353

0

ابراهيم شعبني فنان تشكيلي يروي تفاصيل ولوجه هذا العالم السحري

تعود جذور الفن التشكيلي في الجزائر إلى زمن الرسومات الصخرية والنقوش بموقع الطاسيلي الموزعة على امتداد مساحة تفوق 7 مليون هكتار والتي تم تصنيفها من طرف منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 1982.

شيماء منصور بوناب

لهذا فالجزائر تزخر بالفنانين الذين اختاروا هذا المجال وقدموا لوحات فنية أبرزت مواهبهم وجسدت نظرتهم الجمالية  للواقع الذي تعكس مدى اهتمام الفنان المبدع بتفاصيل سياقه اليومي.

الفن التشكيلي ....مزيج بين الواقع والخيال 

وللحديث عن واقع الفن التشكيلي وأهم تحدياته ، تطرق الفنان إبراهيم شعبني عضو الاتحاد الوطني للفنون الثقافية ، لأولى بدايته في عالم الفنون الجميلة و التشكيلية التي بدأ الاهتمام بها في سن صغيرة أيام مزاولته الدراسة في الابتدائية أين كان يعرف بين اقرانه بإبداعه في الخط المزخرف الذي يعتبر خطوته الأولى في مجال الفن.

وفي هذا السياق أوضح شعبني أن الاهتمام بمختلف مظاهر الفن و جماليات الحياة خلق في ذاته توجه فني نوعي حاول تداركه بالتكوينات و الاطلاع أكثر على خفايا هذا المجال بكل أنواعه ، التي لاقى فيها المتنفس و الملجأ الآمن للهروب من ضجيج التعليم و الدراسة بحكم أنه تقلد لعدة سنوات منصب أستاذ في الثانوية و المتوسط.

وتابع مضيفا" بعد التقاعد من سلك التعليم الذي قضيت فيه نصف عمري ، بدأت التأسيس الفعلي لفني وما ساعدني على ذلك هو تقلدي لمنصب مدير المركز الثقافي ببوشاوي ثم مدير مكتبة الشراقة"، أين كانت له الفضاء الخصب للاهتمام بالفن التشكيلي الذي جعله يأخذ التقنيات الأساسية و يبدع فيها بأسلوب جديد يمزج بين الحس الواقعي و الخيالي الذي يحاكي الطبيعة الحية بتراكيب خاصة يجدد فيها بأسلوبه و بصمته في كل مرة .

 ومن جملة " الفن يعيش في كياني " عزم شعبنى على تطوير ذاته وتغيير ذهنيته الفنية وذلك بما يواكب التوجهات الحديثة للفن التشكيلي بمختلف طبوعه ومدارسه التي جعلته ذو توجه متشعب مختلف وفريد من نوعه. اين مزج بين التجريد و السيريالانية والواقعية والسيراميك وحتى الأرابيسك دون اتخاذ نهج واحد يصمم به تركيباته و مفاهيمه الجمالية .

تميز في مسابقة فرنسية 

ومن هذا المنطلق عرج الفنان لواقع الفن التشكيلي في الجزائر ، الذي يعتبر حسب ما أفاده من أهم المجالات الحيوية التي عرفت رواجا كبيرا منذ بداية القرن ال20 والتي حملها مؤسسي ورواد الفن التشكيلي الجزائري على غرار أزواو معمري وبشير سلس وكذا شطري مسلي و علي خوجة ثم محمد خدة وعمر راسم ".

أما بالنسبة ، للفنانين الجزائريين أشار ذات المتحدث إلى أنهم من بين النخبة الفنية الراقية في العالم التي تستحضر في مشاريعها مختلف التيارات الجمالية و البصرية التشكيلية التي أهلت عدة اعلام جزائرية فنية من التمييز دوليا و عالميا .ومن بينهم الفنان شعبني الذي شارك سنة 2003 في مسابقة فرنسية أقيمت على شرف القامات الفنية المبدعة من مختلف ربوع العالم .

وعلى ضوء مشاركته ، أشار إلى ان تميزه في المسابقة جعل الفرنسيين ينسبون اعماله لهم بحكم ان الابداع التشكيلي الذي جسدته لوحاته لا يمكن ان يكون من اصل جزائري ، ولعل ذلك ما حفزه اكثر لمواصلة ابداعاته بنظرة جديدة يغلبها الطابع التراثي الذي يعبر عن الهوية الوطنية و يحفظ بصمتها .

الفنان الحقيقي يصنع من لاشيء فنا راقيا

 واثناء تقييمه للفن ، اكد محدثنا أن الفنان هو من له الحق في تقييم نفسه لأنه صاحب الفكرة و المشروع ،فالقيمة الفنية لا تقدر بثمن اللوحة أو حجمها بقد ما تقيم من ناحية جودتها و فكرتها ، كان انه من المعلوم ان القيمة الفنية تزيد كلما كانت القطعة الفنية عتيقة.

في ذات السياق ركز على ما يتم تداول من اشاعات حول " ان الفنان لا يكسب من فنه شيئا حتى و لو تغمده التراب لن يترك شيئا بذلك أيضا"، وهوما عارضه بشد لان الفنان يفني حياته خدمة للفن و الجمال الذي يبقى مجسدا في اللوحات و الاعمال مهما طال بها الزمن حتى ولو مات الفنان فان اعماله تبقى خالدة تتداولها المعارض و تحييها الذاكرة.

وفي ختام لقائنا معه ، نوه شعبني إلى ان الايمان بالفشل هو من يحكم على الفنان بالسقوط رغم موهبته ، كما ان التماس الاعذار و الأسباب حول نقص الإمكانيات و المواد الأولية هو من يضيق على الفنان ويبقي نظرته قاصرة لان الفنان الحقيقي هو من يصنع من لاشي شيئا ملموسا مبتكرا.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services