746

0

سيراج بو حفص مبتكر تقنية الرسم على الخيش ... فنان تشكيلي يستقي من معالم الطبيعة الصحراوية نهجا للإبداع و التميز

الفن التشكيلي الجزائري رؤية جمالية روحية تستقى من عبق التراث و الثقافة نهجا للإبداع و التميز،  الذي عرف في فترة بزوغ الحركة الاستشراقية  بالجزائر أثناء الاستعمار الفرنسي تيارات فنية متضاربة الأبعاد و المناهج تمزج بين الثقافة الأوروبية و المدارس الغربية التي أحدثت قفزة نوعية في مفاهيم الفن  وبرزت النظرة الجمالية للفنانين التشكيلين الذين تأثروا بمنطلقات الفكر الحديث بالشكل ومبادئ و مقومات الفن التشكيلي 

شيماء منصور بوناب

ساهم هذا التمازج الثقافي بين مفاهيم الحضارة الغربية و العربية في بلورة المقاييس الفنية الخاصة بالفن التشكيلي الجزائري ، فنجد الطبيعة و الثقافه بكل ما تحمله من عادات و تقاليد باتت اليوم تستهوي العديد من الفنانين التشكيلين الذين اتخذوا منها المنطلق نحو الترويج لثقافتهم و ابداعات وطنهم الأم .

مدينة غرداية الهام واستلهام للفنانين التشكيليين

ولعل من أبرز هؤلاء الفنانين التشكيلين نجد سيراج بو حفص ابن مدينة غرداية العريقة من مواليد 1968 ذو تكوين عصامي حر اتخذ من مسقط رأسه عنوانا للتفرد و التميز، الذي يشير من خلاله لعمق الثقافة الصحراوية التي تحاكي في تفاصيلها الفن والجمال الذي تشكله عادات المنطقة في جلساتها و تجمعاتها التقليدية التي تصور طبيعة عيش أبنائها في كنف ملتحم أساسه الثقافة والحضارة الراقية التي تستقطب السياح.

و بالحديث عن علاقة  الفن التشكيلي بمعالم السياحة الخاصة بمدينة الأصالة و التراث يؤكد لنا الفنان سيراج بوحفص أن مدينة غرداية المعروفة بجوهرة الواحات ذات  تاريخ عريق و ملتقى حضاري كبير امتزجت فيه ثقافات الأجناس في صورة روحانية تحافظ بها على تاريخها  و هويتها التي تجسدها الهندسة المعمارية في القصور المشيدة المختلفة باختلاف مرجعتيها و خلفيتها التاريخية  التي تشد انتباه السياح خاصة فيما يتعلق بالنموذج النسقي للفن المعماري الخاص بأزقة مدينة غرداية التي يرتكز معلم بنائها على الطابع التقليدي الصحراوي المحض.

و بالرجوع لمنطلق الفن التشكيلي يشير محدثنا لمجال خبرته التي دامت قرابة خمسة وعشرين سنة   كمحترف في الرسم على الخيش كتقنية جزائرية   لم تعرف من قبل بهذا الشكل المعهود ، تراعي اختيار الألوان بدقة حسب موضوع اللوحة الفنية و رسالتها التي تتخذ من مجمل الصور الثقافية و التقليدية للهوية الوطنية نقطة إلهام تعالج فيها قضية شعب وأمة من منظور ترويجي سياحي.

 آفاق الفن التشكيلي  وواقعه في الجزائر

وعن الصعوبات التي تقف بين استمرارية  الابداع أو التخلي في الواقع الجزائري  يعرج الفنان التشكيلي سراج لأهم عائق يحيل بينه و بين مواصلة فنه في ظروف تتطلب إمكانيات كبيرة تكشف عن العجز المادي للكثير من الفنانين الذين رغم قدراتهم و مهاراتهم في الرسم إلا أنهم تنازلوا عن شغفهم بموجب السلطة المادية وقلة الإمكانيات التي لا تتوافق مع  متطلباتهم ، يضاف اليها الوقت الذي يأخذه صنع لوحة فنية واحدة ما بين خمسة عشر يوما إلى أشهر معدودة خاصة إن كانت اللوحة ذات تفاصيل دقيقة في الخطوط و الألوان و حتى في الصفة التعبيرية التي تعرف بالقضية المصورة .

وبين التحديات و الأفاق يعرج  بو حفص للمعارض الذي أقامها  في مختلف بقاع العالم  ، آخرها كان تحت عنوان تقاسيم التي تحاكي اصالة الجزائر في نسق افريقي صحراوي ذو قالب سيريالي  يعكس رمزية الاحتفالات التقليدية والعادات الوطنية بمختلف مراحلها التي صورها سيراج في العديد من ابداعاته التي كللت بشهادات فخرية تقارب 200 شهادة  من داخل و خارج الوطن.

وفي مجال الارتقاء بالفن التشكيلي دعا ذات المتحدث لرفع أفاق هذا الفن في الجزائر من وجهة جديدة تفرض  انشاء مراكز و مدارس خاصة  تنتمي لمعاهد الفنون الجميلة ، تختص في تأطير وتكوين  الفنانين المبتدئين ليبدعوا في مجالهم خاصة ذلك المتعلق بالرسم على الخيشة.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services