999
0
توجيهات لدمج ذوي الهمم لإحياء عيد الفطر
بقلم الأرطفونية:سماح زهية
إنّ مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة (أو ذوي الهمم) يشمل أشخاصًا ابتلاهم الله تعالى بأن أفقدهم شيئًا من قدراتهم أو حواسهم أو عجزوا عن القيام بمصالحهم ، فأصبحوا عاجزين عن الحركة والعمل والكسب أو العطاء كغيرهم من النّاس، ما جعلهم في حاجة إلى رعاية وعناية خاصة من أقربائهم ومن المجتمع الّذين يعيشون فيه.إنّ اهتمام أيّ أمّة من الأمم بفئة غير العاديين وبذوي الاحتياجات الخاصة يُعدّ من المؤشرات الحقيقية على رُقيِّها وتقدّمها الحضاري وإنسانيتها، والمجتمع الإسلامي سبَّاق في هذا الميدان انطلاقًا من التّكافل الاجتماعي، وباعتبارهم جزءا لا يتجزء من هذا المجتمع.
وبمناسبة عيد الفطر هذه الفئة من الأطفال يجب أن تعيش نفس الشعور لدى الأطفال الأصحاء في يوم العيد، والمسؤولية في ذلك تقع على الأهل في تحضيرهم وتعريفهم بهذه المناسبة وطقوسها، حيث إن الأطفال يتحضرون عادة ليوم العيد ويترغبون قدومه وبالنسبة اليهم هو يوم فرح وثياب جديدة وملاقاة الأقارب واللعب مع الأصدقاء وهذا ينطبق أيضا على الأطفال من ذوي الإعاقة.
ولدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع ينصح بمجموعة من الخطوات الواجب اتباعها في هذا المجال لا سيما منها: إفهام الطفل من ذوي الإعاقة مسبقاً، بمعنى العيد والطقوس التي تمارس في هذا اليوم وتعليمه مفردات العيد والتعامل معه بشكل متساوٍ مع أي طفل آخر من ناحية شراء الملابس الجديدة وتقديم الهدايا وغيرها، واصطحابه إلى المسجد لأداء الصلاة، وكذلك اصطحابه في الزيارات إلى الأقارب والجيران ليشعر بالاهتمام مما يساعد في بث روح الفرح لديه.
أما أصحاب الهمم والمرضى من الأطفال المتواجدين في المستشفيات او على مستوى المراكز الذين يخضعون لمتابعة علاجية ، والذين منعتهم الظروف من قضاء العيد وسط أسرهم. فيجب الحرص على تنظيم خرجات ميدانية لتوزيع الألعاب والهدايا عليهم من طرف الفرق الطبية او الجمعيات النشطة في هذا المجال، لتخفف معاناتهم ومشاركتهم الاحتفال بهذه المناسبة الدينية.
الدمج المجتمعي لهذه الفئات من الأطفال ذوي الاعاقة مهم جدا بغض النظر عن نوع إعاقتهم ودرجتها، الامر يمنحهم الثقة في أنفسهم ويشعرهم بأنهم جزء من المجتمع ولديهم حقوق وعليهم واجبات، ويتم خلال فترة التحضير للعيد واختيار ملابسهم وألعابهم المناسبة لهم وكذلك مشاركتهم في المعايدات، أن هذه الخطوات تساهم في دمجهم في المجتمع الذي سيفهم طبيعتهم،وذلك اتباعا لتعاليم ديننا الحنيف الذي أوجب الرعاية والاهتمام بهذه الفئة بآيات قرآنية صريحة ، مثل قوله تعالى:{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ}.
يجب علينا استغلال هذه المناسبات الدينية حتى نساهم في عملية دمجهم ونصل بها الى مراحل متقدمة ، بحيث يتم تقبلهم في أي مكان بدون أي استغراب، لكي يصبح ذوو الاحتياجات أيضاً ليس لديهم خوف أو عزلة من الأشخاص الأصحاء في المجتمع.