1010
0
المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني ITEEM ... تخصصات مستحدثة تواكب التطور التكنولوجي وإقبال كبير من داخل وخارج الوطن
أيمن وناس مدير المعهد يخص بركة نيوز بحوار شامل
أبرز مدير المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني ITEEM بالحرلش، أيمن وناس، في حواره لجريدة "بركة نيوز" أهمية الرقمنة في قطاع التكوين والتعليم المهنيين باعتبارها أصبحت ركيزة أساسية لتسهيل العمل، مشيدا بالإقبال الكبير الذي يشهده المعهد منذ بداية التسجيلات.
حاورته بثينة ناصري
هل يمكن أن نعرف القراء عن شخصكم الكريم؟
معكم الاستاذ أيمن وناس مهندس دولة في الآلية والضبط متخرج من جامعة عنابة، شغلت عدة مناصب في مجال التكوين حيث عملت مديرا للمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني الشهيد عبد القادر سابقا كنت مدير دراسات، ثم رئيس المكتب ثم رئيس مصلحة المديرية ثم توليت مدير المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بسطيف بمدينة عين ولمان، ثم الآن أنا على رأس المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني ITEEM بوليو منذ أكتوبر 2022.
عرف قطاع التكوين في السنوات الأخيرة توافد غير مسبوق وهذا راجع لعدة عوامل ايجابية، فما هو واقع التكوين والتعليم المهنيين في الجزائر؟
التكوين لديه آفاق كبيرة والذي أصبح ضرورة حتمية في الولوج إلى سوق العمل وفي تدوير العجلة الإقتصادية، التكوين اليوم أصبح يفرض بصمته في الحياة الاقتصادية والصناعية، باعتبار آفاقه جد واعدة بالنظر إلى الاقبال الشديد للراغبين في التكوين سواء من الشباب أو من العمال أو من المتخرجين الجامعيين.
إن قطاع التّكوين المهني يعتبر أحد دعائم وركائز المنظومة التربوية، والذي يعمل على توفير أكبر قدر من الفرص، لفائدة الشباب من داخل وخارج الوطن في مختلف التخصصات، كما أنه يسعى إلى تطوير وتعزيز قدراته عن طريق إنجاز هياكل جديدة وبتجهيزات حديثة تتماشى مع التطور الاقتصادي، وتأطير بشري مناسب على مستوى كل الهياكل والفروع المنتشرة في أرض الوطن.
ما هي التخصصات التي تم ادراجها خلال الدخول المقبل سبتمبر 2024؟ وما هي شروط القبول؟
كما هو معتاد في هذه الدورة برمجة العديد من التخصصات التي تخدم أبنائنا خلال السنة التكوينية الجديدة حيث قام المعهد ببرمجة اختصاص الآلية والضبط واختصاص الصيانة الصناعية وكلتا التخصصين تم برمجهما في النمط الحضوري وبرمجنا أيضا الإعلام الآلي مطور التطبيقات متعدد المنصات دروس مساء، بالإضافة إلى تخصص ميكاترونيك الذي يعرف إقبالا كبيرا عند افتتاح التسجيلات ، والذي يواكب التطور الحاصل في المجال الصناعي وهذا بهدف التأقلم مع الواقع الاقتصادي.
ومن المعروف أن شروط القبول على مستوى كل المعاهد الوطنية المتخصصة في التكوين يعني شروط ثابتة لا تتغير وفق ما هو منصوص عليه في قانون قطاع التكوين والتعليم المهني، فما هي هذه الشروط؟
أولا أن يكون المترشح قد اجتاز السنة الثالثة ثانوي كاملة، وثانيا أن يكون المترشح من شعبة علمية أو علوم تجريبية أو رياضيات يعني باستثناء شعبة آدب وفلسفة فيحق له الترشح للامتحان بشكل مباشر.
فيما نوفر على مستوى المعهد إقامة وهذا لتسهيل ولوج الطلبة من مختلف الولايات وحتى من خارج الوطن، وهذا داخل في سياسة الدولة الرامية إلى استقطاب الشباب والتكفل بتكوينهم لضمان مستقبل زاهر يخدم البلاد، بالإضافة إلى توفير لهم منحة تساعدهم على قضاء حوائجهم، كما يحتوي المعهد على حوالي 35 متربص أجنبي من مختلف الدول كالموزنبيق، تشاد، النيجر، فلسطين، اليمن، وغيرها ويتم التكفل بهم حتى تحصلهم على الشهادة التكوينية.
