211

0

تطبيق "كلاستي"...تجربة جزائرية رائدة لمرافقة طلبة البكالوريا نحو التفوق

في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه قطاع التعليم، خاصة في مرحلة البكالوريا، أصبح لزاما البحث عن حلول مبتكرة تساعد التلميذ على الاستيعاب العميق والتحضير الذكي للامتحانات. 

شروق طالب

ومع تسارع التطور التكنولوجي، برزت الحاجة إلى أدوات تعليمية رقمية تلائم واقع التلاميذ، وتمنحهم فرصا أفضل للمراجعة والفهم في بيئة مريحة وخالية من الضغوط.

من هذا المنطلق، جاءت مبادرة "كلاستي"، كأول تطبيق جزائري مخصص لطلبة البكالوريا، يحمل في طياته رؤية تعليمية جديدة، تعتمد على الجودة، التفاعل، والاستيعاب بدل الحفظ. 

يقف خلف هذا المشروع محمد أمين شيرابي، الذي نقل تجربته الدولية في العمل إلى مشروع وطني طموح، بالشراكة مع محمد معمري أغيلال، لتقديم محتوى تعليمي رقمي عالي المستوى، يخدم التلميذ الجزائري أينما كان، وبأقل التكاليف.

من ملاحظة الواقع إلى ابتكار الحل

وفي هذا الصدد، كان لنا لقاء مع محمد أمين شيرابي، الذي عاد بنا إلى بدايات فكرة تطبيق "كلاستي"، التي انطلقت من تجربة شخصية ومعاينة دقيقة لمشهد التعليم في الجزائر، حيث لاحظ هو ورفيقه في تنفيذ المشروع، التزايد الكبير في عدد التلاميذ داخل الأقسام ودروس الدعم، ما يؤدي إلى ضعف في الاستيعاب وفقدان التركيز.

ففي زمن أصبحت فيه قاعات الدروس الخصوصية تضم أحيانا أكثر من 100 تلميذ، فكر المؤسسان في حل رقمي يوفر للطالب راحة المراجعة في منزله، بدون تنقل مرهق أو اكتظاظ مزعج، وبمحتوى بيداغوجي عالي الجودة، معتمد ومضبوط.

رغم انطلاق التفكير بالمشروع منذ سنة 2017، فإن التنفيذ الفعلي بدأ في ديسمبر 2022، ليطلق التطبيق رسميا ويبدأ العمل به فعليا خلال سنة 2023.

تطبيق شامل وموجه للبكالوريا فقط

وفي هذا الشأن، أوضح شيرابي أن "كلاستي" هو تطبيق رقمي موجه خصيصا لطلبة السنة النهائية البكالوريا، ويتفرد بجملة من الخدمات التعليمية المصممة وفق معايير بيداغوجية دقيقة.

تتمثل في محتوى أكاديمي معتمد، حيث تم إعداد المحتوى بالتعاون مع أساتذة مرسمين ومفتشي التربية الوطنية لضمان الجودة والمصداقية.

يشمل التطبيق دروس فيديو تعليمية بأساليب مبتكرة، تعتبر الأولى من نوعها في إفريقيا، بحيث يعتمد على خلفية سوداء، وسبورة شفافة تسمح للأستاذ بالتفاعل بشكل مباشرة مع التلميذ، دون إدارة الظهر أو تشويش.

كما يحتوي على دروس مكتوبة مدعمة برسومات احترافية من إنجاز رسامين جزائريين لتوضيح المفاهيم العلمية والدينية والتاريخية.

يقدم دروس ديناميكية على شكل فيديوهات سردية خاصة بمواد مثل التاريخ، الجغرافيا، الشريعة، لتسهيل الفهم والتذكر.

هذا ويوفر التطبيق محاكاة مصغرة بعد كل درس، لاختبار مدى استيعاب التلميذ للمعلومة, وفي حال وجود أخطاء، يعاد توجيه التلميذ لمراجعة الفيديو أو الدرس المكتوب.

