348

0

إلى أين يا وليد؟ .. في انتظار الباص إلى رام الله

 

 

بقلم عيسى قراقع

 

كشفت مذكرات الأسير المحرر وعضو الكنيست السابق باسل غطاس والتي جاءت بعنوان (أوراق السجن، من أروقة الكنيست إلى السجون الإسرائيلية) والتي دونها خلال عامين قضاهما في السجون عن اضمحلال وتلاشي روح النكتة والفكاهة لدى الأسرى مع مرور الزمن، وغياب الابتسامة عن وجوههم باستثناء الأسير وليد دقة الذي حافظ رغم مرور 37 عاماً في السجن على روحه المرحة، وكان في كل مرة يخرج فيها إلى العيادة أو إلى المستشفى لتلقي العلاج من مرض السرطان الذي أصابه، وسأله أحدهم: إلى أين يا وليد؟ أجاب في انتظار الباص إلى رام الله. ظل وليد دقة يتقيأ السجن من داخله حتى حطم أنيابه التي أرادت أن تقوضه وتلتهمه وتحوله نسياً منسياً، وهو الذي واجه السجن وظروفه الفظيعة بالحفاظ على عقله وروحه وإرادته حتى هزم هذا السجن وأصبح طليقاً رمزاً وقيمة ثقافية وحاضراً في كل بيت ومدرسة. إلى أين يا وليد؟ في انتظار الباص إلى رام الله، وضبت كل حاجياتي، كراريسي وخربشاتي، رسائلي الكثيرة، ملابسي وأدويتي وأرقامي المتسلسلة، جاهزاً للعودة في اللغة المتحولة من قيد إلى أفق يستطيع أن يجعل المستحيل ليس مستحيلاً، فاللغة في السجن أمل وأغنية، فأساً يهدم الجدار ونظام السيطرة، يوسع رقعة الحرية لتستقبلني الشمس التي لم أرها منذ زمن بعيد، لو قاتلنا فقط بالأحلام لما صمد كابوس الليل مرة واحدة. أعددت كل شيء، البيت والحارة والطريق الذي سأسلكه، الأشجار التي زرعتها وكبرت، لون الورد على شرفات الذاكرة، ألقيت السلام على أهلي وجيراني ومدرستي وخطواتي الأولى، عائد من السجن أحمل حجراً من حجارة قلبي وأغنية، هذه ذكرياتي التي لا تحتاج إلى مؤرخين جدد ليكتشفوني حياً أو ميتاً، أو متحجراً في أرشيف عسكري أو مكتبة، لا أحتاج إلى من يعيد إنتاجي هيكلاً عظيماً دون صوت ولسان، أنا لم يقتلني الملح والغياب والسرطان والنسيان، أنا في الباص إلى رام الله. لا تستغربوا، أنا في الطريق إلى رام الله، تحايلت على السجن والموت والأطباء الذين يرتدون لباس السجان، كان صوتي يقفز من زنزانة إلى زنزانة، الصوت كائن حي له صدى وحياة وبلاغة، يجعل اللامعقول معقولاً في ملحمة الكرامة والكبرياء، صوتي حرية، ويكفي أنه يتسرب من شقوق الباب، يسمعه الجلادون، صوتي له يد وقلم ونطفة ورسالة وكتاب، صوتي يدلني على مواعيد اللقاء بوطني، فالوطن ليس مبان حجرية أو رقم حساب. دولة الاحتلال الصهيوني أغلقت كل المداخل إلى رام الله، أقامت الحواجز والمتاريس، وليد دقة قادم في حكاياته التي بنت كل الجهات المهدومة والمنهوبة في الزمان والمكان، حدود وطنه هي وجوده الحقيقي، يعود خيالا ورائحة وعاطفة ومترادفات، وبخطوات متقطعة الأنفاس، يعود إلى زوجته سناء وطفلته الجميلة ميلاد، يعانق ظله ضوء الوقت المتسارع ليصير هو الوقت كله حاضراً حاضراً وتشتعل في صدره النبضات، يعود وليد ليلعن الفراغ وعواء الفولاذ والغيبوبة الباردة التي تخنق أجساد السجناء. إلى أين يا وليد؟ في انتظار الباص إلى رام الله، حرية الأسير هي الايقاع في شوارع خالية، إيقاع الناس وهم ينهضون من الصمت والتراب، إيقاع الرياح وهي تدربك على الطيران فوق الساحل والكرمل لكل ما ملكت من أجنحة وحواس. تأخر وليد دقة، الكل في انتظاره، هذا الباص يتوقف طويلاً عند كل سجن، كومة من الكلبشات والهراوات يحملها رجال النحشون المسؤولين عن نقل الأسرى، يوزعونهم على كل السجون والمستشفيات والمقابر والثلاجات الباردة، يتحركون من النقب حتى الرملة، هي رحلة الجحيم في سيارة البوسطة المغلقة التي تستغرق أكثر من عشر ساعات، لكنك يا وليد أصبحت على مشارف رام الله، لا بأس عشرون حاجزاً أو عشرون مستوطنة، لا بأس، جدار يلتف على جدار ليصبح جسدك شارعاً آخر يقطع أرضاً أو يجرف مكاناً أو يفرم لحماً ويقتل شجرة، لا بأس، المدينة تتراءى أمامك وإن بدت صغيرة من بين الشبك، هذا الجدار لم يكن في ذكرياتك القديمة، لا بأس، أعد ترتيب الصور، رائحة إطارات كوشوك محترقة على مدخل بيت ايل، أولاد يقذفون الحجارة، لا بأس، سناء تنتظرك فافتح النافذة إن استطعت لترى حلمك نجمة على صدرها متلئلئة، انظر جيداً تراها، يسقط الغامض والتورية والأقنعة.

