26

0

توقرت: سهرة أدبية في استراحة بن علي بتماسين

 

في مبادرة ثقافية لقيت صدا واسعًا بين أوساط الفنانين والمثقفين المحليين، احتضنت استراحة بن علي الواقعة ببلدية تماسين، ليلة أدبية فنية جمعت كوكبة من مبدعي مدينة تقرت في مختلف المجالات الإبداعية، من شعر ومسرح وموسيقى وعزف وغناء وخط عربي، وسط حضور نوعي من الجمهور العاشق للفن والكلمة.

محمد الحسان رمون

هذه السهرة، التي جاءت بدعوة من صاحب الاستراحة، يوسف بن علي، شكّلت متنفسًا حقيقيًا للفنانين المحليين الذين يعانون من التهميش والإقصاء، فكانت بمثابة منصة حرة للتعبير عن الذات، والتأكيد على أن المشهد الثقافي المحلي لا يزال ينبض بالحياة رغم الصعوبات.

شارك في إحياء السهرة عدد من الوجوه الفنية المعروفة في المنطقة، والذين عبّروا من خلال مشاركتهم عن مدى تعطش الساحة الثقافية لمثل هذه المبادرات الحرة، خارج الإطار الرسمي الذي طالما غيب الأصوات الإبداعية الحقيقية.

الحدث لم يكن مجرد سهرة فنية ترفيهية، بل تحوّل إلى منبر لمناقشة وضعية المثقفين المحليين في توقرت ، حيث أشار عدد من المشاركين إلى غياب الرؤية الاستراتيجية للنهوض بالفعل الإبداعي .

ويجمع العديد من الفاعلين الثقافيين على أن البدائل المجتمعية، مثل استراحة بن علي، أصبحت تلعب دورًا موازٍ لما كان يفترض أن تقوم به دور الثقافة والمراكز الثقافية العمومية، غير أن هذه المبادرات، رغم أهميتها، تبقى محدودة الإمكانيات وتعتمد على الجهود الفردية، وهو ما يجعلها عرضة للتوقف في أي لحظة بسبب غياب الدعم والاستمرارية.

ويرى البعض أن هذه الديناميكية الثقافية المحلية قد تكون فرصة لصياغة شبكات ثقافية مجتمعية غير رسمية، قادرة على خلق مشهد ثقافي جديد، يكون فيه المواطن والمثقف في موقع القيادة، بعيدًا عن التهميش والتسيير البيروقراطي.

إن ما شهدته تماسين ليلة أمس ليس مجرد احتفالية فنية، بل رسالة رمزية قوية من مثقفي المنطقة، مفادها أن الإبداع موجود رغم التهميش، وأن على الجهات الرسمية أن تتحمل مسؤولياتها في دعم الثقافة المحلية، لا سيما في المدن الجنوبية.

لقد أثبتت هذه السهرة أن الثقافة لا تموت إذا وُجد من يؤمن بها، وأن المثقف لا يغيب إذا أُعطي له الفضاء الحرّ للتعبير، وبين الإبداع والتجاهل الرسمي، تبقى مسؤولية النهوض بالثقافة مسؤولية مشتركة بين الجهات الوصية والمجتمع، قبل أن تخسر المنطقة طاقاتها الفكرية في صمت.

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services