60

0

صيف القراءة والتفكير.. مبادرة تثقيفية تغرس حب الكتاب في جيل المستقبل

 

تتواصل المبادرات الثقافية الهادفة عبر أرجاء الوطن، وهذه المرة من ولاية سعيدة، حيث أطلقت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "ونزار عبد الكريم"، وتحت إشراف وزارة الثقافة والفنون، برنامجا تربويا طموحا يحمل عنوان "تحدي القراءة الصيفي 2025"، في محاولة جادة لإعادة الاعتبار للكتاب الورقي، وخلق علاقة حميمة بين الطفل والقراءة خلال العطلة الصيفية.

الحاج شريفي

تأتي هذه المبادرة ضمن رؤية وطنية تسعى إلى تحفيز الناشئة على المطالعة الذاتية، واكتشاف عوالم الأدب والفكر، تحت شعار ملهم: "اجعل كتابك صديقك.. خلال عطلتك الصيفية رفيقك"، والذي يلخص بشكل جميل أهداف البرنامج التي تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد المطالعة، لتلامس جوهر التربية على الإبداع والتفكير النقدي.

تقام فعاليات التحدي في الفترة الممتدة من 1 جوان إلى غاية 30 سبتمبر 2025، وتستهدف الفئة العمرية من 7 إلى 18 سنة، عبر مسابقة مفتوحة تدعو الأطفال واليافعين إلى اختيار كتاب من رصيد المكتبة، وتقديم ملخص أو مشروع تعبيري مستوحى منه، سواء في شكل مقال مكتوب، رسم، فيديو، عرض شفوي، أو إنتاج رقمي. وهي شروط تعكس رغبة المنظمين في تنويع طرق التعبير، وفتح المجال أمام الإبداع بكل أشكاله.

ما يجعل هذه المبادرة متميزة حقا، هو أنها لا تكتفي بتمرير الكتاب كمادة للقراءة فقط، بل تسعى إلى تحويله إلى مشروع تفاعلي حي، يمكن الطفل من فهم المحتوى، وتحليله، وإعادة صياغته برؤيته الخاصة، ما يعزز ملكاته الفكرية وينمي قدراته اللغوية، بعيدا عن الحفظ والتلقين.

في ظل عالم رقمي يزداد ضجيجه، ويستهلك وقت الشباب بشكل مفرط، تأتي مبادرات مثل هذه لتؤكد أن القراءة لا تزال أداة فعالة لتربية الأجيال، وإكسابهم أدوات التفكير السليم، وتمكينهم من بناء شخصيات متوازنة قادرة على مواجهة الحياة بإرادة ومعرفة.

وإيمانا منها بدور العائلة كمحور في دعم القراءة، دعت إدارة المكتبة الأولياء والمربين إلى تشجيع أبنائهم على المشاركة، موضحة أن الأعمال المتميزة سيتم تتويجها في حفل تكريمي خاص في ختام البرنامج، لتكون الجوائز وسيلة أخرى لغرس ثقافة الجهد والتميز لدى المشاركين.

يعد "تحدي القراءة الصيفي 2025" أكثر من مجرد مسابقة موسمية، بل هو استثمار ثقافي عميق في عقل الطفل الجزائري، وسعي فعلي لترسيخ عادة القراءة كعادة يومية، ووسيلة للفهم قبل أن تكون وسيلة للتسلية.

إن الرهان اليوم، ليس على عدد الكتب المقروءة، بل على القدرة على تحويل الكتاب إلى أداة للتفكير والتعبير والخلق. وتلك هي الرسالة الأسمى التي تبعث بها هذه المبادرة من قلب مكتبة سعيدة، إلى كل طفل يبحث عن رفيق صامت، عميق، ومخلص... اسمه: الكتاب.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services