1715
0
الزناقي عبد الرحمان رمز الأدب الشعبي و الشاعر الملتزم في ذمة الله
لعمرك ما الرزية فقد مال - ولا شاة تموت ولا بعيرولكن الرزية فقد فذ - يموت و لموته خلق كثير
عبد العزيز عمران
المرحوم الزناقي عبد الرحمان إبن محمد من مواليد 1952م بقصر الغاسول و هو من أحفاد العالم الجليل الحاج الزناقي الذي كتب المصحف الشريف كاملا بخط يديه في القرن 18م ، وهو الآن محفوظ بمكتبة المسجد العتيق بالغاسول، وكذلك هو حفيد الحاج بحوص الذي كان عضوا في جمعية العلماء المسلمين، أسرة عرفت بالجهاد و قدمت الكثير من الشهداء.
توفيت أمه وهو في الحولين من عمره فتكفلت به جدته، بدأ حفظ القرآن الكريم عند شيخه الشهيد الحاج بحوص عشراتي وهو إبن الرابعة ، ثم التحق بالمدرسة الفرنسية العتيقة بالغاسول في ظروف الفقر و اليتم والتي كان يعاني منها الشعب الجزائري.
بعد الاستقلال تدرج في التمدرس ثم التحق بالمعهد التكنولوجي بمدينة سعيدة لينتسب بعدها إلى سلك التعليم لمدة 32 سنة بكل من مدينة المعمورة و الغاسول ثم البيض حيث تقاعد سنة 2010.
منحه الله تعالى موهبة الشعر بداية من سبعينيات القرن الماضي ليعبر به عن الضمير الجمعي لقد كان شعره ملما لواقعه ، ينطق من أحاسيسه العميقة وذوقه الرفيع فيزن الكلام موزنا، وينتره أثرا و فعلا حيث كتب عن الثورة والفقر ومختلف جوانب الحياة دون أن ينسى هموم و الإسلامية لقد خلف المرحوم ورائه عدة قصائد أبرزها :
مدائح الرسول (ص ) الحكمة راحة البال في شعر غواط كسال ، شفاء القلوب في شعر الجنوب، قصيدة عربان كسال، لسان المحبين في مدح النبي و الصالحين .
شارك الفقيد في عدة مهرجانات ثقافية بمختلف ولايات الوطن ممثلا لولاية البيض ، كما شارك في عدة ندوات علمية لكتابة التاريخ والتراث المحلي رفقة كوكبة من العلماء الأجلاء منهم المرحومين يحيا بوعزيز و خليفة بن عمارة.
المرحوم عبد الرحمان كان مؤسساً لعدة جمعيات محلية وجهوية منها جمعية بيت القصيد للشعر الملحون ، جمعية الفياظ لأصالة وحماية التراث وجمعية الثقافة والإبداع كما كان عضوا بارزا في جمعية كافل الیتیم و جمعية أولياء التلاميذ.
لقد انخرط المرحوم منذ صغره في صفوف الكشافة الإسلامية ، ثم بدأ النضال السياسي في شبيبة جبهة التحرير حتى أصبح عضوا في المجلس الشعبي البلدي بمدينة البيض بين سنوات 1975 و 1979 ، كما كان مناضلا بارزا في صفوف الاتحاد العام للعمال الجزائرين.
لقد كان المرحوم رمزا من رموز الأدب الشعبي المحلي حيث شمل شعره مختلف جوانب الحياة منه الشعر المديحي ، الإجتماعي، التاريخي والشعر التنموي ... مما جعل منه المرأة العاكسة للمجتمع الذي عاش بين أفراده، فأذان بصدق وإخلاص عن ألامه وأماله حیث أحاط بشتی مظاهرالحياة اليومية قديمها حديثها ومستقبلها معبرا عن احتياجته ووجدانه و مشاعره و اهتماماته في صورة فنية وجمالية منقطعة النظير ، استحق بها صدقا نيل صفة الشاعر الملتزم، لقد كان رحمه الله محبا للصالحين فاحبه الجميع . إن الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلْ لَهُمُ الرَّحْمَنُ ودا "
رحم الله الفقيد و تقبله في عباده الصالحين انا لله وانا اليه راجعون. والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته