371

0

المعذبون في الأرض يحبون الله

بقلم / حسن يافا 
  

…لماذا…الأمل..الماء…العدس…صحن عدس…الخيمه…الخيام…قمر منتصف الشهر القمري…الاولاد يتكومون بلا غطاء في الخيمه كي يكسروا جحود البرد…ركام البيت الذي لم يستطيع ان يصل لِما تحته من الضحايا احد…الله معنا…عندما لا يكون معنا احد..احد..
المسافة ليست قريبة من خيمة ام احمد…الى الماء…ولكن لم يراودها الخوف ولو ثانية واحده…لن يعتدي عليها احد…لن يسرق منها شيء احد…هذه هي المدينة الفاضلة…ليس فيها بوليس يحمي الناس من الناس…ليس فيها سجن واحد…ليس فيها اضواء مثل نيويورك…أضاء الله قلوب الناس فيها بينما ساد الظلام العالم….ليس فيها خط هاتفي متوفر أربع وعشرين ساعة للأخبار عن الجرائم …وهي ايضا ليس فيها فرن خبز …فيها اكياس من البلاستيك للموتى …ليس فيها اكفان من خشب…بحرها فيه اسماك وحوله اسلاك من طائرات ونيران…
اخذت حُصتها من الماء…وتمنت خيرا لمن كن في المكان…ومضت الى خيمة الأولاد…وفكرت بابوهم الذي التحق بصفوف المقاومة …لم تسمع منه منذ فترة…وحتى خلال هذه "الهدنة"…ثم قالت في نفسها:  ان شاء الله خير…المقاومه تعرف ما تعمل وتعرف ان لا تثق بمن"ينقضون العهود"…شدت الخطى…يجب ان تعود قبل ان يتبين الخط الابيض من الخط الأسود…الوقت يمضي قبل الفجر بسرعه…ولكن ومن حيث ان لا تحتسب أم احمد…تغير الافق في السماء…وصبت جهنم نيرانها على الارض…ركضت…ركضت…ركضت…نحو كتلة النيران التي التهمت الخيام على مدى  بصرها…صرخت: احمد…علاء…صالح..أولادي…أولادي…يارب…يا رب… ثم صارت نيران الخيام تضيء السماء…كل الخيام…كل السماء…توقف عويل من يحترقون في الخيام…وأم احمد…

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services