غالبا ما يلجأ الكثير من الجزائريين عند الإصابة بالانفلونزا وغيرها من الأمراض البسيطة إلى أخذ علاجات ومسكنات بطريقة عشوائية دون العودة او استشارة الطبيب بحجة غلاء تسعيرة الفحص وضعف القدرة الشرائية للمواطن .

نسيمة الوافي 

الأمر الذي جعل الفرد الجزائري خاصة يلجئ إلى التطبيب الذاتي او اللجوء إلى الصيدلي لتشخيص حالته دون اكثراثه او علمه بالمخاطر والآثار الصحية الخطيرة التي يمكن أن تهدد صحته.

 

كما هو الحال مع زكريا شاب في مقتبل العمر التقيناه في احدى الصيدليات المتواجدة على مستوى بلدية الرغاية بالجزائر العاصمة والذي قال بأنه كلما شعر بالحمى او الزكام او آلام في المعدة يلجأ إلى الصيدلي مباشرة ليصف له علاج دون حاجته إلى زيارة الطبيب.

 

مضيفا مالحاجة إلى زيارة الطبيب طالما انه يصف لي في كل مرة نفس الأدوية ، يأتي هذا في وقت تؤكد فيه تقارير منظمة الصحة العالمية سنويا الأخطار التي تتسبب فيها الأدوية الكيماوية بما فيها تلك الأدوية التي تدخل في علاج الامراض البسيطة .

 

حيث اثبتت الدراسات ان من 25 إلى 35 بالمائة من الأمراض التي تصيب الإنسان ناتجة عن المضاعفات الجانبية التي تسببها الأدوية الكيماوية على غرار البراسيتامول الذي يتسبب في تلف الكبد .

 

كما كتب باحثون في جامعة مانشستر في دراستهم التي نشرت في الدورية الطبية البريطانية مؤخرا ان وصف مسكنات الألم الشائعة مثل "الايبوبروفين " و"النابروكسين " يعرض الأشخاص إلى الإصابة بآثار جانبية خطيرة تجعلهم اكثر مرضا كما تعد الادوية المضادة للالتهابات غير الستيرودية.

 

  حسب ذات الباحثين من بين الادوية الاكثر وصفا حول العالم لتخفيف الحمى والصداع ،الام الدورة الشهرية وغيرها من الأمراض لكنها قد تزيد من خطر الاصابة بنزيف داخلي ،تلف الاعضاء الاصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية لدى بعض الاشخاص خاصة المصابين بالقرحة الهضمية او قصور القلب ومرضى القسور الكلوي حسبما نشرته " الديلي ميل " البريطانية ، فما بالك بالمخاطر الاخرى الناتجة عن اخذ هذا النوع من الادوية بطريقة عشوائية ودون الرجوع إلى الطبيب.

 

وفي هذا الأمر تقول الحكيمة " اومحمد فهيمة " صاحبة عيادة طب وجراحة الأسنان ان اخذ الأدوية بدون الرجوع إلى الطبيب ناتج عن قلة الوعي والثقافة الصحية السليمة لدى المواطن الذي يستخف بدرو الطبيب في علاج بعض الامراض البسيطة ما قد يسبب مخاطر عويصة على الصحة تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة .

 

كما يمكن أن تعرض الإنسان إلى خطر التسممات في حالة شربها مع ادوية أخرى تؤدي تداخلات او تفاعلات عنيفة خاصة إذا تم تناولها بطريقة غير صحيحة .

 

كما قال محمد صاحب صيدلية انه رغم اننا ننصح المريض بالتوجه الى الطبيب واخذ الاستشارة الصحيحة الا ان العديد من المواطنين يرفضون زيارة الطبيب لاسباب تعددت واختلفت من شخص الى اخر ، مؤكدا على أن زبائنه يطلبون ادوية دون وصفة طبية او يصفون الأعراض للصيدلي الذي بدوره يقوم باعطائهم الادوية المسموح بها على غرار مسكنات الألم والحمى، السعال ، ادوية المعدة او المضادات الحيوية حسب الأعراض التي يصفونها لهم .

 

في وقت يعرف فيه بأن بعض الأشخاص المتواجدين في الصيدليات مجرد بائعين و ليست لهم علاقة بالصيدلة حسبه الأمر الذي يهدد السلامة العامة للمواطن .