الشاعر أحمد بشير العيلة 

يحيا

اسمٌ كونيٌّ يصعدُ من ذاكرة رجالٍ حفروا في الصخر ملاحمهم اسمٌ يعبر نهراً من ضوءٍ في هذا الليل

اسمٌ من أسماء سماواتٍ حملت في زرقتها كل المدن الثكلى

بل كان سماءً تسعى بين الناس كان يجيد قراءة أفكار الطرقات ومشاعرَ بلدٍ كاملة سرقوها من بين يديه.

آهٍ يا يحيا

يا أجمل ضوءٍ أعرفه

يا أعمق جذرٍ يعرفني

يا أعلى نخلٍ في رفحَ الصامدةِ بوجه الموت

يا أقوى صبحٍ يشرق في كلّ فلسطين

لم تًقتل يا يحيا؛ لكن..

رفعوك لتصبح في التاريخ نداءً لا يهدأ. .

يا يحيا

يا روحَ الأرض المكلومة وهي تقاوم

يا عشق الأرض الأبدي الصارم

يا حزن الأرض

ونخل الأرض

وطوفاناً يُغرق من سلبوكّ ومن سجنوكَ ومن قتلوك

يا فينيقاً وُلد الآن

وسيولد في كل شعاعٍ يبزغ في الروح م

ع كل رضيع يخرج من رحمٍ مجروح مع كل نزوح.

يا يحيا

اصعد واحمل معك رسائلنا اكتب فوق العرش أسامي الشهداء وأسامينا نحن المقهورين

احشد كوكبةً من حراس العرش ليبنوا معك بيوتاً ونفوساً أتعبها القصف. .

يا يحيا

إن جنودك تحيا بعدك

تصنع من هذا الحزن ضياءً يهزم أسفار التوراة

هم سادةُ هذا العشق الأبدي

هم من فتحوا للقدس طريقاً بقيادة قلبك

يا يحيا

حين وقفتَ رسولاً مجروحاً في الخط الأول من معركة وجودي ناداكَ المجدلُ

نادتك قرانا كي تسكنها أو تبذر خصر بيادرها

نادتك روايتنا المكتوبة من دمع الجدات

أن تقرأها دوماً في السموات.

يا يحيا آتيناكَ

العشق سخيّا خذ منّا الأفكار بقوة إنا نبلغكَ سلاماً يتبع مسراكَ إلى يوم الفتح القدسيّ

فعليكَ سلامٌ يوم ولدت

ويوم أُسرِت

ويوم قُتلت ويوم بُعثتَ شهيداً معنا بقيادة أرض فلسطين. .

أحمد بشير العيلة 18/10/2024