بقلم النفسانية:زهور رباب قرابصي
زواج الأقارب هو ارتباط بين أفراد تجمعهم صلة قرابة قريبة مثل أبناء العمومة، وهو شائع في العديد من الثقافات لأسباب اجتماعية واقتصادية ومصالح شخصية .
ورغم فوائده الاجتماعية، إلا أن هذا النوع من الزواج يحمل في طياته تحديات طبية ونفسية تستحق النقاش.
الجانب العلمي والطبي
1. الأمراض الوراثية:
- زواج الأقارب يزيد من احتمال التقاء الجينات المتنحية المسببة للأمراض ، مما يرفع نسبة الإصابة بأمراض مثل: - التليف الكيسي. - فقر الدم المنجلي. - التوحد وبعض اضطرابات النمو.
- الدراسات تشير إلى أن الأطفال الناتجين عن زواج الأقارب قد يكونون أكثرعرضة للإجهاض، التشوهات الخلقية، وبعض الأمراض المزمنة ، و من بين المتلازمات الناتجة عن زواج الاقارب :
1 متلازمة داون (Down Syndrome): •تحدث نتيجة وجود نسخة إضافية من الكروموسوم 21. •ليست مرتبطة مباشرة بزواج الأقارب، ولكن زيادة خطرها قد تظهر مع تكرار الجينات المتنحية.
2.متلازمة برادر-ويلي (Prader-Willi Syndrome): •اضطراب جيني يؤثر على الشهية والنمو، ويؤدي إلى سمنة مفرطة، وضعف العضلات، وصعوبات معرفية.
3.متلازمة أنجلمان (Angelman Syndrome): •تؤثر على الجهاز العصبي وتسبب تأخرًا في النمو، مشكلات في التوازن، ونوبات ضحك لا إرادية.
4.متلازمة مارفان (Marfan Syndrome): •تؤثر على الأنسجة الضامة وتسبب مشاكل في القلب، الأوعية الدموية، العينين، والهيكل العظمي.
5.متلازمة بلوم (Bloom Syndrome): •اضطراب نادر يؤدي إلى قصر القامة، حساسية مفرطة للشمس، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
6.متلازمة كوشينغ الكاذبة (Pseudo-Cushing Syndrome): •تؤدي إلى تراكم الدهون في الوجه والجسم، مع ضعف عام في العضلات.
7.متلازمة بارث (Barth Syndrome): •تؤثر على القلب، العضلات الهيكلية، والجهاز المناعي، وهي نادرة جدًا ولكنها تظهر في زواج الأقارب.
8.متلازمة إليس فان كريفيلد (Ellis-van Creveld Syndrome): •تسبب قصر القامة، عيوب خلقية في القلب، وتغيرات في نمو الأسنان والأظافر.
9.متلازمة ألستروم (Alström Syndrome): •تؤدي إلى فقدان البصر والسمع، السمنة، والسكري، ومشكلات في الكبد والكلى.
10.متلازمة نيمان-بيك (Niemann-Pick Syndrome): •تؤثر على عملية تخزين الدهون في الجسم، مما يؤدي إلى تلف في الدماغ والكبد.
2. الفحوصات الطبية: -
يوصي الأطباء بإجراء الفحوصات الجينية قبل الزواج، حيث يمكنها الكشف عن احتمالية انتقال الأمراض الوراثية. - كما أن التثقيف الصحي حول أهمية هذه الفحوصات يساعد في تقليل المخاطر المرتبطة بزواج الأقارب.
الجانب النفسي
1. التأثير على الصحة النفسية للأبناء: - إذا وُلد طفل يعاني من مشاكل صحية بسبب زواج الأقارب، فقد يعاني الوالدان من الإحساس بالذنب أو الضغط النفسي. - الطفل نفسه قد يواجه تحديات نفسية مثل الشعور بالعزلة أو التنمر في حال وجود إعاقات ظاهرة.
2. تأثير الروابط الأسرية:
- زواج الأقارب يُقوي العلاقات بين العائلات، لكنه قد يؤدي إلى صراعات داخلية إذا حدثت خلافات بين الزوجين، مما قد ينعكس على الاستقرار النفسي للأطفال.
3. تأثير التوقعات المجتمعية:
- في بعض المجتمعات، يُعتبر زواج الأقارب "إلزاميًا" للحفاظ على العادات، مما يضع ضغطًا نفسيًا على الأفراد الذين لا يرغبون به.
الجانب الاجتماعي
- قلة التنوع الجيني على المدى الطويل، مما قد يضعف المناعة الوراثية داخل المجتمع. - أحيانًا يؤدي إلى تفاقم النزاعات العائلية إذا انتهى الزواج بالفشل.
الخلاصة :
زواج الأقارب قضية متعددة الأبعاد، من الناحية الطبية، يحمل مخاطر وراثية واضحة، ولكن الفحوصات الجينية تُعتبر أداة فعالة للتقليل منها.
نفسيًا، يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الوالدين والأطفال في حال ظهور مشكلات صحية. أما اجتماعيًا، فرغم دوره في تعزيز الروابط الأسرية، إلا أنه يحتاج إلى موازنة مع الصحة العامة والتنوع الجيني.
الحل : يكمن في التوعية الصحية، إجراء الفحوصات الجينية قبل الزواج، وفهم أبعاد القرار لتجنب أي آثار سلبية محتملة على الأجيال القادمة.