يقدم التطبيق حلولا مفصلة لتمارين بكالوريا، تشرح نية السؤال، وأسلوب الإجابة، وتقنيات كسب النقاط كاملة.

كما يوفر التطبيق إمكانية تحميل الدروس، مما يصبح استعمال التطبيق دون الحاجة إلى اتصال دائم بالأنترنت، وهو ما يخدم الطلبة في المناطق ذات التغطية الضعيفة.

والتطبيق لا يستهلك مساحة كبيرة على الهاتف، مما يجعله سهل الاستخدام. 

الاستراتيجية...نحو تجربة تعليمية جزائرية خالصة

استثمر فريق "كلاستي" سنوات من العمل على تصميم كل تفصيلة في التطبيق، على غرار الفيديوهات، الرسومات، وحتى المحتوى أو بالأحرى الدرس تم إنجازه من الصفر.

وهو ما جعل شعبة العلوم التجريبية تأخذ لوحدها أكثر من عامين من التحضير، ما يعكس الجدية والدقة.

يجري حاليا التوسع نحو تغطية شعبة الفلسفة واللغات الأجنبية، لتعميم الفائدة تدريجيا على باقي الشعب.

كما يسعى الفريق لتكريس مبدأ "الفهم قبل الحفظ" لأن الفهم هو ما يصنع الفرق في الامتحان وفي الحياة لاحقا، عكس الحفظ المؤقت الذي يتبخر تحت ضغط الأسئلة.

 

أسعار الاشتراك بتطبيق "كلاستي"

وفي هذا الجانب، اوضح شيرابي أن الاشتراك يفتح المجال لكل المواد، ولا يباع المحتوى بشكل منفصل، مما يعزز القيمة التعليمية. 

وأسعار الاشتراكات مدروسة جدا، بحيث حدد سعر 2800 دج للشهر، أما 6000 دج للفصل ما يكافئ 90 يوم، و12,000 دج للسنة كاملة، 

وتشمل كل المواد والفصول، مما يخدم التلاميذ النظاميين والأحرار على حد سواء، دون تقييد بمرحلة معينة من العام الدراسي.

 

الهدف والتحديات 

وعن الهدف الاساسي لتطبيق، قال شيرابي "نحن نريد أن نعيد للتلميذ ثقته في نفسه، ونزرع فيه حب الدراسة، بعيدا عن الضغوط والمظاهر التي أصبح يفرضها المحتوى السطحي المنتشر في بعض المنصات، لهذا كان مسعى "كلاستي" إعطاء معنى جديد للتعلم، يعلي من قيمة الاستيعاب بدل التكديس.

وبالحديث عن التحديات، ذكر ذات المتحدث، أن التحديات تعددت، تمثلت في البداية من الناحية المادية، سنتان من العمل دون مدخول لم يكن أمرا سهلا.

مضيفا "لكن كنا مؤمنين بالفكرة، ووجدنا تفهما من بعض الجهات الإدارية التي ساعدتنا ووجهتنا". 

أما التحدي التقني، ذكر محدثنا كان يكمن في دمج التكنولوجيا البصرية بطريقة مفيدة وممتعة، لكن رغم كل ذلك، وجد الفريق الدعم والتفهم من الجهات الإدارية والتربوية.

وأضاف الصعوبة الأكبر كانت في المحافظة على الجودة البيداغوجية، لأن هدفنا ليس مجرد تطبيق تجاري، بل منتج تعليمي وطني نعتز به.

في النهاية، "كلاستي" هو مشروع جزائري خالص، موجه لخدمة طلبة البكالوريا، بأسلوب حديث، فعال، ومحترم. 

وعن الآفاق المستقبلية, كشف شيرابي عن توسيع المحتوى ليشمل شعبا أخرى، لاسيما شعبة الفلسفة واللغات، وكله أمل أن يكون لهذا المشروع أثر إيجابي في المنظومة التعليمية الجزائرية,، خدمة للوطن، ايمانا منه أن العلم هو الطريق، وأن الفهم هو مفتاح النجاح الحقيقي،

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services