بالتقسيط أرادوا أن يقتلوك، دفعة دفعة، ولا تدري أي محطة سيقف الباص، في قريتك باقة الغربية أم في رام الله، في ثلاجة متجمدة أم في مقبرة؟ لا تدري سوى ما يقوله نهرك الجارف في ذاتك وأعماقك، يغيب الجسد كثيراً ولكن لا تغيب الكلمة، هذا دينك وإيمانك، فرع في الأرض وجذر في السماء، بين الموت والحياة طفلتي ميلاد، حمداً لله فقد امتلأت تماماً بالحب في الدنيا والآخرة. انتظر الباص للذهاب إلى رام الله، أحمل لكم أيها الناس دفاتر الحب والمقاومة، سر الطيف وسر الزيت وسر السيف، الأسرار الثلاثية للأجيال المتوثبة القادمة، التقيت بهم في غرف التحقيق وفي المظاهرة، في حصة الدرس، جيل ينبت في الآخر، إسرائيل المخترعة لم تستطع إعدام نسلنا الممتد في التاريخ ثقافة وعلماً وهوية، عائدون إليكم، ليس عبر الجسور أو التصاريح كسائح بلا مواطنة، عائد إلى حبيبتي وبلدي، دمي لم يغادر أصلاً الأرض حتى بعد أن بتروني إلى نصفين: نصف في السجن، ونصف في البيت، الأول والثاني يتدافعان ولا ينقسمان جسداً ووعياً ومخيلة. في المحكمة العكسرية اتهموني بتهريب أجهزة خلوية، اعترفت فوراً وضربت الطاولة، قلت لهم: أريد أن أتحدث مع سناء وابنتي ميلاد، هذا حقي الإنساني والقانوني والاجتماعي الذي كفلته كل مواثيق العالم، لست شبحاً لأراها من خلف زجاج، أريد أن أملي على زوجتي اسم ولدنا القادم وحكايتي الرابعة، حرفاً حرفاً وهمسة همسة قبل أن تداهموا غرفتي في السجن، وتكسروا أصابعي والأقلام، يكفي أن أكتب عن الغد لأصل إلى الغد بعد قليل، ويكفي أن أكتب عن الماء لأرتوي في هذه الصحراء.

