نظم المرصد الوطني للمجتمع الـــــــــــمدني، ندوة تاريخية حول شخصية الأمير عبد القادرتحت اشراف رئيسه نور الدين بن براهم وبالتنسيق مع وزارة الــــــــــــمجاهدين وذوي الحقوق و بمشاركة الهيئة الوطنية لترقية الصحة و تطوير البحث؛ اليوم الثلاثاء بمتحف المجاهد.

 

شيماء منصور بوناب

 

فعاليات الندوة التاريخية حول شخصية الأمير عبد القادر الجزائري جاءت تحت عنوان "الجانب الإنساني في تعامل وسياسة الأمير عبد القادر" قصد الـكشف عن جوانب من شخصيته ثم التعريف به وبمواقفه الإنسانية في بعدها العالمي .

وكشف رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني نور بن الدين بن براهم في كلمة له عن المقاربة الجديدة التي تم اعتمادها في المرصد بهدف تعزيز الإمتزاج المتكامل بين فعاليات المجتمع المدني و الكفاءات العلمية كتحدي فرض نفسه لإبراز الكفاءات المحلية و ايصال الرسالة المطلوبة لبناء منضومة حوكمية قيادية تستند في معالمها على رموز وطنية لعل أهمها الأمير عبد القادر الذي يعد شخصية جزائرية بصدى عالمي.

مبرزا بذلك قيمة التعريف بهذه الشخصية كرمز له ولاء لوطنه ووفاء لهويته التي أصبحت اليوم محور البحث و الدراسة في خلفيته و تاريخه الذي ترجم في العديد من الكتب بكل اللغات التي تكشف عن سلسلة مقاومته ومواقفه التي تفرض علينا في هذا الوقت تحقيق التكامل المشترك بين فاعلي المجتع المدني عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي اتاحت للفرد المرافعة و المدافعة و التحليل في كل القضايا المستجدة التي تأثر على المستوى الثقافي و التعليمي و الإنساني و الديني.

وتابع مؤكدا في ذات السياق على دور شخصية الأمير عبد القادر كمرجعية تاريخية انسانية تساهم في بناء القاعدة القيادية لمجتمعنا لكسب الخلفية الثقافية بكل مكاوناتها التي تخدم المرجعية الدولية للقوانين التي يتم العمل عليها من خلال المرافقة الحقيقية للمؤسسات و الهيئات التي تكسب المجتمع مناعة جديدة لحماية هذه الرموز و تقديمها كمنتوج فكري تاريخي قيمي.

من جهته أشار ممثل وزارة المجاهدين و ذوي الحقوق إلى أهمية تنظيم هذه الندوات التاريخية المخلدة للذاكرة الوطنية و الهوية الجزائرية التي تعكس مقاومة أبطالها في ضل الإستعمار الفرنسي الذي جعل من الأمير عبد القادر رمزا تاريخيا تجاوزت بصمته أبعاد الزمكان بسبب عبقرية قيادته التي سعى من خلالها لتأسيس تنظيم قيادي إنساني تشيد به سلسلة مقاومته.

منوها بما جاء في توصيات رئيس الجمهورية التي تؤكد أهمية العناية بمثل هذه الشخصيات التاريخية الثورية بكل أبعادها، و تسجيل و تجسيد المشاريع بالتنسيق مع مختلف القطاعات و المؤسسات للعناية بالذاكرة التي تستلزم إعادة طبع الكتب و انتاج الأفلام و الأشرطة التاريخية التي تحيي الذاكرة الوطنية وتحافظ على الموروث الثقافي التاريخي من منظور رقمي جديد.

على هامش فعاليات اللقاء التاريخي قدم بعض الأساتذة و المؤرخون مداخلات تثمن انجازات الأمير عبد القادر انطلاقا من معاملاته الإنسانية مع السجناء و الجرحى التي تشيد بدوره القيادي التنظيمي في كل مقاوماته والتي أصبحت خلفية مشروع قيادي إنساني للدولة و الوطن .