333

0

العربي بن مهيدي بطلا أعطى المستعمر دروسا في التضحية والوطنية

تزامنا مع ذكرى استشهاده

الجزائر أرض زكية طاهرة مسقية بدماء الشهداء ،هؤلاء الابطال الذين جاهدوا وناضلوا رافضين الانصياع للمستعمر الفرنسي الغاشم،متطلعين لنيل الحرية والإستقلال،هم أبطال الجزائر ممن خلدهم التاريخ وتركوا ورائهم إرثا للأجيال، من أبرزهم العربي بن مهيدي  زعيم الثورة التحريرية الكبرى.

أميرة بن عياد

ولد العربي بن مهيدي عام 1923بعين مليلة بدوار الكواهي بولاية أم البواقي،نشأ وترعرع في عائلة فلاحة ميسورة الحال ،تربى تربية دينية حيث تمكن من حفظ القرآن الكريم وهو صغير وتعلم مبادئ القراءة والكتابة في الزاوية، بعدها التحق بالمدرسة الابتدائية الفرنسية في منطقة الخروب حيث كان والده يعمل هناك، هنا بدأت تظهر عليه ملامح الحقد والكراهية اتجاه المستعمر الفرنسي، بسبب التمييز بين الأهالي الجزائريين المستوطنين الأوروبيين.

مساره السياسي

حصل على الشهادة الابتدائية في 19ماي 1937،وبعدها انتقل رفقة عائلته إلى بسكرة واكمل دراسته هناك بمتوسطة الكاردينال دي لافيجري ،وفي سنة 1943انخرط بن مهيدي في الكشافة الإسلامية، والتي لعبت دورا بارزا في زرع الانضباط والوعي والروح الوطنية وبنت منه شخصية نضالية ثورية مستعدة للدفاع بالنفس والنفيس من أجل استرجاع الحرية.

 تأسس حزب الشعب في 11مارس 1937بمدينة منار الفرنسية من قبل مصالي الحاج،وكان هدفه تحرير الجزائر ،واستعادة سيادتها ولقد فتح هذا الحزب المجال لجميع الفئات للمشاركة فيه، وكان العربي بن مهيدي أبرز المنخرطين فيه وأحد الناشطين في صفوفه.

ولقد تميز بن مهيدي بسعة الإدراك، وفي وقت قصير أصبح ملما بمنظومة الافكار المعتمدة في وضع برامج سياسية لتعبئة الجماهيروبهذا صارمن أوائل المناضلين داخل الحزب.

حسب ما أكده بن يوسف بن خدة قائلا:" كان سي العربي منظما قديرا ومنضبطا وله مواقف ثابتة بالنسبة لقضايا الحزب والتأييد الكامل لمواقف الحركة العادلة ،لقد كان رحمه الله يؤمن إيمانا مطلقا بالهوية العربية الإسلامية لبلادنا".

 نظرا لبراعة بن مهيدي وأخلاقه العالية اكتسب ثقة أعضاء المنظمة حيث تولى بنفسه الاتصالات بالمنطقة وكان يستقبل ممثلي المناطق ،وكان المسؤول عن تنظيم المؤتمرات وتوزيع المهام  ،فكلف بمهمة الكاتب المداوم لفرع حركة احباب البيان بسكرة وكانت هذه هي المهام السياسية الاولى التي قام بها ، كما أسس فرع الكشافة الإسلامية بواد سوف.

لقد لعب العربي بن مهيدي دورا بارزا في فك النزاع بين المصاليين والمركزيين داخل الحزب،حينها اصبح يفكر في كيفية تحويل جميع الاتجاهات السياسية من أجل الانتقال من العمل السياسي إلى العمل  الثوري.

تأسيس المنظمة الخاصة

 تأسست المنظمة الخاصة سنة 1947،:بعد عقم العمل السياسي لسنوات طويلة من الكفاح ،خاصة بعد أحداث 8ماي وما صاحبها من مجازر وحشية ، وكان العربي بن مهيدي على رأس هذه المنظمة في منطقة بسكرة لجمع الاسلحة والتنظيم والتنسيق ،وفي أواخر سنة 1949، عين خلفا لمحمد بوضياف في أركان المنظمة بالعاصمة على عمالة قسنطينة وتبسة وسطيف وعنابة.
 
 وباكتشاف المنظمة الخاصة سنة 1950شنت الإدارة الفرنسية حملة اعتقال واسعة لقادات سياسية وصلت من 1000الى 1500 سياسي معتقل،وفي هذه الأثناء كان العربي يخطط رفقة مجموعة من السياسين أمثال محمد بوضياف ،ديدوش مراد ، وغيرهم من أجل الإستعداد لتنظيم الثورة.

 شارك بن مهيدي  في اجتماع ال22  في جوان  1954،وكلف رفقة محمد بوضياف للسفر إلى الريف الإسباني لتحضير شبكة من الاتصالات الضرورية لإيصال الأسلحة وذلك في 9 اوت 1954  ، وتكونت لجنة الستة من أهم الشخصيات الثورية الجزائرية وهم رابح بطاط، كريم بلقاسم ،ديدوش مراد، محمد بوضياف، مصطفى بن بولعيد، العربي بن مهيدي .

   واثناء انعقاد اجتماع 10اكتوبر وتقسيم الجزائر إلى خمس مناطق عسكرية وتعيين قاداتها ، عين العربي بن مهيدي قائدا على المنطقة الخامسة وهران ،وتم صياغة بيان أول نوفمبر وتم الإعلان أن الفاتح من نوفمبر هو أول يوم لتفجير الثورة الجزائرية المجيدة.

اعتقاله  واستشهاده:

اعتقل العربي بن مهيدي في 23 فيفري من 1957،وتم استجوابه وتعذيبه بأبشع الطرق حتى سلخ جلده ولم يبح بسر واحد من أسرار الثورة ، وإنما بقي ينظر إليهم بإستهزاء، حينها يئست السلطات الفرنسية منه ونظر إليه الكولونيل بجار بتحية وقال جملته الشهيرة لو عندي ثلاثة من العربي بن مهيدي لغزوت العالم.

فقتل شنقا رحمه الله،في 4مارس 1957 وهوشاب في عمر 34سنة، ولتخوف السلطات الفرنسية من الرأي العام وضعت تقريرا طبيا بأنه انتحر في زنزانته،وكتب بيجار مقالات على شكل بلاغ للتنويه بشخصية بن مهيدي قائلا:( إن بن مهيدي يعرف كيف يقهر الأمم...إنه يؤمن بالمقاومة إيمانا اعمى )وقال أيضا:( لا أعتقد أن بن مهيدي انتحر ...لم يكن من صنف الرجال الذين يقدمون على الانتحار ) .

من رحم المعانات يولد الأبطال،العربي بن مهيدي  بطلا أرعب فرنسا وجنرالاتها بضحكتة المستفزة ،هو العقل المدبر والمخطط لإندلاع الثورة ،اجتمعت فيه صفة السياسي المحنك والمقاتل الشجاع، كان ومازال وسيظل اسمه مرتبط بالإنجازات العظيمة الثورة الوحيدة.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services