232
0
الكاتبة وردة زرقين لـ "بركة نيوز " هناك قلة قليلة من الأدباء الجزائريين يوظفون التراث في كتاباتهم لرد الاعتبار له

تقول الكاتبة وردة زرقين لـ "بركة نيوز "، بأن التراث يعتبرثقافة شعب، وموروث ثقافي، وروح حضاري عميق لروح الآمة وشعبها، وهو مصدر الهام، وبالتالي، لا يمكن فصل التراث عن الأدب، والكاتب يستثمر في التراث ويوظفه في نصوصه الأدبية انطلاقا من قناعته، كما أشارت إلى أنه هناك إلا قلة قليلة من الأدباء الجزائريين يوظفون التراث في كتاباتهم لرد الاعتبار له، كما أن هناك من يشير للنص التراثي فقط، ببعض الملامح والمظاهر.
أمينة جابالله
ومن وجهة نظرها بخصوص حضور التراث في النص الأدبي في الوقت الحاضر، بشقيه المادي وغير المادي ،ترى بأنه لازال ضعيفا جدا، والتاريخ الروائي الجزائري لم يستلهم بعد هذا التراث، و توضح : " صحيح، النص الأدبي الجزائري لا يخلو من هذا الإرث الإنساني، لكن لم يغط بالكثافة المطلوبة، بحيث أنه هناك نوعان من التوظيف التراثي، فهناك من يقحم التراث في النص الأدبي للتعريف به، والترويج له بصورة رسمية ومن مصادر موثوقة، بحيث يكون التعامل مع كبار السن للكشف عن المخزون التراثي الذي لديهم، وهناك من يوظفه كعملية تزيينة للنتاج الأدبي فقط، فالتعاملات مع موضوع التراث، في غالب الأحيان شكلية بالرغم من أن بلادنا تمتلك خزائن من الموروث الثقافي، تجعل من الأديب أن يبدع في استحضاره بأسلوب لافت ومميّز" .
المتحدثة حول مدى إسهام الأدب في الحفاظ على التراث وتوثيقه، ذكرت بأنه في الحقيقة، لم نجد في أعمالنا الأدبية تأثيرا كبيرا لتراثنا الشعبي، ولم نجيد بعد توظيفه بالطريقة التي تليق به، وبكل تفاصيله ومفرداته، وتوظيف التراث في المجال الأدبي، يندرج في إطار التوثيق حتى يبقى متوارثا من جيل لآخر.
وتؤكد بأن التراث يعتبر ثقافة شعب وخلاصة تجارب مجتمع عريق في أزمنة مختلفة، ومجتمعنا الجزائري - تضيف زرقين - زاخر بهذا التراث وبالإبداع الشعبي الذي يسوده النسيان، فالتراث يضيع منّا بسبب أنّ المجتمع في مراحل طويلة، لم يكن يستطع أن يكتب هذا التراث بسبب ما كان يمر به من نقص التعليم، وكذا عدم وجود وسائل التوثيق، ورغم غزارة الموروثات الثقافية وانتشارها في كافة أنحاء ربوع بلادنا إلاّ أنّها في طريق الزوال.
ولهذا يجب على كل مبدع وكاتب أن يرسّخ هذه الكنوز في كتاباته، لحمايتها من كل أشكال الطمس والضياع، والمساهمة في الحفاظ على الذاكرة الشعبية، كما يجب علينا تسويق تراثنا من خلال الرّواية، والقصة، والمسرحية، والشعر، فالرّواية الجزائرية يمكن أن تستوعب هذا التراث الشعبي من الأمثال الشعبية باعتبارها حكم، والمحاجيات أي الألغاز الشعبية، والقصص الشعبية، وحتى الترانيم وأغاني المهد، والعادات والتقاليد والطقوس وغيرها من نماذج التراث وأشكاله،كما أن بلادنا تزخر بمواقع سياحية رائعة ومعالم أثرية ومناطق طبيعية خلابة.
وفي سياق متصل ،لفتت الكاتبة وردة زرقين إلى أنه كان عليها كصاحبة تجربة أدبية أن أصدرت مجموعة قصصية "ذات الفلجتين" ورواية "وطن تاء العبور"، للتعبير عن تراثنا، حيث أخذا منها عناية مكثفة وسنوات طويلة، والفكرة لا تزال راسخة في ذهنها ومخططها للمستقبل، كما أفادت بأنه من أهم جماليات توظيف التراث في رواية "وطن تاء العبور"، نقل صورة المجتمع الجزائري للقارئ والتعريف به، من حيث التراث الشعبي الشفوي كالأمثال الشعبية والأغاني الشعبية والحكاية الشعبية، وأغاني المهد، والعادات والتقاليد والطقوس وغير ذلك، إلى جانب التراث المادي، للتعريف بالأماكن السياحية والمعالم الأثرية وحتى البيئة والطبيعة، للترويج لهذا الإرث التاريخي العريق في بلادنا، فالرواية تعتبر صورة حياة المجتمع الجزائري ومرآة تعكس ما فيها، أما المجموعة القصصية "ذات الفلجتين" فهي تعبّر عن موروث ثقافي حضاري عميق لروح الأمة الجزائرية.