أعلنت اليوم الخميس، وزير البيئة و جودة الحياة نجيبة جيلالي عن افتتاح ورشة إعلامية حول الإستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي، معتبرة هذا اللقاء فرصة لتعزيز الحوار بين القطاعين العام والخاص حول دور الشركات في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي. 

نزيهة سعودي

كما أوضحت وزيرة البيئة جملة من التطلعات لتقديم ومناقشة التدابير والآليات التي تستوجب مساهمة القطاع الخاص في تنفيذ الاستراتيجية مع الاتفاق على إطار تعاون مشترك يضمن استدامة مشاركة الشركات في حماية التنوع البيولوجي.

و في ذات السياق، قالت نجيبة جيلالي " لقد تدهور التنوع البيولوجي حيث تشير الدراسات إلى أن الإنسان تسبب في انقراض أكثر من 2.5 مليون نوع منذ ظهوره على الأرض، وخلال الخمسين سنة الماضية، تم تعديل النظم البيئية بشكل أسرع، مما أدى إلى ارتفاع معدل انقراض الأنواع بمقدار 1000 مرة مقارنة بالمعدل الطبيعي.

وللتصدي لهذه الأزمة، نوهت المسؤولة الأولى عن القطاع، بتبني الأمم المتحدة في عام 1992 اتفاقية التنوع البيولوجي، والتي تهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي، وضمان استخدامه المستدام، وتقاسم منافعه بعدالة. وقد صادقت الجزائر على هذه الاتفاقية عام 1995 ، والتزمت بإدماج مبادئها في سياساتها الوطنية.

و في هذا السياق، دعت إلى مساهمة الفاعلين في القطاع العمومي أو الخاص في بذل جهود لحماية التراث الطبيعي وصونه للأجيال القادمة.

في إطار التزامها الدولي، اعتمدت الجزائر استراتيجيات وخطط عمل وطنية لتعزيز المحافظة على التنوع البيولوجي، وكان آخرها الاستراتيجية والخطة الوطنية 2025-2030 (SPANBA) ، التي تتماشى مع الأهداف العالمية.

أما عن إشراك القطاعات الأخرى، نوهت وزيرة البيئة بإعداد هذه الاستراتيجية من خلال عملية شاملة تعتمد على نهج تشاركي ومدمج، حيث تم إشراك جميع القطاعات، بما في ذلك المجتمع المدني، وكذا فسح المجال للمواطن عبر البوابة الرسمية الإلكترونية لقطاعنا الوزاري لضمان مقاربة متجانسة تتماشى مع توجهات جميع الجهات الفاعلة .

 فهذه الاستراتيجية "تشير جيلالي" لا تعكس فقط التزام الجزائر بالحفاظ على التنوع البيولوجي، بل تؤكد أيضا على أهمية العمل الجماعي والتعاون بين مختلف الأطراف المعنية لضمان نجاحها وتنفيذها على أرض الواقع.

الشراكة بين القطاع العام و الخاص حجر أساس لنجاح الجهود الوطنية 

و بخصوص دور الشراكات كفاعل اقتصادي في التنوع البيولوجي، شددت الوزيرة بدور الشراكات الرئيسي في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي، باعتبارها فاعلا اقتصاديًا له تأثير مباشر أو غير مباشر على التنوع البيولوجي والنظم البيئية، لتحقيق الأهداف الوطنية من خلال تبني ممارسات مسؤولة بيئيا، وتقليل الأثر البيئي لنشاطاتها، والاستثمار في مشاريع تدعم الاستدامة البيئية.

 و أضافت قائلة أن "الشركات التي تستثمر في الحفاظ على التنوع البيولوجي لن تحمي فقط مواردها الإنتاجية، بل ستتمكن من تعزيز تنافسيتها في الأسواق المحلية والعالمية"، كما اعتبرت أن الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص تشكل حجر الأساس لنجاح الجهود الوطنية.

للإشارة فقد حضر التظاهرة كل من ناتاشا فان رين، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الجزائر، وكذا رؤساء المدراء العامون وممثلو المؤسسات العمومية والخاصة، الوطنية والأجنبية في الجزائر بالإضافة إلى ممثلو القطاعات الوزارية و المدراء العامون للمؤسسات تحت وصاية وزارة البيئة وجودة الحياة.