أحيت ولاية توقرت اليوم الذكرى الـ 68 لاستشهاد البطلين الوطنيين محمد عمران بوليفة ولزهاري تونسي، الذين نفذ فيهما المستعمر الفرنسي حكم الإعدام رمياً بالرصاص بتاريخ 19 نوفمبر 1957، في واحدة من المحطات المأساوية والتاريخية في مسيرة الثورة التحريرية بالجزائر.

محمد الحسان رمون 

وتوافدت السلطات المحلية على النصب التذكاري المخلد للشهيدين بمنطقة الحشاشين ببلدية الزاوية العابدية، حيث جرى رفع العلم الوطني ووضع إكليل من الزهور، إلى جانب قراءة فاتحة الكتاب ترحماً على روح الشهيدين، بحضور أفراد الأسرة الثورية، وأعيان المنطقة، وممثلي المجتمع المدني.

 

وقد تميزت فعاليات هذه المناسبة بتنظيم معرض للصور التاريخية، يسلط الضوء على المسار النضالي والبطولي للشهيدين إبان الثورة التحريرية، إلى جانب تقديم مداخلات علمية وتاريخية حول هذه المحطة، وكذا تكريم عائلتي الشهيدين، في لمسة عرفان بالتضحيات الجسام التي قدّماها من أجل الحرية والاستقلال.

وفي كلمة له بالمناسبة، أبرز الباحث في التاريخ وعضو المجلس العلمي بمتحف المجاهد بتوقرت، عبد الحميد يعقوب، المعاني السامية للكفاح والتضحية والروح الوطنية التي تجسدت في حياة الشهيدين، مشيراً إلى أن الشهيد محمد عمران بوليفة كان أحد الأعضاء البارزين في الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري بتوقرت، وقد التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1955 بصفته مسؤول خلية مدنية، حيث ساهم بشكل فعال في تأسيس الخلايا الثورية لمجابهة الاستعمار الفرنسي، وتنفيذ عمليات فدائية استهدفت أعوان المستعمر ووضع القنابل، ما جعله هدفاً للسلطات الاستعمارية.

وأوضح الباحث أن الشهيدين تعرضا للاعتقال يوم 17 نوفمبر 1957، وخضعا للتعذيب والاستنطاق لأيام، قبل أن يتم نقلهما إلى غابة الحشاشين في منطقة الزاوية العابدية، حيث نفذ فيهما حكم الإعدام رمياً بالرصاص دون أي محاكمة عادلة، لتظل ذكراهما حية في وجدان المجتمع الوطني، رمزاً للبطولة والتضحية في سبيل الحرية.

وتشكل هذه الفعالية جزءاً من سلسلة الأنشطة والاحتفالات المحلية والوطنية التي تهدف إلى الحفاظ على ذاكرة الثورة التحريرية وتخليد أبطالها، وتعريف الأجيال الصاعدة بمعاني الوطنية والتضحية، وتعميق الانتماء الوطني لدى الشباب.

كما شددت السلطات المحلية على أهمية استلهام قيم الشهيدين في مواجهة التحديات المعاصرة، من خلال تعزيز روح التضامن والعمل المشترك، والوفاء للذاكرة التاريخية التي شكلت قاعدة صلبة لبناء الجزائر الحديثة.

وفي ختام الفعاليات، جرى تكريم عائلتي الشهيدين وسط أجواء من الإجلال والاحترام، مؤكدين على أن تضحيات هؤلاء الأبطال ستظل نبراساً للأجيال القادمة ومساراً للإصرار على الدفاع عن قيم الحرية والاستقلال.