314
0
تيهوساي ... علامة أزياء جزائرية تسعى للحفاظ على الهوية الصحراوية و الافريقية
جميلة منصوري فنانة جزائرية من ولاية تمنراست خريجة مدرسة ألحان وشباب و حرفية تقليدية مختصة في حياكة الملابس التقليدية الصحراوية تحت علامة "تيهوساي "، التي مزجت فيها تفاصيل الجنوب الكبير من الطبيعة الصحراوية و بعض اللمسات العصرية التي أعطتها نفسا جديدا نابضا بالحياة.
شيماء منصور بوناب
وفي لقاء جمعنا بالحرفية جميلة منصوري، أفادت أن "تيهوساي للأزياء " هي علامة جزائرية جديدة في السوق، حديثة الولادة عمرها لا يتعد السنة تم انشاؤها رغبة في التعريف باللباس التقليدي الصحراوي الجزائري الذي ينتمي للجنوب الكبير و كذا للترويج للباس الافريقي ككل .
اللباس الصحراوي ... ثقافة و تراث أصيل
وتابعت " تيهوساي هي أول علامة أزياء تحمل هذا الاسم و تختص في الملابس الصحراوية العتيقة بمواد طبيعية أصيلة على غرار النيلة الزرقاء التي تجمع في خصائصها بين العلاج الطبيعي للبشرة و بين الرقي و الفخامة في الاقتناء .
موضحة أن الأزياء الصحراوية رغم تنوعها و طابعها العتيق إلا أنها لم تأخذ حقها الكامل من الترويج و التشهير محليا و دوليا على حد سواء ، ولعل ذلك كان الدافع الأول لإنشاء علامتي تيهوساي .
مشيرة لنقص الاطلاع على ثقافات بعض الولايات الجنوبية هو الحاجز في عدم التعريف بملبوساتها و أزيائها التقليدية التي بقيت محتكرة دون اهتمام بها ، وبالمناسبة نوهت بدورها في الترويج لتلك الأزياء من خلال ارتدائها في الحصص التلفزيونية وكذا المناسبات الرسمية التي يجتمع فيها الوفود الأجنبية.
ولفتت للمفهوم الخاطئ و الشائع عن الأزياء التقليدية الصحراوية ، التي يعتقد الكثير أنها ذات بصمة واحدة في كل المناطق بينما هي طبوع مختلفة و عديدة تختلف من ولاية إلا أخرى باعتبار ان الجنوب الجزائري يعد حضارة بحد ذاتها نظرا للزخم الكبير في عاداته و تقاليد المتمثلة في الباس و الغناء و حتى الاكل و عادات أخرى .
العصرنة ..... إلغاء للهوية أم ابداع جديد ؟؟
وبخصوص موضوع العصرنة في الملابس التقليدية قالت منصوري ، انها ليست ضد الفكرة بحكم ان الطابع الحضاري في الأزياء التقليدي يضفي عليها لمسة جمالية جديدة تساهم في ضمان الامتداد الثقافي ،لكن مع ذلك من المفروض التمسك بالتفاصيل التقليدية التي تحافظ على الهوية الجزائرية لإعطاء تراثنا الحصانة الكاملة من أجل تفادي السرقة أو النهب.
مؤكدة أن التعريف بالتراث الجزائري و ضمان تداوله و الترويج له في كل المحافل و المناسبات هو الوسيلة الأولى لحمايته من أي حملات غربية وأجنبية تشوه أصالته و تسرق تفاصيله و تنسبها لبعض الجهات .
تيهوساي ... تجسيد للجمال و الفخامة التقليدية
وبالنسبة لمعنى تسمية "تي هوساي"، أوضحت الحرفية أنه وصف باللغة التارقية و تجسيد لاسمها الذي يقصد به "الجميلة" أو بمعنى أدق" الجمال " و هو وصف للأصالة و الفخامة المعروفة الجنوب الجزائري.
وبالعودة لخلفية إطلاق علامة تيهوساي ، قالت " امتلكتني الغيرة على اللباس التقليدي الصحراوي الذي لازالت معالمه متحفظة و منتشرة فقط بين أوساط الجنوب الكبير دون المناطق الأخرى بما فيها العاصمة وضواحيها التي تعرف أزياء تقليدية متعددة كالكاراكو أو البدرون وغيره.
وفي حديثها عن اللباس الصحراوي أكدت أن ثقافة الجنوب والمجتمع الصحراوي المحافظ انعكس على الأزياء التقليدية التي نجدها محتشمة تغطي الجسد بقطعة قماش واحدة تكون كفيلة بستر الجسد خاصة عند ملابس المرأة الحرة التي لا تظهر مفاتنها بل تتعمد تغطية كل جسدها بشكل أنيق راقي محتشم .
وبخصوص الرموز و النقوش التي يتم طرزها على الملابس التقليدية الصحراوية ركزت منصوري على "الخميسات و المفتاح وبعض الرسومات التي تعود للثقافة الامازيغية المرتبطة بعادات وتقاليد كل منطقة على حدى .
طموحات واعدة للرقي باللباس الصحراوي الافريقي
وعرجت لحملة دعم الأزياء التقليدية التي بدأتها منذ تخرجها من مدرسة ألحان وشباب سنة 2013 أين قررت إعطاء فرصة للزي التقليدي الصحراوي ، للظهور علنا في شكل لباس يومي يمكن اقتناؤه من شمال الجزائر حتى جنوبها رغم أنها في تلك الفترة لم تلقى صدى كبير لكن، وتضيف" بفضل الله أولا و إصراري أيضا تمكنت من مواصلة المشوار الى غاية اليوم تحت عنوان تيهوساي للأزياء" .
من هذا المنطلق أفادت محدثتنا ، أن السير على نفس خطى السلف من الأجداد هو جوهر علامتي التجارية ، بحكم أن اسعى للحفاظ على نفس الصبغة التقليدية الموجودة على الأزياء التقليدية سواء من ناحية الطرز او نوعية القماش و حتى الألوان مع إضفاء بعض اللمسات الإبداعية التي تعبر عن شخصيتي كحرفية و فنانة .
وفي ختام لقائنا مع الحرفية جميلة منصوري ، أكدت أنها تطمح مستقبلا لجمع كل القطع التقليدية الصحراوية خاصة و الافريقية عامة في علامة تجارية واحدة تكون مقصدا للفخامة الجزائرية التي تتفتح علباب الجنوب للعلم اجمع انطلاقا من الجزائر و الدول الشقيقة الى ان تتوسع في كافة البلدان.
.