ما هي أهم البرامج والإصلاحات الخاصة بالمعهد خلال السنة التكوينية؟
كما ترون أن المعهد موجود في منطقة حساسة وفي منطقة اقليمية وأصبحت لابد من الاهتمام بها، حيث اطلقنا وتم برمجة حملة لتنظيف المحيط وتزيينه وهذا بهدف حمايته دائما، كما قمنا برفقة زملائنا العمال المهنيين بتنظيف المحيط الخارجي من نزع الشوائب ونزع الأشجار الزائدة والأعشاب وما إلى ذلك، وهذه الحملة اعطت انطباع كبير وراحة خاصة للمارة وللموظفين القادمين وزائري المعهد واصبحت واجهة المعهد في حلة جديدة وفي حلة رائعة جدا، وهذا على غرار النشاطات الآخرى كالأيام التوعوية والتحسيسية التي يحرص المعهد على القيام بها.
مع التطور الذي يشهده العالم كان ولا بد من ادراج الرقمنة ومصطلح المقاول الذاتي في كل نشاطات الخاصة بالشباب، إلى أي مدى وصلت الجزائر في تحقيق ذلك على مستوى المعاهد التكوينية؟
إن الرقمنة وجدت لتسهيل المهام ولتقريب المواطن والمتربص من الولوج إلى المنصة لاستخراج وثائقه الادارية وللإطلاع على الجديد ولكي يعلم بشروط الدخول وبالملف وما إلى ذلك، وفي قناعتنا أن الرقمنة في قطاع التكوين والتعليم المهنيين خطت خطوات كبيرة وجبارة جدا واعتقد أنها الآن بلغت مرحلة جد عالية من التطور ومن التحسن.
هناك أيضا نقطة اعتمد عليها قطاع التكوين وهي تطوير مهارات الشباب عبر ما يسمى بالمقاولاتية أو المؤسسات الناشئة، وتم من خلالها إحداث ما يسمى بدار المرافقة والتي تحتوي على مجموعة من المستشارين والمختصين بالتنسيق مع المؤسسات الداعمة، وبالتالي أصبحنا نرافق المتربص في بداية الدخول وأثناء التكوين وبعد التكوين من حيث التوجيه والتعريف بالمؤسسات الناشئة، و كيفية اختيار المشروع والطريق إلى نجاحه ترجمته إلى واقع.
وبالتالي أصبح القطاع التكويني ليس من بين الاولويات التكوين فقط بل أيضا يرافق الشباب في انشاء مؤسسة خاصة وهذا الشيء لاحظناه على مستوى المعهد، حيث لاحظنا كثير من الشباب بمجرد أنه يتخرج يفتتح مؤسسة ناشئة خاصة به، وشباب آخرون شاركوا معنا في مختلف المعارض وقاموا بانشاء مؤسسات وأصبحوا شركاء اقتصاديين.
كم عدد المتربصين الذين احصاهم المعهد؟ وكم عدد المتخرجين؟
من المعتاد أن دائما عدد المسجلين يفوق عدد المناصب التكوينية المبرمجة. بمعنى أنه في المرة الفارطة برمجنا 25 منصب بيداغوجي، ولدينا طلب 450 مترشح، فلما نقارن بين الطلب و المناصب الموفرة نلاحظ أن الفرق في الإقبال الكبير على المعهد وعلى تخصصاته وهذا يعود الى سمعته الحسنة وعلى نوعية التكوين التي يقدمها المعهد.
أما في هذه المرة وبالخصوص في دورة فيفري 2024 على سبيل الذكر فقد بلغ عدد المسجلين 105 في الصيانة الصناعية وفي الآلية 46 مسجل فنلاحظ دائما أن عدد المسجلين في شهر أوت يكون نوعا ما متضائل أو محتشم، لكن سرعان ما يرتفع في شهر سبتمبر نوعا ما لينتهي في النهاية برقم مرتفع جدا ويفوق أحيانا 450، وهذا كما قلت أن ذلك يعود إلى نوعية التكوين لي قدمها المعهد عن طريق الاساتذة، التي يفوق عددهم 100 أستاذ في مختلف التخصصات والذين يقدمون مستوى عالي من التكوين.
في كل مرة يسجل المعهد ضغط كبير في شهر سبتمبر وفي بداية شهر أكتوبر، ولو قارنا بالمعاهد الأخرى يتميز هذا المعهد بالإقبال الكبير خاصة في في بداية التسجيلات ومن المعروف على مستوى الوطن أن بداية التسجيل بالمعهد في شهر أوت، وبالتالي نتوقع في هذه الدورة أنه النسبة ستفوق 40 % ودائما النسبة تكون مرتفعة.
وربما أريد أن أذكر عبر قناتكم بأن نسبة المتخرجين في شهر سبتمبر 2023 فاقت كل التوقعات على مستوى المعهد، والتي بلغت 750 شاب تحصلوا على الشهادة، و420 في شهر فيفري وهذا شيء رائع جدا يسجله المعهد بكل جدارة.
وبخصوص مدة التكوين معروفة وهي (30) شهر سواء في نمط حضوري أو في نمط التمهين لشهادة تقني سامي في الاختصاص المرغوب فيه، كما سيتم في سبتمبر 2024/2025 تخرج حوالي 1600 طالب وهذا رقم مشرف.
