1009
0
مذكرات شاهدت على سنوات الجمر الحلقة 84
بقلم اسماعين تماووست
بمجرد ما رأيته تعرفت عليه، وكما أشار الرئيس التنفيذي و المدير العام للشركة سابقاً، فهو مسؤول النقابة لذات الشركة المذكورة.
بمجرد وصوله إلى مكتبه، بدا لي أنه كان يعتقد أننا أعضاء في فريق العمل، نبحث عن بعض المعلومات المتعلقة بالنقابة والتي كان على بعض العمال الاستفسار عنها في مسارهم المهني.
ومع ذلك، كان من الواضح أنه في مثل هذه الظروف علينا اتخاذ الاجراءات بسرعة لانجاح المهمة وهذا يتعلق بالأعمال الإجرامية وحتى أعمال أخرى أقل خطورة، فأظهرنا له بطاقاتنا المهنية، وعليه طلبنا منه أن يتبعنا دون أن تكبيل يديه،وحذرناه من أي تصرف قد يندم عليه لاحقًا.
ولذلك غادرنا بسرعة مجمع هذه الشركة،سالكين الطريق المؤدي إلى بلدية براقي، حيث تم تحديد المكان الذي سنذهب إليه قبل يوم من العملية.
وبما أن القضية التي مرتبطة بالإرهاب، فغابة الصومعة بالبليدة، كانت وجهتنا و هدفنا ، لإجراء الإستجواب هناك . متوقعين أن تأثير مثل هذا المكان، وخاصة الهدوء والبعد عن كل شيء، سيمنحنا إمكانية النجاح، بسرعة وسلاسة.
في الوقت الذي توجد فيه عدة أماكن أخرى محتملة للتعامل مع مسألة شراء الأسلحة، كنت قد فضلت بحكمة و وعي الغابة المذكورة .....
لقد قدرت بالفعل أن مكانًا كهذا من شأنه أن يثير المشاعر، مما سيثير الخوف لدى أي شخص كان .
فلقد كان للمشهد المذكور أثر في ترويع أسوأ الارهابيين ، إذ تجبرهم مخيلتهم على الإعتقاد بأن الأسود في إنتظارهم وبالتالي لا مفر لهم من الهلاك.
بل و أعتقد أنه حتى قائدهم ذالك المجرم النتن الذي يعتبر نفسه شجاعا بمهاجمته الأبرياء الغير قادرين على الدفاع عن أنفسهم من وحشيته لن يصمد لذلك،فالارهاب وحش مدمر أساسه الجهل.
وصلنا إلى وسط هذه الغابة، وبالتحديد إلى مكان مناسب لمثل هذه الظروف، فنزلنا من على مثن سيارتنا وأخذ كل منا مكانه، وكان المشتبه به، معصوب الأعين فساعدناه على الجلوس.
كان المكان مموهاً بعناية و ساعدنا في ذلك وجود الشجيرات والنباتات الشائكة ذات السيقان الطويلة، هذا المكان على شكل مخبأ تسكنه الوحوش البرية مثل الذئاب،حقا لقد كان غريبًا .
عند السؤال الأول عن ما تم الاشتباه به، والمتمثل إن كان بحوزته أسلحة حربية، اعترف بكل شيء بدون لمسه ، ولا حتى أهانته مما جعلنا نحترمه منذ البداية ....
وبعد اعترافه بجميع الوقائع المنسوبة إليه، أبلغنا على وجه التحديد أنه بحوزته رشاشان كانا مخبأين بين جدران نافذة منزله الواقع بالقرب من مقر أمن دائرة الأربعاء.
فغادرنا إلى عين المكان، وبمجرد وصولنا إلى منزله، دخلنا ، حيث كان يتواجد عدد من أفراد عائلته، وجهنا اهتمامنا نحو إحدى النوافذ، حيث قام المتهم بالإقتراب منها ليرفع إطار النافذة دون صعوبة، فأخرج منها سلاحاً رشاشاً وعدداً من مخازن الذخيرة وكمية من الرصاص. وكانت الأسلحة المذكورة تحمل اسم نوع اسلحة ألمانية الصنع .
وبالفعل، بعد إتمام هذه المهمة بنجاح، اتصلت برئيسي، نائب مدير الأمن لولاية البليدة، الذي أمرني بالانضمام إليه في ثكنة الحاميز بالجزائر العاصمة.
فلم يستغرق ذلك غير مسافة الطريق للوصول إليه . وهناك كان مديري في حضور المحافظ الرئيسي الذي أصبح في أفريل 1994 مديرا عاما للأمن الوطني.
ومن خلال تسليم الشخص المتهم و كمية السلاح التي كانت بحوزته إلى رئيسي، تأكدت حينها، انني ورفقة زميليا قد حققنا النجاح المرجو في تنفيذ المهمة
بعد ذلك قام رؤساؤنا بتهنئتنا على إنجاح المهمة في وقت قياسي مما اسعدهما و شعرا بالرضا .
لقد نجحنا بالفعل وحققنا هدفنا بجدارة تبرز كفاءة الشرطة، فسلكنا بعدها طريق العودة إلى مقر عملنا......