يجمع المختصون والمهتمون بعالم الطفولة على أهمية البحث عن أساليب تطوير تفكير الطفل الإبداعي، ففي السنوات الأخيرة ظهرت العديد من الأبحاث والنظريات والألعاب التي تركز في مجملها على تنمية حس الابتكار لدى الطفل.
بثينة ناصري
ومن بين تلك الألعاب التي تحرص الكثير من الأسر على شرائها "الألعاب التركيبية" والتي سمحت شركة "Fabrication De Puzzle 3D" الجزائرية على توفير هذا النوع من الألعاب وهذا تحت شعار" ألعاب تربوية هواية جديدة" والتي وفرت مختلف المجسمات ومنها ما يدرسه التلميذ كالدارة الكهربائية.
شركة ناشئة توفر ألعاب الذكاء للصغار والكبار
وفي هذا الصدد كان لجريدة بركة نيوز لقاء مع مسيرشركة "Fabrication De Puzzle 3D" عبد الرحمان بلعباس والذي أكد لنا أن تأسيس هذه الشركة كان منذ سنتين في مدينة بجاية، مع مجموعة من الأصدقاء الذين ساهموا في تجسيد الفكرة في الواقع العملي، لتبدأ بعد عام في تسويق منتوجها، مشيرا إلى أن العمل في هذا المجال ليس سهلا ويتميز بالدقة في صناعته.
وعن البدايات حدثنا بلعباس عن ولعه منذ الصغر بالألعاب التركيبية وهذا ما جعله يسعى لتطوير أفكاره ويحاول بعد سنوات من البحث والتجربة ليترجم افكاره في مشروع هادف له أبعاد تربوية وترفيهية.
وتوفر هذه الشركة الناشئة ألعابا تربوية ذكية، من سيارات ومنازل وما يميزها نظام الدارة الكهربائية الذي يولد الحياة في اللعبة ويعمل على الحركة سواء في إنارة المجسمات بالمصابيح أو أو دوران الطاحونة الهوائية أو سير سيارة أو شاحنة.
تعتمد اللعبة بشكل أساسي على قطع صغيرة ويعمل الطفل على تركيبها عن طريق جمع القطع وفق كتالوج مرافق توجهه خطوات عملية ليتحصل في النهاية على لعبته التي يشعر أنه صانعها، وهذا ما يولد له روح الصبر والإبداع ويعزز ثقته في نفسه.
الأسر الجزائرية لا تزال تجهل أهمية الألعاب التركيبية
وأوضح محدثنا أن هذا المنتوج لا زال غير معروف لدى العديد من الأسر الجزائرية، كما أن المعلومات الخاصة بالألعاب التركيبية التي تعمل على تنمية الذكاء لدى الأطفال لا تزال ناقصة بالنسبة للكثير من الاولياء.
وعن مميزات وفوائد هذه الألعاب الذكية، يؤكد بلعباس أنها تتسم بفوائد كثيرة منها تحفيز نمو الطفل وتطوير قدراته المعرفية إلى جانب فوائدها النفسية، وتعد هذه اللعبة وسيلة ترفيه أساسية وممتعة لكل من الأطفال وكبار السن، ويمكن اللعب بها بشكل منفرد أو مع العائلة والأصدقاء.
ولفت إلى أن الطفل ليس كما الكبار فكل التجارب التي تميز مساره تبقى راسخة في ذهنه، وهذا باعتباره في مرحلة النمو وانطلاقا من هذه الفكرة، يمكن للطفل تحديد أهدافه المستقبلية من لعبته، فمثلا الطائرة التركيبة تحفز الطفل على التعلق بمجال الطيران والارتباط بفكرة أنه يمكن أن يصنع طائرة في المستقبل، ناهيك عن اكتساب القدرة على التركيز ودقة الملاحظة،و استكشاف أشياء وأشكال جديدة، وإشباع لحظات الفضول بشكل مؤقت إلى حين حل اللغز والنجاح في عملية التركيب.
استخدام الخشب كمادة أولية لصناعة الألعاب
وأشار إلى أنه تم اختيار الخشب كمادة أولية لصناعة هذه الألعاب الذكية والتي تعد مكلفة بحكم عدم توفر الآلات المستخدمة التي تستورد جلها من الخارج، ورغم جودة المنتوج وخضوعه لمعايير عالية في الإتقان وأسعارها التي هي متناول الجميع، إلا أن هذه الألعاب التي تزال معروفة في فضاء محدود ولاتزال تعاني من التسويق.
وعن طموحات الشركة، أكد محدثنا أنه يتم حاليا العمل على تطوير هذا المجال، ومحاولة إيجاد سوق للمنتوج بالإضافة إلى الترويج لثقافة الألعاب التركيبية الذكية في المجتمع الجزائري.
كما يتم العمل في المستقبل على عقد شراكات على غرار وزارة التربية الوطنية لتوفير هذه الألعاب على نطاق واسع ولا سيما في المدارس و رياض الأطفال.
وفي الأخير، قال مسيرالشركة "تشكل الألعاب التركيبية منهجا تعليميا تكسب الطفل القدرة على التفكير الصحيح وتعزز ثقته بنفسه في مواجهة مصاعب الحياة مستقبلا، كذلك تقوم بتحفيز وظائف الدماغ لدى الطفل منذ الصغر وحتى الكبر".
وأشاد بأهمية هذا النوع من الألعاب التركيبية كوسيلة ترفيهية مثالية للأطفال والشباب، معتبراً إياها بديل جيد لشاشات التلفاز وإدمان التكنولوجيا الحديثة التي تحتل مساحة كبيرة من الأنشطة الترفيهية للأطفال في المنزل، وحتى الأكبر سنا، لذلك فإن من المفيد أن يحرص الآباء على تكريس أوقات فراغ الطفل لممارسة أنشطة وألعاب ورياضات بديلة.