41
0
تقاليد راسخة من تراثنا
الصدقة في الشارع لعابري السبيل ..

بقلم: مسعود قادري
بينما تجتهد بعض الأقلام والأصوات المحسوبة على أيقونات إعلامية نصبت نفسها منذ مدة على رأس قائمة المنظرين لتحديد مصير المجتمع، بتصدر المحاربين لكل المظاهر الدينية التي مازالت الوحيدة القادرة على لعب دور أساسي في محاربة المخدرات والمهلوسات وكل ومشاركة للمجتمع المدني عامة، في التصدي لهذه الظاهرة الخبيثة التي تزداد انتشارا بتوسع دائرة المناهضين للقيم الروحية للمجتمع ..
القيم الوطنية التي يفتخر أبناء الريف الجزائري المجاهد والمقاوم لكل دخيل على إحيائها والسهر على بقاء ما فيها من وشائج محبة وتواصل وتضامن بين أبناء الشعب ليزداد تلاحمه وتماسكه...
سأقف هنا عند صورتين عشتهما ورأيتهما رأي العين خلال الأسبوعين الأخيرين بكل من بلدية عين الخضراء بولاية مسيلة وبالتحديد في منطقة "الذبابحة" حيث أخرج مواطن من منزله في حدود العاشرة نهارا، قصعة من الشخشوخة المحلية لعابري السبيل لتكون صدقة عليه وعلى أهل بيته، وهذا المنظر غاب عن سلوكنا ولم نعد نلقي له بالا في حياتنا الحضرية حيث هناك من هو أحوج إلى الصدقة من صناديق القمامة التي نرمي بها كثيرا مما يسد رمق الكثير من عباد الله الضعفاء...
المثل الثاني : وقفة تضامن وعزاء ...
من تاريخنا الإسلامي العريق وثقافته التضامنية أن يقف الأقارب والجيران مع أهل الميت فيعدون لهم ولضيوفهم الطعام لأنهم مشغولون بمصيبتهم.
سنة عشتها في قرية الحامة حيث توفيت لنا قريبة بالعاصمة ونقلت لتدفن في مسقط رأسها وكان مسكن والديها مغلقا منذ مدة لوفاة الوالدين ـ رحمهما الله ـ وهجرة الإخوة إلى العاصمة وبقية المدن، لكن أقارب المرحومة الباقون في القرية ـ أبناء عمومة أسهارـ لم يقصروا في الواجب، بل قاموا به على أكمل وجه طيلة أيام العزاء ولم ينقصوا شيء ..
عند كل وجبة يحضر الطعام من كل جهة .. فبارك الله فيمن أحيا سنة من سنن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وخصلة من خصال شعبنا الأبي الذي يجتهد بعض مواطنيه في المحافظة على أصولهم وتاريخهم رغم كيد الكائدين وتنطّع الملحدين الذين مازالوا يتشبثون بفكر مات واندثر مع أهله ومواطن منبعه ؟ ! .