أحيت مدينة سعيدة ذكرى مجازر 8 ماي 1945، بتنظيم جلسة تاريخية نوعية احتضنتها متوسطة خديجة أم المؤمنين، في مبادرة تربوية وثقافية نسقها "نادي التاريخ الأمير عبد القادر" بالتعاون مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية وانزار عبد الكريم.
الحاج شريفي
جاءت هذه الفعالية الوطنية لتذكير الناشئة بما عاشته الجزائر من فواجع دموية في تلك المرحلة المفصلية، وخاصة الدور الريادي الذي لعبته مدينة سعيدة في مظاهرات الثاني من ماي، والأحداث الدامية التي أعقبها اليوم الثامن.
عرفت الجلسة مشاركة نخبة من الوجوه الفكرية والتربوية بالولاية، على غرار مرابطي بغداد ( باحث في التاريخ، ورئيس نادي التاريخ الامير عبد القادر)، وهاب ميلود (مفتش التربية والتعليم متقاعد)، قاضي محمود (إطار بمديرية التكوين والتعليم المهنيين)، بن موسى طالبي (مهتم بتاريخ سعيدة)، الأستاذ خرشي بن دحمان، الدكتور دربال امعمر (رئيس نادي التفاؤل للقراءة)، والإعلاميين شريفي الحاج و سمير قدوري من إذاعة سعيدة الجهوية، الذي تولى تنشيط الجلسة بأسلوب تفاعلي جمع بين الدقة التاريخية والبعد التربوي.
وفي مداخلة قيمة، قدم الباحث في التاريخ مرابطي بغداد نظرة شاملة حول المسار التاريخي لمدينة سعيدة، مشيرا إلى دورها المحوري في مختلف المراحل الوطنية، من فترة المقاومة الشعبية، وصولا إلى مشاركتها البارزة في مظاهرات ماي 1945.
وأكد على أن الذاكرة المحلية لسعيدة تعد امتدادا للذاكرة الوطنية، لما تحمله من رموز ودلالات تؤرخ لنضال جماعي ضد الاستعمار، داعيا إلى ضرورة توثيق هذه المحطات وتدريسها للأجيال الصاعدة.
كما قدم الأستاذ خرشي بن دحمان مداخلة تاريخية أبرز خلالها خلفيات وتداعيات المجازر التي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد، وشدد على ضرورة ترسيخ ثقافة الوفاء لتضحيات الشعب الجزائري.
وبدورها، دعت أستاذة التاريخ بالمؤسسة التلاميذ إلى توسيع معارفهم حول تاريخ الوطن والاستلهام من هذه الذكرى الوطنية الراسخة.
ولم تخل المناسبة من لفتة تكريمية مست القامات التربوية والتلاميذ المتفوقين، حيث تم تكريم التلاميذ مكاتي محمد، عباس يونس، نورين يوسف، إلى جانب التلميذة دين غفران التي نالت شهادة تكريمية من وزير التربية الوطنية ورئيس المجلس الشعبي الوطني نظير تميزها في مجال النشيد الوطني.
كما نالت نصيرة عماري، مديرة متوسطة خديجة أم المؤمنين، تكريما خاصا عرفانا بجهودها في ترسيخ الثقافة التاريخية بالوسط المدرسي.
واختتمت الفعالية بزيارة وفد الضيوف للجناح الخاص بجمعية الأنشطة العلمية والترفيهية للشباب STEM بالمؤسسة، الذي حمل اسم المرحومة زتير عائشة، المديرة السابقة لمتوسطة مولود فرعون، والتي كان لها باع طويل في تحقيق التميز العلمي والتربوي على المستويين الوطني والمحلي.
جاءت هذه المبادرة لتؤكد مرة أخرى أن المدرسة الجزائرية، بمساندة شركائها من الفاعلين الثقافيين والمؤسسات العمومية، قادرة على صون الذاكرة الوطنية وتعزيز ارتباط الناشئة بتاريخهم وهويتهم.