أنا في الباص إلى رام الله، لقد أنهى الأطباء إجراء كل الفحوصات اللازمة، حملوني مربوطاً بأسطوانة وأنبوبة أكسجين، استأصلوا من رئتي الجهة السابعة التي أتنفس منها، صادروا أقلامي وكلامي ووضعوا جهازاً على فمي، أكملوا عملهم كله وأخذوني إلى الباص وعلقوا فوق رأسي ساعة للموت، رفضوا أن أودع أصدقائي في عيادة مستشفى الرملة، خالد الشاويش ومنصور موقدة وناهض الأقرع ومعتصم رداد، رفضوا أن آخذ معي قطعاً من أجسادهم المبتورة أو سعالهم الساخن، تركتهم يعدون التوابيت ويطلقون لحاهم حداداً على أنفسهم، وتركوني أسافر كي لا أتأخر عن ترتيب مراسيم الجنازة. إلى أين يا وليد؟ انتظر الباص إلى رام الله، لا تصدقوا أن الباص سيتجه إلى مستشفى برزلاي أو عيادة الرملة، الباص في الطريق إلى رام الله، وهناك سأضع إكليل ورد على ضريح الشهيد ياسر عرفات، وأزور عائلة الشهيد ناصر أبو حميد، سأزور بيت نائل البرغوثي وأنقل التحيات إلى عائلتي مروان البرغوثي وأحمد سعدات، سأزور عائلة الأسير الكفيف علاء البازيان في القدس، وأقول له لست بأعمى وإنما نحن جوقة العميان، سأجلس قرب الأسود في دوار المنارة برام الله، أصافح كل الأصدقاء والأحباء، سيأخذني الباص إلى نابلس عرين الأسود وإلى جنين وبيت الشيخ خضر عدنان، أكتب على جدارية المخيمات: المخيم تاريخ الحنين من الاقتلاع إلى الوجود، شكراً لمخيم جنين الذي يكسر الضوء الباهت من الهامش الضائع إلى الحضور الكثيف كالاشتباك، ومن الرصيف إلى الرصيف رأيت راية بشرية تقطع الخط الفاصل بين هنا وهناك. لقد وصلت رام الله الآن، كسرت الزمن الموازي الدائري في السجن، لم ينشف قلبي كما ظنوا ولا الحبر، قلت أن الواقعي الفلسطيني يهزم الخرافي الصهيوني، وأن الزمن الروحي والعقلي للأسرى يهزم زمن الباطل الصهيوني وجرائمهم الآثمة، الدبابة التي تطارد الأولاد المقدسيين في الشيخ جراح وباب العامود لا تطارد سوى الأفكار والأعلام الفلسطينية والجداريات وتاريخنا العميق والمعنى المقدس في الصمود وفي الصلاة. نعم، وصلت رام الله، لم يقبض علي السجان، ولم يوشِ بي رجال الكابو، حاربت في الداخل والخارج حتى تحطم جدار السجن عن ذاتي وصرت حراً، نزلت من البوسطة الحديدية، ألقيت السلام على باقة الغربية والناصرة، لا زلت أعرف الأبعاد والاتجاهات ولا أتوه في الجغرافيا والديموغرافيا والطرق المعبدة أو الوعرة، لا زلت أحفظ أسماء المواقع باللغة العربية والكنعانية، وجدت حلاً بين جدلية العلاقة بين الثقافي والسياسي والجنسية والهوية، عندما تمتزج بلون الكوفية الفدائية.

 

 شهادات مؤلمة للأسير إبراهيم عورتاني المحتجز في سجن مجيدو

 

نقلت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين حنان الخطيب، شهادة مؤلمة للأسير ابراهيم عورتاني المحتجز في سجن مجيدو، والتي قامت بزيارته مؤخراً، ولمست حجم المعاملة اللا إنسانية واللا أخلاقية التي تعرض لها خلال اعتقاله والتحقيق معه. •الأسير إبراهيم عورتاني، من مدينة نابلس، معتقل منذ 12 آذار ولا زال موقوفاً: " كنت مع اصدقائي عدي وجهاد الشامي ومحمد دبيك، تم اطلاق النار على السيارة التي كنا نستقلها، وهربت باتجاه المحلات وسمعت اطلاق نار مكثف، وعلمت لاحقاً أنه تم تصفيتهم جميعاً، أحاط بي عدد كبير من الجنود، تم تعصيب عيناي وتقييد يداي ونقلوني الى معسكر صرة، تم ضربي بشراسة بأيديهم وأقدامهم وبنادقهم على صدري وساقي، ومزقوا ملابسي وأبقوني بالملابس الداخلية فقط، وبقيت على هذه الحالة من الساعة الثالثة فجراً حتى ساعات ما بعد المغرب، وكل ذلك تحت الشمس بدون أكل ولا ماء، بعدها نقلت لمعسكر حوارة ونمت ليلة واحدة بغرفة انفرادية لا يوجد بها أدنى مقومات الحياة، حشرات ما زالت علامات لسعاتها لهذا اليوم على جسدي، ونقلت مجدداً الى التحقيق في بيتاح تكفا، حيث الاهانة بالتفتيش العاري وتعمد الإذلال، والتحقيق القاسي لمدة 48 يوماً، وخلال التحقيق صرخوا علي، شتموني بأقذر الشتائم، بصقوا علي، هددوني باعتقال أمي وأهلي، وشتموا أصدقائي الشهداء، وظروف احتجازي في الزنازين كانت سيئة جداً، منعت من لقاء المحامي لمدة 55 يوماً، والصليب الأحمر قام بزيارتي بعد 50 يوماً من اعتقالي".وتفيد الهيئة أن الأسير عورتاني لا زال موقوفاً، ومحكمته القادمة يوم 30 ايار الحالي، ومحروم من زيارة الاهل بقرار من المخابرات الإسرائيلية.

