269

0

تخيل طفلك في زنزانة !!

 

 

بقلم الأديب والأسير المحرر:  وليد إبراهيم الهودلي

 

 

هذه المرة اتحدث كشاهد عيان : كنت شاهدا عندما اختارتني اللجنة الوطنية العامة للفائزين الفلسط ينية في سجن كفار يونا عام 1999 للاشراف على اشبال السجن تربويا وثقافيا لمدة سنة كاملة فاطلعت على معاناتهم بكل تفاصيلها ثم كنت شاهدا ايضا بعد ثماني سنوات عندما كانت ابنتي مع امها في السجن وخرجت بعمر السنتين وشهرين فعاينت نفسية طفلة غضة طرية قد وقع عليها قهر السجان بداية رحلة عمرها .. عندما جاءنا تسعة وثلاثين طفلا نحن المعتقلين الكبار في سجن كفار يونا وجدنا انفسنا أمام صدمة من العيار الثقيل .. كان احدنا قد اعتاد على رؤية اطفاله خلف الشبك في زيارة سريعة لا تكاد تبدأ حتى تنتهي فيعود الطفل الى حضن أمه بعد ان رأى أباه وقد قطع شبك الزيارة وجهه الى قطع صغيرة .. رأى اباه متناثرا متلاشيا وكأنه طيف شبح عابر ورأى الاب المعتقل طفله ايقونة بريئة لا تحتمل رؤية السجن وما فيه من مآسي رغم كل الابتسامات والضحكات التي يتفنن الاباء في صناعتها والتدرب عليها كي يخففوا من وقع الصدمة على ابنائهم .. أما أن يرى أطفالا تسير على قدميها داخل الفورة " ساحة السجن" ثم تعود لدفن ارواحها الصغيرة في زنازين لا تتسع الى خيال طفولة ولا الى براءة ارواحها الصغيرة .. يا الهي انى لهذه القلوب الرقيقة ان تحتمل المبيت في هذه الصحاري القاحلة .. لا شيء فيها سوى عوائهم ونبح كلابهم .. كيف ينام هذا الطفل تحت بطانية لا يجد في ثناياها دفء أمه ؟ كيف تغمض عيناه على صورة بؤساء مثله تتقاسمهم أصوات الحديد الصدئة ؟ستداهم روحه ليلا صورة المحقق الشرس الذي أخرج له أنياب الحكايات المرعبة : يرى الغول والذئب دون ليلى وصورة الجندي الذي وضع القيد في يديه والقى بالكيس النتن على رأسه ورمى به في غياهب زنزانة لا حدود لقسوتها .. لن ينام قبل ان يستعيد شريط الاعتقال من اوله الى اللحظة التي بات فيها ينتظر لحظة انشقاق جدران السجن وظهور الشاطر حسن او علاء الدين بمصباحه الجميل او ذاك الذي يفك سحر الساحر ويعيد الاميرة الى قصر أبيها . أصبحنا في سجن "كفار يونا" مع انضمام الاطفال الينا في عذابين : عذاب وجودنا في السجن اولا ثم عذاب السؤال الذي يطرق جدران وعينا : ماذا يريدون من هؤلاء الاطفال وهل يتحملون ما يتحمله الكبار ؟ لم نجد اية فروقات في طرق العذاب ، ما يكال للكبار يكال للصغار دون اية مراعاة لحقوق طفل أو احتياجات عمره الصغير او ما حفظته البشرية بما يخص الاطفال واعتقالهم .. كنا واياهم نفس الاكل ونفس ساعات الخروج للساحة ونفس العلاج وعقم العيادة الشكلية واساليبها المماطلة والمقيتة ونفس البوسطة وعذاباتها ومرمرة الزيارة والعنت الذي يلاقيه الاهالي يوم الزيارة والمحاكم المعروفة بقسوتها وبعدها كل البعد عن اية عدالة او محاولة للبحث عن انصاف بحث جدي في التهم المنسوبة الي الطفل .. ولم يكن لهم اعتبار تعليمي أو تطويري لاية مهارة من مهارات طفولتهم في متطلبات مراحلهم العمرية كأي اطفال في العالم .. كانوا يفتقدون اية وسيلة للعب او الترفيه فكنا نخيط لهم كرة قدم قديمة كلما اهترأت اعدنا لها الحياة من جديد وكنا نضطر لابتكار العاب ترفيهية دون ادوات كمحاولة بائسة للتخفيف من ألامهم النفسية .

