أبدت الجزائر في السنتين الأخيرتين، اهتماما كبيرا بالمؤسسات الناشئة باعتبارها إحدى المجالات الخلاقة للثروة ومناصب الشغل للشباب، بالإضافة إلى ما تحقيقه من تنمية اقتصادية للبلاد.

بثينة ناصري

وقد جسدت الحكومة منذ سنتين، خطة ميدانية لتطوير نظام بيئي ملائم لإزدهار الشركات الناشئة، من خلال خلق قناة لتمويل هذه المشاريع تتمثل في الصندوق الوطني لضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة (FGAR) الذي أنشأ سنة 2004 تحت وصاية وزارة الصناعة.

تمويل المؤسسات... فرصة نحو تقوية الاقتصاد الوطني 

وفي هذا الصدد أشاد ليموناس زهير مدير الاتصال بالصندوق الوطني لضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بأهمية عمل الصندوق في مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة في التمويل لجعلها مساهمة بفاعلية في النهوض بالاقتصاد الوطني، من خلال تطوير وتنويع طرق التمويل والحصول على الدعم المالي، وفق سياسته الرامية إلى مرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والدفع بالآلة الصناعية نحو الأمام من خلال تشجيع هذا النوع من المؤسسات المعول عليها للنهوض بالاقتصاد الجزائري وتطويره.

ولفت ليموناس إلى أن الصندوق يعمل على مساعدة المؤسسات الصغيرة على الحصول على تمويلات بنكية متوسطة المدى من أجل تشجيعها على الانطلاق والتوسع، وذلك من خلال ضمان القروض لدى البنوك التجارية، مشيرا إلى أن تدخل الصندوق باعتباره مساهما في تحمل المخاطر لصالح المؤسسات الصغيرة و المتوسطة يكون من خلال ضمان القروض الاستثمارية الموجهة لخلق المؤسسات وتوسيع النشاطات وتجديد وتحديث التجهيزات.

وأوضح ذات المتحدث أن الصندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة (FGAR) يعد جهاز وآلية وضعتها الدولة لتسهيل التمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعاني من مشاكل في الحصول على القروض البنكية بسبب غياب الضمانات العينية التي تشترطها البنوك من أجل الموافقة على التمويل البنكي.

وأكد ليموناس أن تدخل الصندوق يكون من خلال تقديم ضمانات مالية تصل في مراحل انشاء مؤسسة إلى حدود 100 مليون دينار، وفي مرحلة التوسعة تصل إلى حدود 250 مليون دينار، مبرزا أن الصندوق يرافق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خلال كافة مراحل النشاط، سواء مرحلة إنشاء مؤسسة ومرحلة التوسعة وحتى مرحلة تجديد عدد الانتاج.

زيادة الاهتمام أصحاب المشاريع بصندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

وأشار مدير الاتصال بالصندوق إلى أن الاقبال على صندوق في البداية كان ضعيفا وحتى عدد المؤسسات قليل، وهذا راجع لعدم معرفة الامتيازات التي يقدمها الصندوق من جهة ومن جهة أخرى عرف النشاط مؤخرا توسعا أكثر مما كان عليه سابقا، مؤكدا أن أصحاب المشاريع وحتى البنوك أصبحت توجه حاملي المشاريع للاستفادة من الضمانات، لأن الضمانات تساهم بشكل كبير في تسهيل الحصول على التمويل البنكي.

وأفاد متحدثنا إلى أن صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة (FGAR) متعاقد مع كل البنوك المتواجدة على الساحة المالي، سواء 06 بنوك عمومية أو البنوك الخاصة التي تتعامل حتى التي تتعامل بصياغة التمويل الإسلامي أو التمويل القروض الإيجارية، مضيفا أنه بإمكان المستثمرين الذين تقدموا للصندوق الاستفادة من التمويل مع اختيار البنك المساعد لهم.

وكشف ليموناس عن عدد المؤسسات التي رافقها الصندوق إلى غاية 1 جوان 2024 والتي بلغت 4008 مؤسسة، استفادت من قروض بنكية بلغت 339 مليار دج، كما بلغت قيمة الضمانات المقدمة 147 مليار دج، وهذا ما يعكس التحسن في هذا المجال مقارنة بالسنوات الماضية من خلال زيادة في المشاريع مع البرامج التي وضعتها الدولة والتسهيلات المقدمة.