 

الأسرى المرضى في (عيادة سجن الرملة) يقررون خوض إضراب عن الطعام لثلاثة أيام*

 

 

أكّد نادي الأسير الفلسطينيّ، أنّ الأسرى المرضى في (عيادة سجن الرملة) وعددهم (15) أسيرًا، قرروا تنفيذ إضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من يوم الخميس حتى يوم السبت، وذلك احتجاجًا على ظروف احتجازهم القاسية، والصعبة في ظل تصاعد أعداد المرضى وانتهاج جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) بحقهم، ومماطلة إدارة السّجون في توفير احتياجاتهم الأساسية، وتجاهل جملة من مطالبهم الحياتية. ولفت نادي الأسير، إلى أنّ هذه الخطوة والتي تعتبر الأصعب من حيث القرار بالنّسبة للأسرى المرضى، جاءت بعد مطالبات، ومحاولات عديدة من الأسرى، على مدار الفترة الماضية، وكان منها تنفيذ الأسرى لخطوات احتجاجية، منها إرجاع وجبات الطعام؛ إلى أنّ دفعهم موقف إدارة السّجون المتعنت إلى قرار الإضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام. وبين نادي الأسير، أنّ مطالب الأسرى اليوم، تتمثل بوقف المماطلة في توفير العلاج اللازم في وقته للمرضى، وتكثيف المتابعة الصحيّة لهم، تحديدًا لبعض الحالات المزمنة كحالة الأسير القائد وليد دقة الذي نقل مؤخرًا إلى مستشفى (أساف هاروفيه)، والأسير عاصف الرفاعي المصاب بالسرطان، وإلى جانبه مجموعة من الجرحى، إضافة إلى مرضى مر على وجودهم بـ(عيادة الرملة)، أكثر من 20 عامًا، منهم (منصور موقدة، وناهض الأقرع، ومعتصم رداد)، وهم من الحالات المرضية المزمنة. إضافة إلى توفير كمية مضاعفة من الطعام، فالكمية التي تقدم لهم كمية قليلة، ولا يتناسب نوعية الطعام مع أوضاعهم الصحية، كما وتتعمد إدارة السّجن فرض شروط على استخدام الهاتف العمومي، فلا يسمح للأسير المنقول حديثًا إلى الرملة التواصل مع عائلته إلا بعد مرور ثلاثة شهور من عملية نقله، هذا وترفض إدارة السّجون السماح بإدخال الملابس لهم عبر الزيارة، وهناك نقص شديد بالملابس. ووجه الأسرى رسالة إلى كافة جهات الاختصاص ولأبناء شعبهم بمساندتهم ورفع صوتهم في ظل الجرائم والانتهاكات المتواصلة بحقّهم، ولا يكفي السعي من أجل تحسين شروط اعتقالهم، بل العمل على تحريرهم. من الجدير ذكره أنّ عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال يبلغ أكثر من 700 أسير،، منهم نحو 200 أسير يعانون من أمراض مزمنة، وأصعب الحالات اليوم حالة الأسير القائد وليد دقة، والأسير عاصف الرفاعي.