أذكر اننا خضنا اضرابا نحن الكبار فحرمونا من زيارة الاهل واضافوا الاطفال الى هذه العقوبة فاستمر هذا المنع لمدة ستة شهور .. وهل لك ان تتخيل طفلا موقوفا لا يعرف مصيره ولا ما ينتظره في محاكمهم اللعينة دون ان يزوره اهله ليزودوه ببعض الطمأنينة وما وصلت اليه المداولات مع محاميه ، او ان تاتيه امه فيبث لها شيئا من حنينه وفراغ قلبه .. واذا اردنا ان نتحدث عن طريقة الاعتقال والفترة الفاصلة بين البيت والسجن .. كيف انقض الذئاب على فريستهم وساقوها الى وكرهم ؟ وكيف كان التحقيق اذ ما رأيناه مع الطفل مناصرة من تصوير أثناء التحقيق معه إذ لم يكن تحقيق مخابرات وانما نحقيق شرطة .. وهذا لا يذكر مع تحقيق المخابرات .. كيف يقضي الطفل الفلسط يني وحده منفردا في زنزانة مظلمة وكيف يترقب فتح بابها ساعات طويلة جدا وأيام لا تكاد ان تكون لها نهاية ثم سحبه الى زبانية العذاب ليقيموا له حفلة ليلية ويتسلوا على ألامه طيلة الليل ... التقيت طفلا في زنزانة مجاورة : تواصلت معه فماذا كان مطلبه من رجل من جيل أبيه ؟؟ نتابع ان شاء الله ..

 

 

(2)

 

تخيل طفلك في زنزانة (2) الطفولة المعذبة

 