ربما يصعب اختيار التكوين أو التخصص لدى الراسبين في شهادة البكالوريا ويدخلهم في دوامة الحيرة، فما هي التخصصات التي هم بحاجة إليها؟
نوجه نداء عبر جريدة "بركة نيوز" لكل المترشحين ولكل التلاميذ الذين لم يوفقوا في شهادة البكالوريا، أن أبواب التكوين مفتوحة للجميع سواء كان في مستوى البكالوريا أو أدنى من ذلك فهي مفتوحة للجميع، وأنصحهم بالاقبال على قطاع التكوين، وهذا للتحصل على شهادة تقني شامي سواء كان الصيانة الصناعية أو في الاعلام الآلي أو في الفندقة والسياحة أو في مختلف التخصصات الموجودة على مستوى كل المعاهد الوطنية المتخصصة في التكوين المهني على أرض الوطن، وبالتالي أقول أن أبواب التكوين مفتوحة للجميع ومرحبا بهم دون تردد.
وربما هذه نقطة مميزة فقد لاحظنا في الآونة الأخيرة أنه حتى الذين تحصلوا على شهادة البكالوريا والمتخرجين من الجامعة أصبحوا يقبلون على قطاع التكوين وعددهم كبير، وأصبحت النسبة تتزايد عام بعد عام وبالتالي قطاع التكوين لم يعد يسير مثل الماضي في العقلية الكلاسيكية من خلال استقباله فقط الذين لم يتحصلوا على البكالوريا وأصبحوا يختارون قطاع التكوين، للتحصل على شهادة تقني سامي للعمل به، وهذا يعني أن التكوين أصبح خيار مفضل عند الأسر والشباب.
وهذا نلاحظه عندما يتخرج من الجامعة مباشرة يقبل على قطاع التكوين فورا، وهذا دليل على أن قطاع التكوين أصبح ضرورة حتمية في حياة الشباب.
هل تم عقد مختلف الاتفاقيات لتعزيز التكوين على مستوى المعهد؟
إن الاتفاقيات مفيدة كثير لقطاع التكوين والتعليم المهنيين وتُبْرم عادة مع المؤسسات الاقتصادية الصناعية بالخصوص والفائدة منها هي أولا التكفل بإستقبال المتمهنين و توفير لهم تكوين تطبيقي ونوفر لهم نحن أيضا التكوين النظري، وبالتالي تكون الدراسة بالتناوب يدرس الطالب في المعهد نظريا وتطبيقيا في المؤسسات، وفيما بعد هذه المؤسسة يمكن أن توظف الطالب بشكل مباشر، كما يمكنها أن يستفيد من خصم في الضريبة السنوية، وبالتالي هذا تشجيع من الدولة الجزائرية لهذه المؤسسات الاقتصادية من أجل تطوير مهارات وكفاءات الشباب.
أيضا هناك الزيارات الميدانية التي يقوموا بها الأساتذة والمتربصين لهذه الشركات التي تملك آلات صناعية حديثة ولديها تكنولوجيا جديدة ليبقى دائما الأستاذ على اطلاع على الجديد في التكنولوجيا، أيضا بإمكاننا عقد اتفاقية لتكوين العمال والإطارات ومجموعة من المترشحين الذين نجحوا في المؤسسة، وبالتالي هذه الإتفاقية تضمن تكوين اليد العاملة والمترشحين وبالنسبة لهم ضمان يد عاملة مؤهلة ذات كفاءة عالية للولوج لعالم الإقتصاد أو عالم التصنيع بكل أريحية، وهذا يترجم الاقبال الذي عرفه المعهد في السنوات الاخيرة من قبل الشركات الاقتصادية.
فيما أصبحنا في كل أسبوع تقريبا بمعدل مرتين أو ثلاثة مرات نستقبل شركات اقتصادية ترغب في المنتوج التكويني للمعهد ليشتغل عندهم، فكثير من الشركات الكبرى يتوجهون للمعهد للحصول على قائمة المتخرجين من أجل حصولهم على تكوين بشكل مباشر لدى المؤسسة، وهذه تعد شهادة شرفية في قطاع تكوين، مما يترجم مجهود التكوين وفعاليته.
كلمة أخيرة؟
وفي الأخير أشكر جريدة "بركة نيوز" نوجه فقط نداء لكل شبابنا أن أبواب قطاع التكوين مفتوحة للجميع نتمنى توافدكم بقوة واختيار الاختصاصات التي تساعدكم في الحياة اليومية، كما نتمنى من الشباب عدم الاستلام وعدم الفشل فالأبواب مفتوحة في قطاع التكوين ويمكن أن يتحصلوا على شهادة تقني سامي لأي اختصاص يساعدهم، حسب الشهادة التي تسمح لهم بتحقيق آفاق كبيرة، وأما بالنسبة للشباب خارج الولاية ونذكر دائما أن المعهد يشمل على إقامة وملعب مرحبا بكم الأبواب مفتوحة.