640
0
تزامنا مع عيد الأم... خنساء فلسطين رمز المرأة الشامخة في حوار خاص لبركة نيوز
في عيد الأم نقف إجلال وتقديرا لأمهات الشهداء والأسرى البواسل في فلسطين، تلك النساء الباسقات الشامخات الصابرات على فلذات أكباهن، صبرا جعل العدو الصهيوني يتساءل كيف لإمراة تحمل ولدها شهيداعلى كتفيها وتودعه مبتسمه، وفي قلبها جراح وآلام لا تشعر بها سوى من عاشت قصتها.
زهور بن عياد
أم الشهيد ناصر أبو حميد الذي ارتقى إلى ربه منذ أشهر في سجن الإحتلال سيدة تجاوزت السبعين، لقبت بخنساء فلسطين كناية عن صمود وصبر لأم أهدت شهيدين للأمة ولاتزال صابرة على فراق أبنائها الأربعة المحكوم عليهم بالمؤبد.
على هامش زيارتها إلى الجزائر لحضور الندوة الدولية حول النكبة الفلسطينية منذ أيام، إلتقيناها شامخة كعادتها صابرة لقدرها، وكأن بجلدها وقوتها تستفزعدوها رغم الألم الذي لا يزال يختلج صدرها.
عبرت خنساء فلسطين عن سعادتها وهي تزورالجزائر أول مرة، شاكرة الرئيس الجزائري وكل الإطارات الذين استقبلوها بحفاوة،معربة عن موقف الجزائر المشرف.
وعن الندوة الدولية الخاصة بالنكبة تقول" أن النكبة ليست أحداث1948،أو 1967،بل أننا نعيش النكبة كل يوم، وعن مبادرة الجزائر أضافت" كنت أتوقع من الجزائر هذه الوقفة ولكن ما رأيته فاق كل تصور".
وبخصوص الشهيد ناصرأبوحميد أفضت لنا بما عانته من حرمانها لرؤية إبنها مستذكره الشهيد الآخر عبد المنعم، والأبناء الأربعة المحكوم عيهم بالسجن مدى الحياة.
ناصر استشهد في سن50 تتحدث واعتقل عدة مرات ،اعتقاله الأول كان في عمر 12 سنة،موضحة "كان يطلق صراحه ثم يعود لأن في دمه يسري دم فلسطين وهوأول من أطلق عليه الأسد المقنع، كان حلمه تحرير الأقصى".
وعن أيامه الأخيرة تتأسف لعدم السماح لها برؤيته وهو يصارع السرطان في سجن الرملة وتقول "تعرض في آخر حياته لظروف صحية صعبة وبقي شهرا كاملا في غيبوبة منعنا من رؤيته، لم يسمح لي بتوديعه".
وتضيف " رغم الالم مرتاحة والحمد لله، ولكن ما يؤذينا احتجاز جثامين الشهداء، ورغم ذلك كلنا يقين أن فلسطين ستتحرر كما تحررت الجزائر".
وعن بيتها الذي هدم خمسة مرات تقول البيت ليس أغلى من الوطن أو الولد، وهنا نوهت بموقف الرئيس أبو مازن حين تكفل ببناء بيتها قائلا"لو هدموا بيتك 50 مرة لبنيناه 50 مرة ".
بآهات حدثتنا عن الوضع في فلسطين قائلة "الوضع صعب جدا فالأم تودع إبنها كل يوم وهي لا تعلم إن كان سيعود أم لا،لأن العدو لا يرحم ، واستذكرت ماحدث لها منذ عقود حين اعتدي عليها بالضرب من طرف الإحتلال وهي حامل في الشهر الثامن مما أدى إلى فقدان جنينها.
وفي سؤانا "كيف بالأولاد أن يعتقلوا وهو صغار وينتفضوا وهم أطفال؟
تقول تلك السيدة الصابرة أننا لا نحتاج أن نلقن أبنائها دروس حب الوطن لأنهم فتحوا عيونهم على ظلم العدو من تخريب وتنكيل وظلم واعتقال، فكل طفل يعيش كرجل وبالتأكيد سيكبروفي نفسه حقد كبير على من حرمه طفولته .
وفي حديثها عن المرأة الفلسطينية ذكرت أنها إمرأة عظيمه بما تقدمه من شهداء وأسرى وما تواجهه من اعتقال واعتداء وهي لا تزال مرابطة مدافعة عن المسجد الأقصى".
وعن سرّ القوة والصبر حتى أطلق عليها خنساء فلسطين تقول " ذاك هوإيمانا منا برب العالمين وإيمانا بقضيتنا العادلة دائما أقول "اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها""،نعم قد نحزن وأنا أتحدث نيابة عن أمهات الشهداء ، ليس سهلا أن تدفن الأم ولدها وتودعه ولكن ما بثبتنا أننا على يقين ن ابنائنا في جوار ربهم في جنة النعيم".
وختمت خنساء فلسطين حديثها، مشيدة بالمرأة الجزائرية بثباتها ودورها في تربية أولادها وجهادها، وتضحياتها التي كللت بالإنتصار