سجلت ولاية توقرت خلال أيام عيد الأضحى المبارك جمع أزيد من 200 طن من جلود الأضاحي، في إطار حملة واسعة النطاق نظمتها المؤسسة الولائية لتسيير مراكز الردم التقني، بالتعاون مع البلديات وفعاليات المجتمع المدني، في مبادرة تهدف إلى تثمين هذه الجلود وتحويلها إلى مواد أولية تدخل في عدة صناعات تحويلية.

محمد الحسان رمون

وانطلقت هذه الحملة البيئية والتنموية بالتزامن مع أول أيام العيد، مستهدفة الأحياء السكنية والمناطق الحضرية وشبه الحضرية عبر مختلف بلديات الولاية، حيث تم تسخير فرق ميدانية مدعمة بآليات وتجهيزات متخصصة لرفع الجلود وبقايا النحر، ضمن خطة عمل محكمة جرت على مدار أيام العيد، وفق نظام المناوبة لضمان التغطية الشاملة.

وحسب ما أفادت به المؤسسة الولائية لتسيير مراكز الردم التقني، فإن العملية تمت في ظروف تنظيمية جيدة، وحققت استجابة إيجابية من طرف المواطنين، بفضل حملات التحسيس التي سبقتها، والتي أبرزت أهمية المساهمة في النظافة العامة والحفاظ على البيئة، إلى جانب التوعية بالقيمة الاقتصادية لجلود الأضاحي.

وتُعد هذه المبادرة جزءًا من جهود الدولة في تشجيع الاقتصاد الدائري، حيث تقوم المؤسسة بعد جمع الجلود بعمليات الفرز والتمليح والمعالجة الأولية، تمهيدًا لنقلها إلى وحدات صناعية متخصصة في مجال الجلود والأحذية والصناعات التحويلية الأخرى.

ويُنتظر أن تساهم هذه الكميات الكبيرة من الجلود في تزويد السوق المحلية بالمواد الأولية الضرورية، ما من شأنه تقليص فاتورة الاستيراد ودعم المؤسسات الوطنية الناشطة في هذا المجال، فضلًا عن توفير مناصب شغل جديدة وتشجيع الاستثمار المحلي في الصناعات الجلدية.

وشهدت الحملة تنسيقًا واسعًا بين مصالح البلديات، ومؤسسات الردم التقني، والجمعيات المحلية، حيث تم تشكيل خلية متابعة ميدانية سهرت على ضبط النقاط السوداء وتنظيم مسارات الشاحنات وجمعيات المتطوعين.

كما نوهت الجهات المشرفة على العملية بروح التعاون التي أبداها المواطنون، والوعي المتزايد لدى السكان بأهمية حماية المحيط والاستغلال العقلاني للموارد، خاصة في مثل هذه المناسبات الدينية التي تعرف استهلاكًا كثيفًا للماشية.

تُعد تجربة توقرت هذه السنة نموذجًا ناجحًا للتكامل بين العمل البلدي والمجتمع المدني والمؤسسات الاقتصادية، في سبيل بناء منظومة محلية قادرة على مواجهة التحديات البيئية وتحويلها إلى فرص تنموية حقيقية.