 

هيئة الاسرى: ادارة سجن عوفر تتجاهل حالة الأسير المسن المريض ابو ميزر

 

أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن إدارة سجن عوفر تتجاهل الوضع الصحي للأسير زهير عبد الجواد ابو ميزر 63 عاماً، من محافظة الخليل، والمعتقل منذ أربعة شهور ونصف، ولا زال موقوفاً ينتظر قرار المحكمة الاحتلالية العسكرية الإسرائيلية التي ستكون في العاشر من الشهر القادم. وأوضحت الهيئة أن محاميها يوسف متيا قام بزيارة الأسير أبو ميزر في سجن عوفر، واستمع لتفاصيل حالته الصحية، حيث يعاني من ارتفاع كبير في سكر الدم ومشاكل في القلب، وكان يتلقى دواء خاص بالشبكية، ولكن منذ اعتقاله لم يأخذ هذا الدواء لأن إدارة السجن توفر له حبة مميع الدم فقط، وتتجاهل ادوية السكري والشبكية، علماً أنه أجرى عملية قلب مفتوح قبل 3 سنوات، وبحاجة الى رعاية صحية ومراقبة دائمة. وأضاف المحامي متيا " الاسير أبو ميزر اخبره بانه محتجز بتهمة حيازة سلاح ناري، وهو يرفض هذه التهمة، ولا يوجد لديه أي علم بما يوجه له، حيث أنه في العقد السادس من عمره، ولديه 10 من الابناء والبنات، ويطالب بنقله الى المستشفى لاجراء فحوصات طبية، وتشخيص لحالته".وتحمل الهيئة ادارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير أبو ميزر، وتطال المؤسسات الحقوقية والإنسانية التدخل للإفراج عنه كونه مريض وكبير بالسن.

 هيئة الأسرى: شهادة مؤلمة للأسير سميح ابو بكر المحتجز في سجن مجيدو

 

نقلت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين حنان الخطيب، شهادة مؤلمة للأسير سميح ابو بكر المحتجز في سجن مجيدو، والتي قامت بزيارته مؤخراً، ولمست حجم المعاملة اللا إنسانية واللا أخلاقية التي تعرض لها خلال اعتقاله والتحقيق معه. الأسير سميح ابو بكر، من مدينة طولكرم، معتقل منذ 22 كانون اول ولا زال موقوفاً: " اعتقلت الساعة الخامسة مساءًا اثناء عودتي من نابلس على حاجز طيار بجانب مفرق الطنيب، أنزلوني من السيارة وفتشوها تفتيشاً دقيقاً، تم تعصيب عيناي وتقييد يداي ثم إقتادوني الى مكان مجهول وبعدها الى معسكر حوارة، وأخضعوني للتفتيش العاري، واحتجزت في غرفة سيئة وقذرة لمدة يومين، الفراش والأكل في غاية السوء، بعدها نقلت الى تحقيق الجلمة، تم تفتيشي مجدداً وإهانتي، وبدأ التحقيق معي لمدة 63 يوماً بواقع 7 ساعات يوميا بالحد الأدنى، ومنعت من لقاء المحامي 43 يوماً، والصليب الأحمر لم يقم بزيارتي مطلقاً، وكان التحقيق معي من قبل 6 محققين وخلال التحقيق كنت مقيد اليدين والقيود مربوطة بكرسي ثابت بالأرض، وتعمدوا التأثير على نفسيتي من خلال طرح الأسئلة بأسلوب ضاغط، والتهديد بإعتقال والدي وعمي، في الجلمة الزنازين قاسية وسيئة جداً وتفتقر لأدنى مقومات الحياة، بدون شبابيك، فرشة على الأرض رقيقة وبطانيات, بدون وسادة، أوساخ وروائح كريهة تخرج من المرحاض والذي هو عبارة عن فتحة بالأرض، والحيطان خشنة من الصعب الاتكاء عليها ولونها غامق، والضوء مزعج للنظر، والأكل سيء والمعاملة اسوء، واحتجزت في زنازين انفرادية 38 يوماً ".وتشير الهيئة الى أن الأسير سميح نجل الأسير ابو بكر، المعتقل منذ 20 عاماً والمحكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات وخمسين عاماً.

 

هيئة الأسرى: شهادة مؤلمة للاسير أحمد ابو الهدى المحتجز في سجن مجيدو

 

نقلت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين حنان الخطيب، شهادة مؤلمة للاسير احمد ابو الهدى المحتجز في سجن مجيدو، والتي قامت بزيارته مؤخراً، ولمست حجم المعاملة اللا إنسانية واللا أخلاقية التي تعرض لها خلال اعتقاله والتحقيق معهم.

