425
0
منتدى الفكر الثقافي الاسلامي يطرح موضوع التصوّف والزوايا وأثرهما في نشر قيم المحبة والتضامن

في إطار الطبعة الثالثة من منتدى الفكر الثقافي الإسلامي، الذي يعقد كل يوم ثلاثاء طيلة الشهر الفضيل تحت شعار "القيم الحضارية ورهانات المستقبل"، جاءت الندوة الثانية للمنتدى صبيحة اليوم ، تحت عنوان: "التصوّف والزوايا وأثرهما في نشر قيم المحبة والتضامن".
شيماء منصور بوناب
في افتتاح أشغال الندوة، عرض موسى اسماعيل رئيس المجلس العلمي لجامع الجزائر أبعاد قيم الحب والجمال كمقاربة واقعية في الفكر الصوفي الجزائري الذي يرتبط بالموروث التاريخي وجذور المجتمع بحد ذاته .
كما أشار لعمق الفكر الصوفي في الجزائر الذي يعكس قيمة الذوق في تجربة الحياة والمعايشة التي أصبحت تجسيد يومي لكل معطيات المدرسة الصوفية الشرقية والغربية المستنبطة من القرآن الكريم و السنة النبوية .
تفعيل مبدأ قبول الآخر والتعايش معه في الجزائر
وذكر ذات المحاضر، دور الطرق الصوفية في تفعيل مبدأ قبول الآخر والتعايش معه في الجزائر؛ من خلال فتح أبواب التكافل والتضامن بممارسات بسيطة استقت من التجارب الصوفية السابقة قيما ومبادئ تغلغلت في ثقاقة شعب أصبحت عاداته ابعاد قيمية تتداولها الأجيال بنفس البصمة المعتادة.
ومن بين تلك التجارب، نوه اسماعيل بعادات بلاد القبائل و الصحراء التي لازالت لغاية اليوم محافظة على ذات القيم المنشقة من الصوفية بمنهج واضح المفهوم خاصة في جانبه الأخوي الذي يظهر جليا في المناسبات التي تعزز التقارب بين أبناء المجتمع كأسرة واحدة تصون خصوصية المنظومة الإجتماعية الجزائرية.
من جانبه، عالج الأستاذ رشيد بوسعادة من جامعة الجزائر 02المقاربة السوسيولوجية للثقافة من منظور الزوايا التي تعد حسب ما ذكره، تجربة للتصوف باعتبارها مؤسسة ذات إلتزامات قائمة بذاتها تجمع محاور الإنتاج الفكري في بنية متعددة الاقطاب الإجتماعية والإقتصادية وكذا السياسية والتربوية.
مؤكدا بذلك أن بنية المجتمع الجزائري يعتمد على الزوايا رغم صعوبات دراسته التى نجدها حاليا محل اهتمام الغرب مقابل تهاون المجتمع العربي الذي لم يولي العناية للتراث الفكري الثقافي للزوايا التي تعتبر أساس الإصلاح الإجتماعي التربوي لأن بيداغوجيتها أرقى من تعليم المعاهد وذلك بشهادة الإخوة من القاهرة عقب زيارتهم للجزائر في مرحلة كانت الزوايا في أوج أسهاماتها.
التصوف في تجربة الأمير عبد القادر
وبعنوان "قيمة المحبة والتضامن عند العارف بالله الأمير عبد القادر الجزائري؛ تنظيرا وممارسة" تطرق دكتور حمو فرعون من جامعة مستغانم لمجمع اطلالات معاني التصوف الذي يعتبر مصدرا للتدين الوسطي المعتدل القائم على عقائد مشتركة في مبدأ المحبة والتعايش باعتباره علم تزكية مذكور في 59آية من القرآن الكريم بمصطلحات عديدة مقامها الإحسان.
وتابع مؤكدا أن التصوف يعتبر تزكية النفس وتهذيبها لما يصل بالفرد إلى الرفيق الأعلى من خلال تبادل قيم الرضا والمحبة التي تفرض الرجوع للنموذج الانساني للمجتمع الجزائري "الأمير عبد القادر " الذي عاش ونادى طيلة حياته بالتمسك بقيم الحب والتسامح التي تدرج فيها وبلغ أوجها في محطات كثيرة رسمت قناعاته تجاه المعالم الأخوية و التضامنية؛ لعل أهمها كان أثناء تواجده في الشام حين انقذ 15الف مسيحي من القتل .
وفي ذلك قال ذات المتحدث " أن الأمير عبد القادر صرح بأنه يستطيع جمع اهل الأديان على الحق بشرط تقبل مبتغى الصلح وكذا الفهم الكامل والصادق الذي يساعد على نشر قيم التسامح بين بني آدم بالرجوع لأحضان التصوف الواعية بقيمة المساواة بين البشر باختلاف توجهاتهم.
تجدر الإشارة إلى أن التظاهرة الثقافية الفكرية جاءت بحضور و إشراف وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي وبتنسيق علمي مع الدكتور بومدين بوزيد مدير ديوان جامع الجزائر؛ وفي إطار تثمين مقاصد الفكر الديني الإسلامي الذي حضي على شرفه تكريم خاص للأستاذة المحاضرين عرفانا بمجهوداتهم العلمية في صون المعرفة و الفكر.