قلنا انه لا يوجد في ماكينة العذاب التي تسمى سجون عندهم اي اعتبار لكون المعتقل طفلا وزد على ذلك او امرأة أو مريضا أو مسنا . الناس في العذاب سواء ، لذلك ما يقال عن عذابات السجون يندرج على الاطفال تماما . هو في نظرهم مخرب يستحق العذاب ولا بد من ردعه وقهره بكل ما لديهم من صنوف هذا العذاب .. نذهب بذلك الى اليافعين والفتيان والفتيات فهل يصل ذلك الى من ولدوا في السجون وكانت اعمارهم أشهرا وأيام ؟ قبل ذلك لم انس خاتمة المقال السابق حيث تساءلت عن مطلب طفل التقيته في زنزانة مجاورة ودارت بيننا أحاديث طويلة كان الذي يريده ان يسمع صوتا يبدد وحشة عتمة الزنزانة .. وجد أنيسا من الانس بعد ان حشرته الشياطين في واد سحيق لا يسمعه أحد ولا يسمع أحدا ، أما وقد وجد أحدا من عالم الانسان فقد عادت له روحه وعاد قلبه للانتظام ولو شيئا قليلا وسط زحام الهواجس وخيال ذهب به بعيدا في عوالم سوداء لا بصيص من نور تتعلق به روحه المعذبة . قصة اليوم مع من عاشوا السجن طفولتهم الاولى .. بواكير حياتهم كانت خلف جدرانهم السوداء ..واذا سألنا لماذا كل هذا العذاب والحرمان ؟ ليتبادر في الاذهان أن أما قاومت الاحتلا١ل او شاغبت وعكرت عليه الماء الذي يشرب منه دون ان تراعي جنينا في رحمها ؟! ولكن ماذا لو وقفنا على قصة امرأة بعد عذابات طويلة هي وطفلتها على مدار ستة وثلاثين شهرا في السجن وقد حكمت محكمتهم ببراءتها من التهم المنسوبة اليها ؟ هذه نهاية القصة أما من البداية فحدث عن عجب العجاب .. وقد كانت هذه القصة من القصص الواقعية التي اعتمدت عليها كرافعة لمعنويات ذاك الطفل الذي كان جاري في الزنزانة . هكذا في ليلة من ليالي الاحتلا١ل الحالكة انقضوا على بيتنا وفي عملية قيصرية نزعوا من البيت أهم أركانه ، اصبح بلا أم وزوجة تماما كالروح بلا جسد وكالنبات بلا هواء وماء .. الام في زنازينهم تتلظى اقسى انواع العذاب اذ لم يعد بمقدورها ضم طفلتها الى صدرها الا ما استحضرته في خيالها بمشاعر واحاسيس فتنطلق لاهثة دون أن تجد ضالتها .. والطفلة تجوب اركان البيت زاحفة دون ان تأوي الى حضن دافىء اعتادت عليه طيلة خمسة عشر شهرا فلا تجد سوى برودة قاسية لا حياة فيها .. تبكي ولا أحد يعرف سر بكائها .. يفيضون عليها من حنانهم ولكنها لا تجد ذاك الحنان المفقود .. تفتح أمها اضرابا عن الطعام قرابة عشرين يوما لتحقق لملمة مشاعرها وجمعها مع مشاعر طفلتها .. ذهبت الى أمر أخف قليلا في مرارته من مرارة هذا الذي لا يطاق .. هل توافق أما على ادخال طفلتها السجن .. هل ترضى بأن تصبح طفلتها سجينة ؟ وهي تعرف حق المعرفة كم ستعاني هذه الطفلة .. اننا أمام لغة لا نفقهها .. لغة الام ومشاعرها .. وتلتقي الطفلة عائشة ابنة المعتقلة عطاف عليان مع المعتقلات، منهن أمهات متعطشات لطفولة ابنائهن الهاربة منهن .. تلتقي عائشة مع نور ابن الا سيرة منا غانم الذي ولد في السجن .. يا لها من حياة تناقضت وتضاربت فيها المشاعر بين الالم المر وفرح الطفولة البريئة .. كيف تصنع المحرومات المعذبات سعادة لطفولة تحدها جدران الزنازين وأشواك سقف الفورة العارية من اي معنى من معاني الحياة .. كيف يجدن سعادة تحدها زوايا الابراش القاسية ونعيق سجانات فاجرات وهدير بوسطات ومحاكم لا تعرف الا لغة القهر والبطش وقتل كل ما في الحياة من حياة .. كيف ترسم اما لطفلتها ابتسامة وهي غارقة في بحر من الالام ؟!وتسير هذه الايام المفترض ان تكون ايام طفولة جميلة كل يوم له معنى جديد يرقبه والدا الطفل ، تسير على الشوك ويلد كل يوم يوما جديدا بشق الانفس .. بين الفورة والزنزانة والبرش والبوسطة والمحكمة تتولد لغة طفولة لا مكان لها في قواميس البشر،تتنافس المعتقلات في ابتكار ادوات السعادة لهذه الطفولة الجميلة وسط اسلاكهم الشائكة ، يحاولن التعويض عما فاتها ، ١سيرة تقلد اصوات القطط و١سيرة تخيط ارنبا وتلك تغني لحنا يحبه الاطفال و١سيرة تتعاون مع ثانية في تمثيل ارجوحة يمرجحن فيها عائشة ،  ويأتي يوم يقرر فيه الاحتلا١ل قطع هذه السعادة ، الافراج عن الطفلة دون امها قسرا .. ويحدث مرة أخرى هذا الانفصال النكد .. " عليك ان تأتي لاستلام ابنتك " .. وتنطلق ابنة السنتين فارة من السجن وويلاته .. لا تنظر للخلف : لسان حال فطرتها البريئة يقول : امي ام الحرية اختار الحرية على أمي .. يا الهي الهذه الدرجة  تعني الحرية .. الهذه الدرجة يعني حرمان شعب كامل من حريته واغراقه في ظلام الاحتلا.ل على مرأى ومسمع العالم أجمع الذي يدعي زورا وبهتانا انه العالم الحر ؟؟

 

 

 

أيقونة الصمود والتحدي الشهيد خضر عدنان

 

بقلم: جلال محمد حسين نشوان

 

من ركام الألم ،ومن رحم المعاناة ،تشمخ سنابل فلسطين وقاماتها العملاقة ،لتنير درب الأحرار في كل بقاع الأرض، حقاً : تقف الحروف حيرى ، عاجزة على أن تنتظم بمديح يليق بمقامهم ، هم رجال عز نظيرهم ، هم نبض البطولة وانشودة التضحية والفداء ،حملوا الوطن في عقولهم وقلوبهم وحدقات عيونهم، ترجل الفارس وذهب الى عليين ، وبقيت سيرته العطرة تفوح في أرجاء الدنيا ،فمهما عبرنا عن تضحيته وفدائه لن نوفيه حقه ،لكن الكلمات تزاحمت على بوابة مجد فلسطين العظيم ،تاهت الحروف واختنقت الأصوات الماً وحزناً ووجعاً، ذرفت دموع العيون وشردت الأذهان علها تستذكر كل الشهداء الأطهار الذين لبوا النداء، تلعثم اللسان ، وذبلت المآقي، لكن ضوء الشمس أشرق وتوهج وجعلنا نقترب من الشهيد فادي وشحة، فى عرابة  (بجنين  ) جنين  الصمود والتحدى

