الإفريقي" كان الهدف الأسمى للجزائر خلال عضويتها في مجلس الأمن مثمناً دور شركائها الصومال وسيراليون، ومشيداً بدور غويانا التي ضمت صوت الكاريبي إلى النبرة الإفريقية.
واختتم الوزير كلمته باقتباس مؤثر للزعيم الإفريقي الراحل جوليوس نيريري: "الوحدة قد لا تجعلنا أغنياء لكنها تجعل من الصعب تجاهل الدول والشعوب الإفريقية" في رسالة واضحة بأن الدبلوماسية الجزائرية من خلال "مسار وهران" تواصل الدفع نحو تعبيد درب القوة عبر التضامن باعتباره السبيل الوحيد لمواجهة أعاصير التحديات التي تجتاح الجارة الجنوبية.

