في إطار تقييم النشاطات الثقافية المخلدة لستينية استقلال الجزائر، أشرفت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي أمسية اليوم السبت بقصر الثقافة مفدي زكرياء على فعاليات اللقاء التقييمي للمشاريع الثقافية المنجزة ضمن البرنامج الثقافي التاريخي المرجعي.

شيماء منصور بوناب

في كلمة لها بالمناسبة أشارت وزيرة الثقافة والفنون للفلسفة العامة لبرنامج المشاريع المنجزة التي تهدف لفتح المجال بشكل أوسع وخلق فرص ثقافية جديدة أمام المفكرين والمبدعين في كل التخصصات قصد تعزيز المنتوج الثقافي الوطني وفتح آفاق جديدة للتفكير والمرافقة البناءة و الداعمة لفضاءات النقاش الموضوعي في سياق يصون خدمة الهوية المجتمعية والجماعاتية، باعتباره عنصر أساسي من عناصر التماسك المجتمعي.

 

 

وتابعت مؤكدة على خلق حركية محلية جهوية ووطنية موجهة نحو ترسيخ مبدأ التقارب والتبادل والتشارك في الفعل الثقافي والابداعي ثم توظيف المرجعية التاريخية الوطنية وخطاب الذاكرة في أعمال فنية للشباب المبدعين في إطار واعي يشيد بالحس الوطني الذي يعتبر مكسب خام للوطن يحفظ هويته و يخلد مراجع الذاكرة.

 

 

وأكّدت مولوجي أن مخرجات الحصيلة الثقافية المنجزة مقبولة في عمومها مشددة في ذات السياق على مخرجات العملية التقييمية للحصيلة الثقافية التي قالت فيها" تعتبر في عمومها مقبولة و مثمرة تستدعي فقط أن نبذل الجهد أكثر لاسيما أمام المنجز الثقافي والفني الذي يعنى بالذاكرة الوطنية وحفظ مقومات الأمة الجزائرية ، كما لابد من أن نجتهد في تأسيس فضاءات القراءة والتقييم النقدي البناء لمحتوى ومضامين الأعمال المنجزة التي تعزز القيمة الفكرية والعلمية من خلال خلق أجواء تنافسية على الصعيد الثقافي والإبداعي."

أما من جانب عرض الحصيلة الثقافية المنجزة تطرق تيجاني تامة مدير الكتاب في مداخلة له لأهم المحاور الثقافية الفنية خاصة برامج المنوعات الفكرية التي تخص عمليات النشر الموجهة لكل شرائح المجتمع باللغات الثلاثة "العربية و الأمازيغية و الفرنسية " التي تهدف للإستثمار في كل الفرص المتاحة لدعم المؤلفين و الناشرين الشباب . أما بلغة الأرقام فقد تكفلت وزارة الثقافة بنشر79عنوان بعد عمليات الفحص و التقييم المطابقة لمواصفات دفتر الشروط مخصصة بذلك ألف نسخة لكل عنوان في مختلف التخصصات، وذلك حسب ما أفاده ذات المتحدث الذي أعرج في ختام كلمته لعمليات النشر بتقنية البراي التي تكفلت بذوي الهمم مجانا عبر توزيع و نشر18عنوان لعدة كتاب جزائريين . مشيرا بذلك إلى الملتقيات الدولية التي كرست مبدأ الثقافة الداعمة للهوية الوطنية تحت عنوان" الملتقى الدولي المختص بالمقاومة الثقافية في الجزائر " و الذي جرت فعالياته في جوان الماضي بدار عبد اللطيف رحال، كتظاهرة عامة شارك فيها مختلف الفاعلين من دول العالم تستدعي مراجعة توصياتها و تفعيلها سنويا. ومن جهته أشاد اسماعيل امزارن مدير التنظيم والتوزيع للإنتاج الثقافي و الفني للوزارة بمخرجات الفعليات الثقافية المخلدة لستينية استقلال الجزائر التي كانت بالنسبة له مرضية تعكس زخم نشاطاتها التي مست كل الجوانب المهمة في النشر و الكتابة و السينما و ما يشملها من عروض فنية لمبدعين شباب أتقنوا عملهم و كشفوا الجانب الخفي من ابداعاتهم التي تصون الهوية الوطنية و المرجعية التاريخية الثقافية. وعلى هامش اللقاء التقييمي قامت وزيرة الثقافة والفنون بزيارة استشرافية لمعرض الفنان التشكيلي محمد بوهداج تحت عنوان "من ما قبل التاريخ إلى ما بعد التاريخ " يضم 67لوحة فنية و32منحوتة تصف خفايا الطاسيلي برؤية جديدة تصورية، نوه من خلالها الفنان بوهداج إلى الفكرة من احياء رسومات الطاسيلي في شكل جديد نوعي يكشف عن ابداعات السابقين قبل آلاف السنين من خلال لوحات زيتية تحاكي التاريخ و تصور الواقع .