بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة ، نظمت اليوم الخميس، المؤسسة الخاصة للتربية والتعليم لذوي الإعاقة الذهنية والتوحد فضاء اوتيزما، يوما دراسيا تحت عنوان التوحد بين التشخيص والتكفل، وذلك بحضور الدكتور وليد الهندي استشاري الصحة النفسية بجمهورية مصر العربية، وكذا كل طاقم المؤسسة والاولياء.

شروق طالب

وفي كلمة لمديرة المؤسسة الخاصة للتربية والتعليم لذوي الإعاقة الذهنية والتوحد خيرة بوخاري التي خصتها للحديث عن اهداف تنظيم هذا اليوم الدراسي،وهو إيجاد طرق ناجعة لتكفل بهذه الفئة، هذا وبجانب عرض فضاء اوتيزما الذي يشتغل بطرق حديثة متفق عليها عالميا على غرار التكفل الاجتماعي التربوي، التكفل النفسي البيداغوجي، التأهيلي الحركي والتكامل الحسي، بالإضافة إلى تقديم نظام غذائي صحي خاص خالي من الغلوتين والمواد الحافظة لفائدة أطفال المؤسسة.

عرض طرق التكفل بذوي التوحد

من جانبه اكد الدكتور وليد الهندي استشاري الصحة النفسية بجمهورية مصر العربية من خلال تقديمه لمداخلة حول الطرق الحديثة لتشخيص وتكفل بالتوحد، على دور الأولياء في التشخيص المبكر لطفل اوتيزما عن طريق ملاحظة سلوكياته  من الأشهر الأولى، وذلك نظرا لزيادة عدد المصابين  بمعدل حالة في كل 37 طفل ذكر، اما بالنسبة للإناث تقدر بحالة في كل 151 أنثى.

وفي تعريفه لمرض اوتيزما عرفه الهندي على انه مجموعة من الاضطرابات المعقدة لنمو الدماغ تجعل المصاب يواجه صعوبات وفي التواصل أو بالأحرى هو طيف يصيب الدماغ تظهر في سلوكيات طفل اوتيزما، مشيرا بأن اوتيزما معروف باسم مرض التوحد لكن التسمية ليست صحيحة علميا.

واضاف بان من اهم مؤشرات الإصابة باضطراب اوتيزما هو نقص الاتصال الانفعالي والاتصال اللغوي المتمثل في فساد النمو اللغوي وشكل ومضمون الكلام وترديد آلي لما يسمع ، بجانب شذوذ في اللعب التخيلي، والنمطية والروتين وردود أفعال عنيفة وجود كثير من الحركات الآلية الغير هادفة مثل هز الرأس اليدين الأصابع.

كما تطرق ذات المحاضر لذلك أسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة باضطراب اوتيزما لدى الأمهات الحوامل ومن أهمها تعرض الام للاشعاعات اثناء الحمل والتي تعد جريمة في حق الجنين إذا تجاوزت ثلاث مرات كأقصى تقدير، تعرض الام للفيروسات وعدم توجه للطبيب، بالإضافة الى تناول الأدوية بدون وصفة طبية لا سيما عقاقير الصرع التي يترتب عليها اعاقات أهمها طيف التوحد، وكذا نقص فيتامين أ، أما بالنسبة للطفل تعرضه للامراض كالفيروسات وأورام الدماغ وارتفاع درجة الحرارة هذا من جهة ومن جهة اخرى عدم تطور ( الأنا ) نتيجة المناخ النفسي القاسي في مراحل التنشئة الاجتماعية الأولى بسبب الشخصية الغير سوية للوالدين.

المؤشرات تبدا من الأشهر الاولى 

كما ذكر الهندي بعض المؤشرات التي تدل على الإصابة باوتيزما من شهر الأول إلى غاية شهر 36، بحيث يلاحظ على الرضيع في الايام الأولى بعد الولادة عدم النظر لعين أمه أثناء الرضاعة، وفي مرحلة المهد تبدوا عليه الطمأنينة عندما يترك وحده، أما في عمر شهرين يفتقد الابتسامة الاجتماعية لأفراد أسرته، وفي عمر ستة أشهر ليس لديه ابتسامة التعارف، وفي عمر تسعة أشهر لا يقلد الأصوات وليس لديه تعبيرات للوجه، لا يتلعثم بالكلام ولا يصدر أصوات ببلوغه سن 12 شهر، ولا ينطق بكلمات متفرقة في سن الـ 16 شهر، ولا يلعب اللعب التخيلي في الشهر الـ 18، لا ينطق بعبارات تتألف من كلمتين في الشهر الـ 24، أما بعد سن سنتين تظهر عليه عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه ، كما يبدوا انه لا يفهم الأسئلة أو التوجهات البسيطة بجانب غياب تعبيرات الوجه وضعف التواصل البصري، ينسحب دائما إلى عالمه الخاص، يقاوم الاحتضان، لا يعبر عن عواطفه ومشاعره ويبدوا غير مدرك لمشاعر الآخرين.

كما أشار الهندي على اهم المشاكل التي يعاني منها طفل اوتيزما التي بينها نفاذية الأمعاء بسبب تفضيلاته لنوع معين للأكل وهو ما يترتب عليه الاصابة بالسرطان والسكر والسمنة والكبد الدهني زيادة الاضطرابات العصبية والحركية ونقص الحديد في الدم، مؤكدا على ضرورة تجنب الأغذية التي تحتوي على الغلوتين والكازيين مثل القمح، المعجنات، الشوفان، الحليب ومشتقاته.

حيث اكد بأن الغذاء الصحي لا يقل أهمية عن المتابعة النفسية والحركية والحسية لطفل اوتيزما، بحيث اقترح بذرة للكينوا كغذاء صحي ومتكامل يوفر كل احتياجات الطفل لنمو صحي وبذلك تفادي الأمراض التي تكون نتيجة سلوك المصاب، والتي تنصح بيه الأمم المتحدة.

كما شهد اليوم الدراسي حول التوحد بين التشخيص والتكفل، تقديم مداخلات متنوعة من قبل متخصصي المؤسسة، هذا وبجانب عرض فيديوهات حول اضطراب طيف التوحد، وكذا طرق ومناهج المرافقة، وآخر عن الغذاء الصحي بالإضافة إلى معرض للوجبات التي يقدمها فضاء اوتيزما لفائدة الأطفال.