* الاسير أحمد ابو الهدى، من مدينة نابلس، معتقل منذ تشرين الثاني من العام الماضي جرى اعتقاله من قبل قوة كبيرة من الاحتلال مدججين بالسلاح والكلاب البوليسية، بعد مداهمة منزله الساعه الثانية بعد منتصف الليل وقاموا بتفتيشه بشكل دقيق وقلبوا محتوياته راسا على عقب ، واعتدو على  عليه بالضرب المبرح مما الحق فيه الضرر بشكل كبير ليقتادوه بعد ذلك الى مركز التوقيف في "بيتاح تكفا ".

 *  ابقي الأسير أبو الهدى  بزنازين "بيتاح تكفا" 15 يوما ، وقد اوهموه المحققين  بانتهاء التحقيق وإذ بهم ينقلوه لعصافير مجيدو, وبقي عندهم 5 ايام ومن ثم أعادوه مرة أخرى للتحقيق في بيتاح تكفا, لغاية تقريباً ال 30يوما .

* وصف ابو الهدى ظروف الزنازين أشبه بالموت , الزنزانة بدون شبابيك, الحيطان خشنة اسمنتية, فرشة جلدية رقيقة, بطانية بدون وسادة, صوت ماء شاغرة عدا ع , الضوء يكاد يعمي العينين , الاكل سيء وكذلك المعاملة.

* وذكر الأسير  الى أنه لا يستطيع  تحريك يديه بشكل صحيح حيث اجريَ  قبيل الاعتقال فحص رنين مغناطيسي وتبين أنه عنده في  الفقرات 5,6,7 ضاغطات على العصب ونتيجة الضرب الذي تلقاه وقت الاعتقال زادت آلامه بشكل أكبر .

 

سياسة الإهمال الطبي تهدد حياة الأسـير المناضـل محمد خالد الخطيب

(1981م – 2023م )

 

بقلم : سامي إبراهيم فودة

 

في حضرة القامات الشامخة جنرالات الصبر والصمود القابضين على الجمر والمتخندقه في قلاعها كالطود الشامخ, إنهم أسرانا البواسل الأبطال وأسيراتنا الماجدات القابعين في غياهب السجون وخلف زنازين الاحتلال الغاشم تنحني الهامات والرؤوس إجلالاً وإكباراً أمام عظمة صمودهم وتحمر الورود خجلاً من عظمة تضحياتهم, إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر، أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على رجال أشداء صابرين على الشدائد والبلاء, رسموا بأوجاعهم ومعاناتهم وآلامهم طريق المجد والحرية واقفين وقوف أشجار الزيتون, شامخين شموخ جبال فلسطين, صابرين صبر سيدنا أيوب في سجنهم, فمهما غيبتهم غياهب سجون الاحتلال الصهيوني وظلمة الزنازين عن عيوننا, فلن تغيب أرواحهم الطاهرة التي تسكن أرواحنا فهم حاضرون بأفئدتنا وأبصارنا وعقولنا وفي مجري الدم في عروقنا مهما طال الزمن أم قصر، عندما نستحضر صور هؤلاء الأبطال البواسل جنرالات الصبر والصمود ونستذكر أسمائهم المنقوشة في قلوبنا والراسخة في عقولنا ووجداننا لا نستطيع إلا أن نقف إجلالاً وإكباراً لهؤلاء الابطال الذين ضحوا بأجمل سنين عمرهم ليعيش أفراد شعبهم كباقي شعوب الأرض في عزة وحرية وكرامة, فأسرانا تاج الفَخَار وفخَر الأمة هم من قهروا الاحتلال الصهيوني بصمودهم وثباتهم, وأمام عظمة تضحياتهم لا يمكن لأي كلام مهما عظم شأنه أن يوافيهم ولو جزء بسيط مما عانوه, فمن حقهم علينا أن نستذكرهم ونذكر تضحياتهم وأسيرنا محمد الخطيب ابن التاسعة والثلاثون ربيعا هو أحد ضحايا الإهمال الطبي المتعمد التي تمارسها إدارة السجون بحقه والذي يعيش بين مطرقة المرض الذي يهدد حياته وسندان تجاهل الاحتلال لمعاناته والقابع في "سجن النقب الصحراوي"

والذي انضم إلى قائمة طويلة من اسماء المرضى في غياهب السجون ودياجيرها، وقد أنهى عامه العشرين على التوالي في الأسر ودخل عامه الواحد والعشرين في سجون الاحتلال الصهيوني متنقلا بين زنازينها المظلمة وسجونها النازية منها شطه- مجدو- جلبوع- هشارون- هداريم - نفحة- النقب

