أشرفت اليوم الإثنين السلطات الولائية بالبويرة ممثلة في الامين العام للولاية "فيصل بن سعيدي" ممثلا عن الوالي بمعية رئيس المجلس الشعبي الولائي "كمال بوستة" و بحضور السلطات الأمنية و المدنية و الأسرة الثورية على إحياء الذكرى 66 لاستشهاد البطل الرائد سي لخضر، و ذلك على مستوى قرية ڨرڨور بمدينة الأخضرية مسقط رأس الشهيد.
رشيد محمودي
حيث تم استذكار محطات نضاله و عرض نبذة وجيزة عن حياته ،مع تكريم عائلته ، إلى جانب زيارة معرض تاريخي بالمنطقة، كما نظمت جمعيات محلية نهاية الأسبوع سباق الماراطون بمشاركة عدائين من عدة ولايات من الوطن .
هذا ويعتبر الشهيد "سي لخضر" كما وصف ب "نفس الثورة" و " زارع الرعب والفزع للاستعمار" من مواليد السادس نوفمبر 1936 بالأخضرية في وسط عائلة ميسورة الحال. وبعد أن زاول تعليمه بالمدرسة الابتدائية بالبويرة، كلفته جبهة التحرير الوطني عند اندلاع الثورة التحريرية بتنظيم خلايا الثورة بمنطقة الأخضرية وعين بسام.
وفي سنة 1955 أصبح سي لخضر أول قائد عسكري للمنطقة حيث عمل رفقة الشهيد على خوجة على تكوين فرقة المجاهدين التي قامت بعدة عمليات عسكرية ألحقت من خلالها خسائر فادحة بصفوف العدو إلى جانب شن معارك ضارية حققت عدة انتصارات بكل من خميس الخشنة والبويرة وبرج البحري وتابلاط.
اِلتحق منذ البداية بصفوف الثورة التحريرية وسنه لم يتجاوز العشرين عاما، تاركا وراءه أدوات مهنة البناء اليدوية بمشروع سينما عين بسّام بولاية البويرة، حيث تحوّل من موزع المناشير وبيع جرائد حركة انتصار الحرّيات الديمقراطية إلى قائد عسكري بالمنطقة الأولى من الولاية الرابعة، زارعا الرّعب والفزع في صفوف قوّات الجيش الفرنسي في معارك ضارية بكلّ من الأخضرية مسقط رأسه وتابلاط والعيساوية وبني سليمان وخميس الخشنة والبرج البحري رفقة الشهيد علي خوجة، سجّل بعض مآثرها الشهيد أحمد أرسلان المرشد السياسي بولاية الرابعة التاريخية، كمعركة بني معلوم صيف 1956 التابعة لبلدية بوسكن شرق المدية، تسلّح أفراد جيش التحرير بأكثر من 45 قطعة سلاح متنوّعة مع أسر 16 عسكريا من الجيش الفرنسي، بينهم فرنسيان هما كلود وميشال أطلق سراحهما بمناسبة عيد المسيح المصادف ليوم 25/11/1956، ومعركة الزبربر بوادي سوفلات في منتصف سبتمبر 1956 وكمين "موزوبيا " بالطريق الوطني رقم 8 الرّابط بين بلديتي مزغنة وتابلاط ، وكمين وادي المالح في 22 ماي 1957•
وقد كانت خسائر العدو كبيرة جدّا حسب المجاهدين الذين شاركوا في هذه المعركة، والتي قدّروها ب 188 جندي فرنسي من المشاة والخيالة مع استشهاد 5 مجاهدين فقط، والتي وصفها أحمد أرسلان بقوله: "في وادي المالح كان سي لخضر يقتل ويذبح وفرنسا هاربة بلا نظام"، ليسقط شهيدا رفقة 70 مجاهدا آخر في الخامس من مارس 1958 بجبل بولقرون التابع لبلدية جواب بشرق المدية.