744

0

تاج لريام... باحثة تستكشف عبق القصبة العتيقة وتحاكي بشعرها عمق الأصالة والتراث ..

 

تاج لريام شاعرة وباحثة في التراث استقت  من نشأتها في القصبة العريقة الفن والاصالة باعتبارها تنتمي لعائلة فنية أب عن جد تجمع بين الطرب و الشعر الذي كان هوسها منذ الصغر وجدت فيه ملاذها كتابة والقاء،واتخذت من معالم القصبة روحا شكلت منها أبيات شعرية تعانق عمق التاريح وترتشف عبق الماضي.

شيماء منصور بوناب 

وعن بدايتها  تقول تاج لريام  " انتمائي لعائلة فنية بالفطرة صقل رغبتي في كتابة الشعر الملحون الذي غالبا ما يحاكي أصالة الجزائر العاصمة و العائلة الجزائرية على وجه الخصوص ، اعتمدت فيه على صياغة الواقع المعاش من ذكريات و أحداث كان لها الأثر البالغ في تربيتي و نشأتي بين دويرات القصبة و أزقتها".

اتخذت لريام من الشعر الملحون سانحة للتعبير عن حنينها للقصبة و الديار مبرزة فيه تفاصيل التراث الوطني الذي ارتبط بعنوان كتابها تحت مسمى " سالف الحروف" جمعت فيه الفن و الثقافة و التراث الجزائري بعاداته و تقاليده ، فتوضح  معنى هذه التسمية التي اقترنت بجذع الياسمين العطر بمعنى "السالف" ، أووروده  كمثل حروف تعبر عن  فخامة الجزائر العريقة .

وفي حديثها عن خلفية مسيرتها توضح أنها رغم تعليمها ودراستها إلا أنها انشغلت بتربية أبنائها بدل العمل ، حيث فضلت التفرغ للمشاريع الحرفية التقليدية  من المنزل كالطرز اليدوي و الرسم على الزجاج و الحرير سعيا للتوفيق بين مسؤولياتها و هوايتها خاصة في الرسم الذي كان التربة الخصبة لبداية مسيرتها الفنية.

معالم القصبة.... بين الترويج و السياحة

وتحت مسمى سيدة القصور انطلقت تاج لريام مشوارها الثقافي السياحي في تنظيم الخرجات الاستطلاعية والسياحية لزوار العاصمة فكانت وجهتها القصور الأثرية تحاكي من خلالها التاريخ والحضارة الجزائرية التي تمتد جذورها عبر التاريخ .

وفي حديثها عن خلفية هذه الخرجات تشير إلى أنها مبادرة  تهدف  لتعزيز السياحة الداخلية خاصة في القصبة و ما جاورها كونها إرث يستحق الاهتمام و لفت الانتباه اليه سواء بالنسبة للمغتربين الجزائريين أو السياح الأجانب.

رغبتها في الترويج للثقافة الجزائرية جعل منها باحثة في التراث متخذة من فضولها مكسبا لمعرفة الجديد و التفاصيل المتعلقة بالحضارة الجزائرية الذي شغلت اهتمامها منذ تخرجها ،فتشير إلى أن اهتمامها هذا لم يكن وليد اللحظة انما ارتبط بولعها بحيثيات القصبة التي تربت فيها ونشأت على عاداتها التي تعبر عن مراحل تاريخها المتشابك الأطرافوالأراءا بين المؤرخين  والباحثين".

 قعدة وعادة.....جلسات تقليدية تحيي معالم الهوية الوطنية

وفي اطار العودة إلى العادات والتقاليد الجزائرية تنظم تاج لريام  جلسات تقليدية محضة تسافر بها لسنوات الزمن الجميل لتسترجع معها أصالة  العائلات الجزائرية تحت عنوان" قعدة و عادة" تحيى بها تفاصيل الجلسات الشعبية في القصبة المرتبطة بالإحتفالات والمناسبات أهمها" عرس القاعة " الذي لا يعرف له وجود اليوم .

تضيف تاج لريام لمستها لهذه الجلسات من خلال مائدة القعدة التي تبرز فيها فخامة الحلويات التقليدية  دون لمسات عصرية قصد الحفاظ على هويتها الأصلية و للترويج لها، ترافقها أيضا ببعض البوقالات الشعبية التي تختص في كتابتها و القاءها على مسامع الحضور الذين أطلقوا عليها"سلطانة القعدات ".

يضاف على ذلك ارتداؤها للزي التقليدي الذي تعتمد فيه على التنويع في كل مرة تحي بها احدى جلساتها التي تركز فيها على  رمزية الألبسة التقليدية  ،تعبيراعن أناقة المرأة الجزائرية وزينتها التي تشير من خلالها للغاية من ارتدائها هذه الأزياء رغم تكلفتها الغالية المرتبطة بطريقته حياكتها اليدوية على الطريقة الأصلية ،فتقول " التكلفة الغالية للزي التقليدي لا تضاهي أهميته كموروث ثقافي يرمز لهويتنا و يعبر عن جودة ثقافاتنا التي تستدعي التشهير بها و التعريف بها للشباب الذي مع الأسف يفتقر لمعالم ثقافته و تراثه بسبب ما يتعرض له من مغالطات في مواقع التواصل الاجتماعي.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services