418
0
صرخة حق في وجه القمع: اعتقال سناء سلامة جريمة سياسية وإنسانية

بقلم: أمجد النجار – مدير عام نادي الأسير
في الوقت الذي كان من المفترض أن ينشغل العالم بحرمة الموتى وكرامة الأحياء، اختار الاحتلال أن يواصل انتهاك كل القيم الإنسانية والدينية، باعتقال المناضلة سناء سلامة، زوجة المفكر الشهيد القائد وليد دقة، الذي لا يزال جثمانه محتجزًا في ثلاجات الاحتلال بعد استشهاده في سجونهم، جريمة مضاعفة ومركّبة تُعبّر عن مدى القسوة والهمجية التي يمارسها الاحتلال بحق أسرانا وذويهم.
سناء، المرأة الصلبة التي عاشت تفاصيل قهر الأسر، والنضال من أجل حرية وليد، لم تخرج عن القانون ولم ترفع سلاحًا، كل ما فعلته أنها طالبت، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، بحقها وحق ابنتها الصغيرة "ميلاد" في إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على والدها، في أن يُدفن وفق الشريعة الإسلامية، وأن يُكرّم كما يليق بقائدٍ أمضى عمره في مواجهة الظلم والاستعمار.
ما ذنب ميلاد أن تُحرم من وداع أبيها؟ ما ذنب سناء أن تُعتقل فقط لأنها طالبت بجثمان زوجها؟ أيّ شرعية يمتلكها الاحتلال في أن يتحكم في مشاعرنا ودموعنا ووداع موتانا؟
إن اعتقال سناء سلامة اليوم هو محاولة لكسر إرادة امرأة أصبحت أيقونة للصبر والكرامة، لكنه لن ينجح. فكل من عرف وليد دقة، يعرف تمامًا أن هذه العائلة ليست فقط نموذجًا للمقاومة، بل أيضًا للثبات الأخلاقي والوطني. اعتقال سناء هو امتداد لجريمة قتل وليد، وجريمة احتجاز جثمانه، وجريمة تجريد العائلة من أبسط حقوقها.
نطالب المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية، وكل أحرار العالم، بالتدخل العاجل للإفراج عن سناء، وللضغط من أجل استعادة جثمان الشهيد وليد دقة، ووقف هذه السلسلة من العقوبات الجماعية واللاإنسانية التي تمارسها سلطات الاحتلال.
سناء سلامة ليست وحدها، بل تمثل اليوم صوت كل أم وزوجة وابنة فلسطينية تحلم بوداعٍ كريم ودفنٍ مشرّف. اعتقالها لن يُسكت صوت الحق، بل يزيده وضوحًا، ويؤكد من جديد أن الاحتلال يخشى الكلمة، ويخشى الحقيقة، ويخشى النساء القويات.
الحرية لسناء، والرحمة لوليد، والكرامة لشعب لا ينكسر.