377
0
صمم شعار اتحاد العمال والجوية الجزائرية..
تكريم عائلة الفنان الرسام الراحل محمد الأزرق

عندما يكرم فنان مبدع ولو بعد الوفاة تقرأ ملامح أمل كبير في سلامة الذاكرة بمفهومها الشامل تمنح الأجيال المناعة في مواجهة الافرازات السلبية للعولمة التي تستهدف مجتمعات البلدان الناشئة.
سعيد بن عياد
هذا ما عكسته مبادرة جمعية مشعل الشهيد بتنظيم تكريم للمجاهد والفنان الخطاط الراحل محمد الأزرق في اليوم الوطني للذاكرة 8 ماي الذي تم تكريسه رسميا قبل خمس سنوات. كان الموعد مساء يوم الاثنين 5 ماي 2025 برواق فن وذاكرة المتواجد بوابة باينام باعالي العاصمة، حيث تقاطع التاريخ مع الفن وامتزجت الأجيال حول ضرورة تثمين الذاكرة وتمتين جسور التواصل.
وأوضح رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد أن هذا تكريم الراحل محمد الأزرق من خلال عائلته هو التفاتة عرفان للمسار النضالي والفني الراقي للرجل ولذلك تمت دعوة 12 فنانا من مختلف مدارس الرسم يستمر نهاية شهر ماي الجاري لتمكين الشباب من الإطلاع على مسيرة الفقيد الذي مزج في قلب واحد بين النضال من أجل استقلال الجزائر ونقل رسالة الشهداء عبر أنامله المبدعة لينكس مدى تشبع ثورة التحرير المجيدة بالقيم الإنسانية ونضالها من أجل السلام والعدالة.
وصرحت ابنة الفقيد نادية لزرق وهي مترجمة رسمية أن والدها محمد الأزرق الذي ولد في 29 مارس 1925 ببسكرة من أسرة تنحدر من خنشلة انخرط في النضال ضد الاحتلال الفرنسي الذي سجنه في معتقل أفلو رفقة مناضلين وطنيين مثل الراحل بشير بومعزة والشهيدين لغرور عباس وحرشة حسان.
وتضيف"كان والدي منذ الطفولة مولعا بالفن وأظهر ميوله لما كان في محل الجد للخياطة.
لقد كان له شرف تصميم شعار الاتحاد العام للعمال الجزائريين وهو في السجن رفقة الشهيد عديسات ايدير سنة 1955، بحيث رسمه على نعل الحذاء لإخفاء هذا العمل عن سجانيه كما رسم استرجاع السيادة الوطنية الشعار الرسمي للخطوط الجوية الجزائرية" الذي لا يزال يحلق عبر أجواء بلدان العالم.
وتستطرد متحدثة بتأثر "بلغ به عشقه للإبداع والفن الراقي تحويل منزله إلى فضاء لمجالس أهل الأدب والفن من جهات الوطن. وفي السبعينات أنشأ مدرسة متواضعة لتعليم فن الخط باللغتين العربية والفرنسي كما مارس تدريس فن الخط العربي بمدينة الدار البيضاء بالجزائر".
وعن هذا التكريم قالت إنها مبادرة احيت في نفوس عائلة الفنان قيمة الرجل النضالية والفنية معركة عن شكرها لجمعية مشعل الشهيد وللذين حضروا هذه الوقفة التي تحمل دلالات الوفاء لمن خدموا بلادنا إبان مقاومة الاحتلال الفرنسي او خلال سنوات البناء والتشييد.
وقد حضر المناسبة الدكتور في التاريخ لحسن زغيدي وابنة الراحل الشيخ بوعمران فضيلة بوعمران وعضو المجلس الشعبي الوطني الياس قمقاني والمؤرخ احمد صالح بارودي والرسامين رابح محجوبي والظاهر ومان اللذان قدما لوحات شاركا بها في هذه المناسبة.
ولقد ترك الفنان الأزرق ارثا فنيا وارشيفا ثريا يستحق الاهتمام من مصالح وزارة الثقافة لنفض الغبار عنه وحمايته ليكون مادة حية للأجيال وهو ما ترجوه ابنته معبرة عن أملها في أن تصل الرسالة الى وزير الثقافة الحالي لتخصيص فضاء أو رواق يحتضن أعمال والدها الرسام المبدع وهي لوحات تنقل رسالة أصيلة للأجيال بمن فيهم الذين يدرسون في الفنون الجميلة لضمان وصل الحاضر بالماضي لانارة طريق المستقبل.
ومن جانبه وجه الرسام رابح محجوبي وهو يشرح بعض لوحاته نداء يدعو الى الحرص على حماية وتامين أعمال مثل هذا الفنان فيما دعا زميله الطاهر ومان إلى إحياء الرصيد الفني المغمور مثل حماية أعمال الفنان والمخطوطات التي تشكل ارثا للأجيال والباحثين.
واختتم الحفل بتسليم ابنتي الفقيد الفنان هدايا رمزية تعكس قيم الوفاء لمن خدموا الجزائر لتحريرها من اغلال الاستدمار والمساهمة في إعادة بناء المجتمع من بوابة الفنون والأدب على غرار المرحوم محمد الأزرق الذي تحمل اسمه البارز مدرسة المنار ببلدية الحمامات غرب الجزائر العاصمة.