498
0
ظاهرة التنمر ... دواعي إنتشارها و سبل القضاء عليها
احتضن صبيحة اليوم السبت المركز الثقافي بالجزائر العاصمة، يوم تحسيسي نظمته جمعية جيل الغد حول ظاهرة التنمر و آثارها الاجتماعية ذلك بهدف الحد منها و القضاء عليها خاصة داخل الوسط المدرسي .
نزيهة سعودي
عرفت التظاهرة ، حضور كل من المندوب المحلي للشباب بالمقاطعة الإدارية سيدي امحمد، و أخصائيين إجتماعيين و دكاترة و كذا إطارات الجمعية وأولياء الأطفال.
و في هذا الصدد أكدت رئيسة الجمعية دباب زينب أن هذا اليوم الدراسي يهدف إلى إثارة هذا الموضوع الذي استفحل بكثرة و الموجود بصفة مستمرة في البيئة المدرسية و المجتمعية، محاولة منا الحديث عن جميع الجوانب منها النفسية و القانونية و الدينية.
تكافل الأطراف يساهم في التصدي لظاهرة التنمر
و من ناحيتها أكدت الدكتورة ريم نواري المختصة في علم الاجتماع عن انتشار هذه الظاهرة بصورة رهيبة و التي تبدو ذات طابع غربي مما يدل على أن المعطيات الاجتماعية الجديدة تفاقمت ما يترك المجال مفتوح للحديث كلما أتيحت الفرصة، كما دعت كل الفاعلين من مجتمع مدني و سلطات عليا و الأولوياء و دكاترة و مختصين إلى تظافر الجهود و العمل بالتنسيق من أجل تفعيل هذه الممارسة.
من بين أسباب التنمر تقول الدكتورة أنها متعددة جدا و المسؤول الأول عن ذلك هي الأسرة في حد ذاتها، لأن حسب اعتبارها أن الأولياء هم صورة و نموذج حي للأطفال، مشيرة أن كل الظواهر الاجتماعية المنتشرة في الخارج سببها الأسرة.
و في نفس السياق أشارت المختصة الإجتماعية أن الأسرة الممتدة خلال سنوات مضت كانت أنفع حيث أعطت تنشئة أسرية بدرجة رفيعة، لكن حاليا انتقلت إلى الأسرة النواة فهذا الاستقلال أثر بشكل سلبي على الأسرة، مشددة على ضرورة إدراك خطورة مرحلة الطفولة المبكرة لأنها صعبة جدا وجب التعامل معها و إعادة تفعيل دور الأسرة النواة لأن الانتقال من الأسرة الممتدة إلى النواة كان له نتائج وخيمة.
المرافقة أولوية الآباء بالدرجة الأولى
و على صعيد آخر تضمنت مداخلة الدكتور يونس قرار حول " التنمر الالكتروني" حيث أوضح بدوره أن الهاتف الذكي حاليا أصبح جزء من حياتنا، و هي ظاهرة عالمية حيث سهلت الحياة و لكن زادت التحديات و العالم لايزال في تطور أما الإنسان يعتبر مستهلكا لهذه الوسائل الإلكترونية.
وفي سياق حديثه تطرق الدكتور قرار إلى المشروع الذي أطلق في مجال غرس شريحة في عقل الإنسان بهدف مساعدة الناس العاجزين بتحريك أي شيئ داخلياً، مبرزا أننا نعيش في عالم متطور بمعطيات و تطبيقات وجب التحكم بها.
أما عن شبكات التواصل الاجتماعي أكد قرار أنها دخلت إلى جميع البيوت و الإنسان في هذا العصر أصبح يعيش في العالم الافتراضي أكثر من الواقعي هذا ما يجعلنا نتهاون على الواجبات و عدم التركيز و نقص البصر و تأثر الأخلاق، موضحاً أن التنمر الالكتروني عن طريق تعليق أو صفحات عبر الفايسبوك بألفاظ و تعابير غير لائقة قد يؤثر على نفسية الإنسان، خاصة مع إتاحة تقنية فبركة الصورة و إنتحال شخصية الآخرين و غيرها من الأمور التي تؤدي إلى التنمر الإلكتروني.
و عن كيفية معالجة هذه الظاهرة قدم بعض التطبيقات التي يمكن من خلالها المراقبة اليومية للأطفال تمنعهم من الدخول للمواقع الغير لائقة بسنهم أو بأخلاقهم و قيمهم، و غيرها من التطبيقات التي تحدد فترة بقاء الطفل على الهاتف، مع تجنب الأعمال الإنفرادية و مشاورة العلماء و المختصين و كذا التعامل مع السلبيات بذكاء و تشجيع و مرافقة الأطفال في حال حصول التنمر.
في ختام اليوم التحسيسي و التوعوي تم فتح باب النقاش، حيث أكد الحاضرين على أن التواصل و تقوية العلاقة بين الأطفال و الأولياء السبيل الأمثل لمواجهة مثل هذه الظواهر، مع زرع القيم النبيلة و الأخلاق و التسامح و المشاركة و نبذ العنف و التنمر و غيرها من الظواهر الوخيمة.