 

- الأسير:- محمد خالد محمد رضا خطيب

- مواليد:- 12/10/1983

- مكان الاقامة:-  مخيم طولكرم

- الحالة الاجتماعية:- أعزب

- العائلة الفاضلة:- تتكون عائلة الأسير من الأب والأم وهو البكر وله أخ اسمه احمد وأخت اسمها سارة

- المؤهل العلمي:- تلقى الأسير محمد الخطيب تعليمة الدراسي في مدارس مخيم طولكرم وفي الثانوية العامة لم يحالفه الحظ ودرس في الصناعة تخصص كهرباء ولم يحصل علي الشهادة بسبب تعرضه للاعتقال وخلال سنوات اعتقاله تمكّن من استكمال دراسته وحصل على درجة البكالوريوس

- تاريخ الاعتقال:- 22/1/2003

- مكان الاعتقال:- سجن النقب الصحراوي

- التهمة الموجه إليه:- مقاومة الاحتلال

- الحالة القانونية:- عشرين عاماً

إجراء تعسفي وظالم:- يمعن الاحتلال الصهيوني في مواصلة إجرامه بحق الأسير محمد الخطيب منذ ان تعرض للاعتقال بحرمانه من زيارة عائلته فكانت أول زيارة لوالدة بعد 11 عاما وكذلك والدته بعد أربع سنوات من المرور علي اعتقاله بحجة "المنع الأمني إلي ان سمحت إدارة السجون بزيارته

- اعتقال الأسير:- محمد الخطيب

اعتقلت قوات الاحتلال الأسير محمد الخطيب وخضع لتحقيق قاسيًا عقب اعتقاله 22/1/2003 واستمر عدة شهور في مركز تحقيق (الجلمة) بقي موقوف أربع سنوات دون محاكمة وبعدها تم محاكمته بالسّجن لمدة 21 عامًا،

- الحالة الصحية للأسير:- محمد الخطيب

الأسير محمد الخطيب دخل سجون الاحتلال الصهيونية وانتقاما منه واجه جريمة الإهمال الطبي المتعمد بحقّه "القتل البطيء" من قبل إدارة السجون بتركة فريسة للأمراض تنهش جسده دون رحمه دون الاكثرات في تحويله إلى المستشفى لأخذ إبرة أُقرت له بناءً على توصيات طبيب مختص قبل أعوام رغم نقلة المتكرر إلى عيادة السجن، وإلى المستشفى لمتابعة إجراءات تزويده بالإبرة.

وامام سياسة التسويف والمماطلة أكتفت إدارة السجن بتزويده بأدوية مسكنة ومخدرة للآلام تسببت له بمشاكل صحية في الكلى والكبد حتي وصل به المطاف الى مرحلة صحية حرجة جدا جراء معاناته مع الامراض المزمنة التي تكالبت عليه, علما بدأت معاناته مع المرض منذ شهر تموز/ يوليو 2020، حين شعر بآلام بظهره وأمضى نحو 7 أشهر طريح الفراش نتيجة للآلام الشديدة التي يعاني منها،  حيث أصبح  يعاني من ضعف في التركيز وصعوبة بالحركة وتصلب في أصابع القدم، وأوجاع حادة بالظهر نتيجة اصابته بانزلاق غضروفي شديد ومن تسارع في معدل دقات القلب وعلي اثرها نقل علي نقالة لعيادة سجن (النقب) بمساعدة رفاقه الأسرى لعدم قدرته علي السير،  ومن الخطوات الاحتجاجية التي نفذها الاسير ضد سياسة الاهمال الطبي برفضة الدخول إلي القسم من أجل فقط، تزويده بكرسي متحرك حيث بقي خارج القسم ثلاث ساعات في البرد الشديد، حتى يتم تزويده بكرسي متحرك ليتمكن من الحركة، بسبب الصعوبة الكبيرة التي يواجهها في حركته وتلبية احتياجاته الأساسية، إلى أن (استجابت) إدارة السّجن لمطلبه ومع صراعة مع الامراض المزمنة تدهور وضعة الصحي بشمل متسارع صباح يوم الخميس المنصرم وعلي اثرها نقلت إدارة سجون الاحتلال الصهيوني الأسير الخطيب إلى مستشفى "سوروكا"

 

الحرية كل الحرية لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات- والشفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض مختلفة

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services