تصاعدت انتهاكات الاحتلال الصهيوني في محافظة القدس خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2025، لتطال كافة جوانب الحياة اليومية للمقدسيين، مستهدفة الإنسان والأرض والمقدسات والهوية الفلسطينية، في إطار سياسة تهويدية شاملة تهدف إلى فرض السيطرة على المدينة وتغيير طابعها العربي والإسلامي. 

 

 

شهد المسجد الأقصى تصعيدًا كبيرًا في الاقتحامات الاستعمارية المنظمة، مع فرض قيود على المصلين والمرابطين، وتنفيذ عمليات اعتقال وهدم وتجريف، إضافة إلى مضايقات متواصلة بحق السكان، وسط توسع المخططات الاستيطانية ومصادرة الأراضي. ورغم هذا القمع، يواصل المقدسيون صمودهم وتمسكهم بحقوقهم في المدينة ومقدساتها.

ووفق تقرير محافظة القدس حول جرائم الاحتلال الصهيوني خلال شهر نوفمبر 2025، فقد سُجِّلَت أربعة شهداء، و66 حالة اعتقال، و27 عملية هدم وتجريف، كما اقتحم 4266 مستعمرًا المسجد الأقصى المبارك.

كما سجّل التقرير خلال الشهر نفسه مواصلة سلطات الاحتلال الصهيوني سياسة احتجاز جثامين الشهداء، في ممارسة تُجسّد أحد أشكال العقاب الجماعي القاسي،

 

 

أما المسجد الأقصى  فقد شهد خلال نفس الشهر  تصعيدًا خطيرًا ومنهجيًا في اعتداءات الاحتلال الصهيوني حيث اقتحم آلاف المستعمرين باحات المسجد بالإضافة إلى آخرين دخلوا تحت غطاء ما يسمى السياحة في إطار مخططات تهويدية تهدف إلى فرض واقع جديد في الحرم القدسي وتكريس سيادة الاحتلال على المكان ومحيطه 

 

وفق تقرير محافظة القدس  شهدت المدينة أربع حالات استشهاد وستة وستين حالة اعتقال وسبع وعشرين عملية هدم وتجريف وشارك آلاف المستعمرين في اقتحامات المسجد الأقصى المبارك

 

خلال نوفمبر 2025،  اقتحم طلبة في المرحلة الإعدادية المسجد ضمن جولات منظمة للتعلّم عن "الهيكل" المزعوم، كما اقتحمت مستوطِنة برفقة عائلتها المسجد لمباركة زفافها داخل الباحات، وأدى أحد أبرز المقتحمين النشيد الصهيوني هاتيكفاه داخل باحات المسجد دون أي تدخل من شرطة الاحتلال، في سابقة خطيرة تعكس مستوى الانفلات الممنهج.

 وفي أحد أخطر الاعتداءات، اقتحم ثمانية مستعمرين باحات المسجد عبر باب الأسباط حاملين ماعزًا وثلاث حمامات وأدوات التفيلين في محاولة لإدخال قرابين حيوانية وتنفيذ طقوس دينية في منطقة باب الرحمة قبل أن يتمكن الحراس من منعهم. كما قدمت ما تُسمى مؤسسة تراث الحائط الغربي قطعة أثرية مسروقة من محيط حائط البراق وحارة المغاربة غرب المسجد الأقصى لأسير إسرائيلي سابق أُسر في غزة، في خطوة تمثل سرقة فاضحة وانتهاكًا خطيرًا للتراث الفلسطيني في المكان.

 

وأضاف التقرير أن اعتداءات الاحتلال الصهيوني على المسجد الأقصى المبارك خلال نوفمبر 2025 تواصلت بشكل متصاعد، شملت اقتحام طلبة ومستعمرين المسجد في جولات منظمة وأداء شعائر تلمودية واستفزازية، وحمل بعضهم قرابين حيوانية في منطقة باب الرحمة، كما شهد المسجد سرقة قطعة أثرية من محيط حائط البراق، 

رصدت محافظة القدس خلال نوفمبر 2025 أيضا  استمرار اعتداءات الاحتلال الصهيوني بحق المقدسيين، شملت إصابات برصاص حي ومطاطي، وضرب، وإغماءات، وإصابات ناجمة عن السقوط أثناء اجتياز الجدار، إلى جانب 66 حالة اعتقال شملت أطفالًا وسيدات، وفرض الحبس المنزلي على 7 مقدسيين، وصدور 28 حكمًا بالسجن الفعلي والإداري، مع قرارات إبعاد بحق حراس المسجد الأقصى والناشطين والشخصيات الوطنية والدينية، في إطار سياسة قمع ممنهجة.

 

كما طالت عمليات الهدم والتجريف 27 منشأة سكنية وزراعية وتجارية ومتنزهات عامة، فيما أصدرت سلطات الاحتلال 45 إخطار هدم وإخلاء وصادرت 77.608 دونم من أراضي القدس، ضمن مشروع تهويدي لتهجير الفلسطينيين وإعادة تشكيل المدينة لصالح المستعمرين.

 

وفيما يتعلق بالمخططات الاستيطانية، واصل الاحتلال الصهيوني المصادقة على بناء 687 وحدة في راموت وجفعات هماتوس، مع إيداع مناقصتين لبناء وحدات جديدة في جفع بنيامين/آدم، وإقامة بؤر استيطانية في عناتا وصور باهر، وفتح وحدات فندقية في سلوان لتعزيز السياحة التهويدية، إلى جانب مشاريع تهويد تشمل منشأة نفايات في قلنديا ومصادرة أراضي واسعة.

 

وتعرضت المؤسسات الثقافية والتعليمية لاعتداءات واسعة، إذ اقتحمت مخابرات الاحتلال المسرح الوطني الفلسطيني ومركز الشباب الاجتماعي في مخيم شعفاط، وفرضت قيودًا على الصحفيين والدعاة والشخصيات الدينية، في استمرار واضح للسيطرة على القدس ومقدساتها ومؤسساتها الفلسطينية.