قام وزير الصحة، البروفيسور محمد صديق آيت مسعودان، بزيارة عمل وتفقد للقطاع الصحي لولاية توقرت، رفقة والي الولاية عثمان عبد العزيز، ورئيس المجلس الشعبي الولائي،  والوفد الوزاري والتقني المرافق.

محمد الحسان رمون

حيث شملت الزيارة خمس محطات ميدانية خصصت لمعاينة المشاريع الصحية الجديدة والهياكل قيد الإنجاز، إلى جانب تقييم شامل للوضع الصحي والخدمات المقدمة للمواطن.

 

استهل الوزير زيارته بتدشين مستشفى 60 سريراً "المجاهد التجاني بشير"، الذي يمثل إضافة نوعية لمنشآت الولاية الصحية، لما يقدمه من خدمات طبية متخصصة تسهم في رفع القدرة الاستيعابية للقطاع والتقليل من الضغط على المرافق القائمة. وشدد الوزير خلال الجولة على ضرورة ضمان الجاهزية التامة لهذه المنشأة الجديدة من حيث التجهيز والموارد البشرية، بما يسمح بتقديم خدمات صحية ذات جودة للمواطنين.

وفي سياق متابعة المشاريع قيد الإنجاز، توجه الوزير إلى بلدية المقارين لمعاينة مشروع مستشفى بسعة 60 سريراً، حيث استمع إلى عرض تقني مفصل حول نسب تقدم الأشغال وطبيعة المرافق الصحية المبرمجة. وقد دعا الوزير إلى تسريع وتيرة الإنجاز وتوفير الظروف التقنية والمادية الكفيلة بتسليم هذا المشروع الحيوي في الآجال المحددة، باعتباره إضافة مهمة للمنظومة الصحية بالمنطقة.

كما قام الوزير بزيارة المؤسسة الاستشفائية المتخصصة للأم والطفل بتوقرت، أين وقف على نوعية التكفل داخل مختلف المصالح، خاصة تلك المتعلقة بالولادة وطب الأطفال والإنعاش، ودعا إلى تحسين جودة الخدمات وتعزيز التأطير الطبي والشبه الطبي، مؤكداً أن المؤسسات المتخصصة تمثل حلقة محورية في التكفل بالفئات الهشة من المجتمع، ما يستدعي توفير أفضل الظروف العملية واللوجستية.

وشملت الزيارة أيضاً العيادة متعددة الخدمات "8 ماي 1945" بحي المستقبل، حيث عاين الوزير ظروف العمل واستقبال المرضى، ووجه بتعزيز التنظيم الداخلي للعيادة وتحسين ظروف التكفل اليومي بالمواطنين، باعتبار أن هذه الهياكل القاعدية تشكل الواجهة الأولى للصحة العمومية وتؤدي دوراً أساسياً في تخفيف الضغط على المستشفيات.

وشهدت الزيارة واحداً من أهم محطاتها من خلال الإشراف على الافتتاح الرسمي لمستشفى 240 سريراً "الشهيد لخضاري محمد الأخضر"، وهو صرح صحي كبير يُرتقب أن يحدث نقلة نوعية في مستوى الخدمات الصحية بالولاية وحتى بالولايات المجاورة.

وقد عاين الوزير مختلف أجنحة المستشفى والتجهيزات الطبية الحديثة التي يتوفر عليها، من مصالح الفحوصات المتخصصة ومخابر التحاليل، إلى وحدات الأشعة والتصوير الطبي المتطور، وجناح العمليات، ومصالح العظام والجراحة العامة والمسالك البولية والأنف والأذن والحنجرة والفك والوجه والعيون، إضافة إلى بنك الدم.

 

وأكد الوزير أن الإمكانيات المتاحة بهذا المرفق تجعله مؤهلاً في المستقبل للتحول إلى مركز استشفائي جامعي، بفضل تجهيزاته العصرية وقدراته البشرية والتنظيمية.

وفي ختام برنامج الزيارة، قدم مدير الصحة للولاية عرضاً مفصلاً حول وضعية القطاع الصحي وبرامج التطوير الجارية، وأعلن الوزير عقب ذلك عن مجموعة من القرارات الهامة الرامية إلى دعم المنظومة الصحية بالولاية، من بينها تسجيل دراسة لإنجاز معهد لتكوين شبه الطبي بطاقة 300 مقعد بيداغوجي، وإنشاء مصلحة للقسطرة القلبية داخل المستشفى الجديد 240 سريراً، إلى جانب تسجيل عملية لاقتناء سيارات إسعاف وعيادات متنقلة لتعزيز قدرات التدخل الصحي،  كما أكد العمل على تدعيم المؤسسات الصحية بالتخصصات الطبية التي تعرف عجزاً على مستوى الولاية.

واختتم وزير الصحة زيارته بالتأكيد على أن هذه الخطوات تأتي في إطار سياسة وطنية شاملة تهدف إلى تحسين التكفل الصحي وتقريب العلاج من المواطن، مشيراً إلى أن ولاية توقرت تعتبر إحدى الولايات ذات الأولوية بالنظر إلى توسعها العمراني والديموغرافي وحاجتها المستمرة إلى منشآت وتجهيزات طبية حديثة تلبي تطلعات سكان المنطقة.