54
0
تعزيز التعاون الكشفي بين الجزائر وفلسطين

احتضن مقر القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية صباح الثلاثاء يوما تضامنيًا جمع القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية عبد الرحمن حمزاوي، ووزير الشباب والرياضة الفلسطيني، ورئيس جمعية الكشافة الفلسطينية، بحضور سفير دولة فلسطين بالجزائر وعدد من الإطارات الكشفية والشخصيات الوطنية.
هارون الرشيد بن حليمة
اللقاء شكّل محطة جديدة في مسار التعاون بين البلدين، وعكس عمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط الشعبين الجزائري والفلسطيني، حيث أكدت الجزائر من خلاله استمرار دعمها الثابت للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في جميع المجالات، انطلاقًا من مواقفها المبدئية الراسخة تجاه فلسطين.
.
دعم جزائري ثابت
جددت القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية خلال اللقاء موقف الجزائر الثابت من القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية مركزية تتجاوز كل الاعتبارات السياسية والفصائلية، مشيرة إلى أن الجزائر ظلت على الدوام إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال، وتعمل على دعمه ماديًا ومعنويًا في مختلف المجالات.
بالمناسبة، أوضح القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية أن الجزائر لا تفرّق بين الفصائل الفلسطينية ولا تنحاز إلى أي جهة، بل تؤمن بوحدة الشعب الفلسطيني وبضرورة تعزيز روح الانتماء الوطني والإنساني المشترك بين جميع أبنائه، مؤكداً أن دعم فلسطين واجب وطني وأخلاقي بالنسبة لكل جزائري.
الكشافة الإسلامية الجزائرية شددت في هذا الإطار على أهمية الدور التربوي والتطوعي للشباب في نشر قيم التضامن والتآخي، وضرورة تجسيد هذه القيم عمليًا من خلال مبادرات مشتركة مع الكشافة الفلسطينية في ميادين التكوين، والتبادل الشبابي، والعمل الإنساني والاجتماعي. كما جرى التذكير بالمساعدات الإنسانية التي قدمتها الجزائر إلى قطاع غزة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، تأكيدًا لوقوف الجزائر الدائم إلى جانب الفلسطينيين في كل المراحل والمحن.
إشادة فلسطينية بالمواقف الجزائرية
الوفد الفلسطيني عبّر عن تقديره العميق لمواقف الجزائر التاريخية والثابتة الداعمة لفلسطين، معتبرًا أن الجزائر تمثل نموذجًا فريدًا في الوفاء للقضية الفلسطينية. وتم التأكيد على أن الشعب الفلسطيني يكنّ للجزائر كل الاحترام والتقدير لما تقدمه من دعم متواصل في مختلف الميادين، خاصة في المجالين الشبابي والرياضي.
وزير الشباب والرياضة الفلسطيني ثمّن المساندة الجزائرية الدائمة للشعب الفلسطيني، مؤكداً أن هذه الزيارة تعكس عمق العلاقات الثنائية والرغبة المشتركة في تعزيز التعاون المستقبلي. وتم التطرق خلال اللقاء إلى سبل تطوير التعاون بين وزارتي الشباب في البلدين، من خلال تبادل الخبرات والبرامج التكوينية وتنظيم أنشطة رياضية وثقافية مشتركة تستهدف فئة الشباب.
كما دعا الوزير الفلسطيني الى ضرورة الابتعاد عن الانقسامات الداخلية، مؤكداً أن الموقف الفلسطيني يجب أن يكون موحدًا في وجه التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وأن الوقوف مع فلسطين قلبًا وقالبًا في كل الظروف الصعبة هو الطريق الوحيد لتعزيز الصمود الوطني وتحقيق الأهداف المشروعة.
ضرورة وحدة الصف الفلسطيني
الجانب الجزائري شدد خلال اللقاء على أهمية تجاوز الانقسامات الداخلية الفلسطينية والعمل من أجل توحيد الصفوف خدمة للقضية المركزية. وتم التأكيد على أن الجزائر، انطلاقًا من مبادئها الثابتة، تدعو دائمًا إلى وحدة الكلمة الفلسطينية ونبذ كل أشكال الفرقة والانقسام، انسجامًا مع مواقفها التاريخية التي تضع مصلحة فلسطين فوق أي اعتبار سياسي أو فصائلي.
كما تمت الإشارة إلى أن الجزائر ترى في وحدة الفلسطينيين ضمانة أساسية لتحقيق تطلعاتهم في الحرية وبناء دولتهم المستقلة عاصمتها القدس الشريف، معتبرة أن الانحياز لأي طرف أو فصيل يتنافى مع روح التضامن العربي والإسلامي التي تجمع الشعبين.
آفاق التعاون الكشفي والشبابي
شهد اللقاء أيضًا عرضًا لمختلف المبادرات والبرامج والمشاريع التي تطمح الكشافة الإسلامية الجزائرية تنفيذها بالتنسيق مع نظيرتها الفلسطينية، والتي تشمل مشاريع في مجالات التكوين، والتطوع، والتبادل الثقافي، والعمل الميداني المشترك. وتم الاتفاق على تعزيز جسور التواصل بين شباب البلدين من خلال نشاطات كشفية وإنسانية ترسخ قيم الانتماء والوحدة والعمل الجماعي.
الوفد الفلسطيني أبدى إعجابه بالتجربة الجزائرية في مجال تأطير الشباب والعمل الكشفي، معبّرًا عن رغبته في الاستفادة من خبرة الكشافة الجزائرية لتطوير العمل التربوي الكشفي في فلسطين، في إطار شراكة دائمة تستند إلى روح الأخوّة والتعاون المتبادل.
مواقف مبدئية راسخة
اللقاء الذي جرى بمقر القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية عكس صورة واضحة عن التلاحم بين الشعبين الجزائري والفلسطيني، وجسد الموقف الجزائري الثابت الذي يضع فلسطين في قلب اهتماماته السياسية والإنسانية. وتم التأكيد في ختام اللقاء على أن الجزائر ستبقى وفيّة لتاريخها النضالي ولن تحيد عن مواقفها الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
كما تمت الإشادة بالدور الذي تلعبه الكشافة الإسلامية الجزائرية في ترسيخ ثقافة التضامن العربي والإسلامي لدى الأجيال الصاعدة، ومرافقة المبادرات الشبابية التي تخدم القضية الفلسطينية على المستويين الوطني والدولي.
رسالة الجزائر إلى فلسطين
الرسالة التي بعثت بها الجزائر من خلال هذا الحدث كانت واضحة: فلسطين قضية كل الجزائريين، والوقوف مع شعبها واجب أخلاقي قبل أن يكون موقفًا سياسيًا. الجزائر لا تفرّق بين أبناء فلسطين، ولا تنحاز لأي تقسيمات داخلية، بل ترى أن حب الفلسطينيين جميعًا ومساندتهم في مسيرتهم التحررية هو التعبير الحقيقي عن الوفاء لتاريخها الثوري.
اللقاء التضامني بين الكشافة الإسلامية الجزائرية والوفد الفلسطيني مثّل تأكيدًا جديدًا على أن العلاقات الجزائرية الفلسطينية راسخة ومتجددة، وأن التعاون بين المؤسسات الشبابية في البلدين سيظل جسرًا دائمًا لترسيخ قيم الوحدة والتآزر، ودعم نضال الشعب الفلسطيني في كل الميادين، السياسية منها والرياضية والإنسانية، بما في ذلك مواصلة تقديم المساعدات والدعم لقطاع غزة وكل الأراضي الفلسطينية التي تعاني من ظروف إنسانية صعبة.