وفى بلدة  عرابة الحبيبة ( محافظة جنين شمال الضفة الغربية )  استقبلت الدنيا الشيخ خضر عدنان في الرابع والعشرين  من مارس/آذار 1978، أنهى مرحلتي الدراسة الأساسية والثانوية العامة في مسقط رأسه عرابة، حيث اجتاز المرحلة الثانوية بتقدير جيد جدا عام 1996، والتحق بجامعة بيرزيت في مدينة رام الله، وحصل عام 2001 على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية، ثم التحق ببرنامج الماجستير (تخصص الاقتصاد) في نفس الجامعة. حمل  الشيخ عدنان هموم الوطن في نفسه الوديعة ، ،وغدا شاباً  صلباً يذود عن أبناء شعبه بكل الوسائل ، وظل يقارع المحتلين الغزاة ،حتى اٌعتقل في سجون الاحتلال ، ، وكان شاباً محبوباً من كل المعتقلين ، متواضعاً، كان (الأيقونة الشيخ خضر عدنان) يري جرائم الاحتلال الصهيوني الإرهابي التي تمارس ضد شعبنا في كل مكان، فحمل كل ذلك في نفسه الوديعة ، فقرر الدفاع عن شعبنا الفلسطيني، فشمر عن ساعديه ، وقام بالعديد من الفعاليات الوطنية التي أربكت العدو الصهيوني، لقد ساهمت مسيرته في صياغة شخصيته الوطنية والتي كانت محطة مهمة من محطات حياته المشرقة ، فكان قائداً كبيرا بحجم التحديات ،لا يمل ولايكل الا ويبث روح التحدي  في أوساط زملائه ، .... كان الشيخ خضر  عدنان دمث الخلق ،عزيز النفس ،متواضعاً ،ثائراً حتى غدا شخصية نضالية كبيرة لها بصمات كبيرة فى الحركة الوطنية، كانت حياة هذا الفارس الفلسطيني العملاق حافلة بالانتصار للفكرة والحلم والعودة الى فلسطين ضد المحتل الغاصب ، ،حيث تجسدت كل القيم والمثل في اعماق قلبه ،وكانت بمثابة ثورة وقوة وعنفوان ، جعلته ينتصر لدموع الأطفال الذين صرخوا من حمم الطائرات الأمريكية الصنع التي تدمر البشر والشجر والحجر ، وينتصر  لكل أبناء شعبنا الفلسطيني الذي اقتلع من جذوره وحل محله كيان إرهابي مجرم  في أكبر مؤامرة قذرة عرفتها البشرية ... سيظل الشيخ خضر عدنان من القادة العظام الذين زرعوا سنابل الحصاد وغادروا  ومن الذين خطوا  أسماءهم في سجل الخالدين، سلام عليك  الشيخ خضر عدنان، يوم ولدت، ويوم قاتلت العدو حتى الرمق الأخير، ويوم غادرت شهيداً عظيماً شامخاً، سلام عليك، وسلام عليك وقد أصبحت أيقونة للبطولة، وأنشودة الوفاء.

 

 

 

 

إلى الشاعر سميح القاسم .. قيثارة  فلسطين

 

 

 

 

شعر : فرحان الخطيب

 

تعالَ إليَّ وانظرْ يا سميحُ  أنا طفلٌ شَهيدٌ أو جَريحُ

أنا غصنُ وتحْطُبُ بي فؤوسٌ    وتقذفُ بي معَ النّيرانِ رِيحُ

أنا  في "غزّةَ " الجُلّى  صُمودٌ وطوّقني عَدوٌّ    مُستبيحُ

وحَاصَرني زناةُ الأرضِ جَهْراً            وجُرحي من مُدَى غَدرٍ يَصيحُ

تعالَ  فإنَّ لي وَجهاً مُدمّى   وقبلَ الحَرْبِ لي وَجهٌ صَبيحُ

تعالَ إليَّ لَمْلمْ لي ضُلوعِي   أنَا جَسدٌ على جَسدٍ كَسيحُ

وَذَنْبي أنّني جَذرٌ بأرْضِي      وَهُمْ في رِمْلنا وَهْمٌ وشِيحُ

وذَنْبي أنّني نَخلٌ عريق وهمْ   سُمٌّ زُعافٌ  أوفَحِيحُ

 

* * *  

 

 

تعال إليّ وًاحْملني شهيداً     كَما  أنشدْتَ   يَوْماً  يا  سَميحُ

لقدْ كفّنتُ  ذَاتي  في    ثِيَابي وبينَ  سُفوحِنا  قَبرِي  صَريحُ

لقد هدمَ  الغزاةُ  بيوتَ   أهْلي فلا  جَسَدٌ     سليمٌ  أوْ صَحيحُ

لقد هَجَموا كَما وحشٍ  جَريحٍ أتعلم مَا هُوَ الوحشُ  الجَريحُ!؟

فقدْ بَلغتْ نَواجذُهُ    الحنايا ونابُ  عدونا عفن   وقيحُ

تفسّختِ الجلودُ بحرّ شَمسٍ وليس يلمّ   أشلائي ضريحُ

وفي لُغةِ المَجازرٍ قد تَساوَى غريبُ الدّارِ والفِعلُ   القبيحُ

وصُرنا بينَ نارٍ من    سَماءٍ           ونارِ الأرضِ جمَّرهَا صفيحُ

وقدْ   ضَاقتْ مَقابرُنا   عَلينا وضَاقَ الوقتُ والأفقُ الفسيحُ

فلا   تغفرْ   لهمْ    ذنباً    إلهي           ولاتغفرْ  محَمّدُ  والمسيحُ

 

 

* * *  

         

تعالَ إلي  وَاسْمَعْ   يا سميحُ أليسَ بعُرْبِنا   عقلٌ   رجيحُ

يصيحُ  بهم إلى طُوفانِ أقصى سِراعاً، أم لَهم  نظرٌ شحيحُ!؟

تَعامَوا عن   مَصَائِبنا   وولّوا وهلْ  قيسٌ عدوّكً يَا  ذُرَيْحُ

فلا خجلٌ لديهمْ   أو   حياءٌ            ونَخْوتُهم بقَبرٍ    تستريحُ

يحاصِرنُا العدوُّ فحاصَرُونا  فهلْ صُمّوا ونحنُ لهمْ نَصيحُ

يعزُّ  عليّ  يا   أبناءِ  قومي  وسيفُ  جهادِكمْ   عنّا يُشيحُ

فوا  أسفي على عَرَبٍ    نيامٍ             وليس  بهم   شُجاعٌ   أو فليحُ

ولكنّا   كما  الفينيق     نحيا وللطوفانِ دَوْماً  يَا  سَمِيحُ

 

 

 

 

إسراء جعابيص: تعرضنا للتنكيل والضرب في سجون الاحتلال

 

 

 

قالت الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء جعابيص في مقابلة صحفية لدى وصولها إلى منزلها بالقدس عقب الإفراج عنها، إنها وغيرها من الأسيرات تعرضن للتنكيل والضرب في سجون الاحتلال. وأضافت أن "فتيات فلسطينيات صغيرات السن تعرضن لممارسات لا توصف في سجون الاحتلال"، داعية إلى العمل على تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين. وأُفرج عن إسراء في وقت متأخر من ليل أمس السبت ضمن 39 من النساء والأطفال الفلسطينيين الأسرى، في إطار الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي ترافقها هدنة في قطاع غزة لمدة 4 أيام قابلة للتمديد. وعن مشاعرها بعد الإفراج عنها، قالت إسراء لمراسلة الجزيرة نجوان سمري "نخجل أن نفرح وفلسطين كلها جريحة".أما والد إسراء، فقال ، إن "ابنتي ليست أهم من أهل غزة".

وتعدّ إسراء من أقدم 10 أسيرات في سجون الاحتلال، وقد قضت 8 سنوات من محكوميتها التي تبلغ 11 سنة، بتهمة محاولة قتل جندي إسرائيلي. وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول 2015 أثناء عودتها من مدينة أريحا إلى القدس، وقرب حاجز الزعيم تعطلت سيارتها، فأطلقت قوات الاحتلال النيران على السيارة، مما أدى إلى انفجار أسطوانة غاز كانت فيها ونشوب حريق كبير، وفقا لما أوردته عائلتها عن تفاصيل الحادثة. وتعرضت إسراء نتيجة لذلك إلى حروق تراوحت بين الدرجة الأولى والثالثة أصابت 50% إلى 60% من جسمها، وفقدت أصابع يديها كافة، وتشوه وجهها. ومنعتها سلطات الاحتلال من تلقي العلاج الذي تحتاجه، وتعمدت إهمالها على الرغم من حاجتها لـ8 عمليات جراحية.

 

 


 

 

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services